• Wednesday, 24 July 2024
logo

هل كان الإنسان البدائي من آكلي اللحوم؟

هل كان الإنسان البدائي من آكلي اللحوم؟

هل كان الإنسان البدائي «إنسان نياندرتال» من آكلي اللحوم؟... بعض الدراسات التي أجريت على جير الأسنان لأفراد من شبه الجزيرة الأيبيرية، أظهرت أنهم كانوا مستهلكين رئيسيين للنباتات، غير أن الأبحاث الأخرى التي أجريت في مواقع خارج أيبيريا تشير إلى أنهم لم يستهلكوا شيئا سوى اللحوم.
وباستخدام تقنيات تحليلية جديدة على ضرس ينتمي إلى فرد من هذا النوع، عثر عليه في موقع غاباسا (كهف في شمال إسبانيا)، يزعم باحثون من المركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا، أن بإمكانهم التأكيد أن إنسان «نياندرتال»، كان من آكلي اللحوم.
ولأول مرة قام الباحثون بتحليل نظائر الزنك في الضرس المكتشف لتحديد موقع إنسان نياندرتال في السلسلة الغذائية، وتشير النتائج التي توصلوا إليها، ونشرت أمس في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، إلى أنه كان في الواقع من آكلي اللحوم.
ولتحديد فرد في السلسلة الغذائية، يسعى العلماء حتى الآن بشكل عام إلى استخراج البروتينات وتحليل نظائر النيتروجين الموجودة في كولاجين العظام، ومع ذلك، لا يمكن استخدام هذه الطريقة إلا في البيئات المعتدلة، ونادرا ما يتم استخدامها في العينات التي يزيد عمرها عن 50 ألف عام، وعندما لا يتم استيفاء هذه الشروط، يكون تحليل نظائر النيتروجين معقدا جدا، أو حتى مستحيلا، وكان هذا هو الحال بالنسبة للضرس من موقع «غاباسا» الذي تم تحليله في هذه الدراسة.
بالنظر إلى هذه القيود، قررت الباحثة الرئيسية بالدراسة، كليفيا جاوين وزملاؤها تحليل نسب نظائر الزنك الموجودة في مينا الأسنان، وهو معدن مقاوم لجميع أشكال التحلل.
وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الطريقة لمحاولة التعرف على النظام الغذائي لإنسان نياندرتال، فكلما انخفضت نسب نظائر الزنك في العظام، زاد احتمال انتمائها إلى آكلي اللحوم.
وتم إجراء التحليل أيضاً على عظام الحيوانات من نفس الفترة الزمنية والمنطقة الجغرافية، بما في ذلك الحيوانات آكلة اللحوم مثل الذئاب والحيوانات العاشبة مثل الأرانب، وأظهرت النتائج أن إنسان نياندرتال الذي ينتمي إليه هذا الضرس ربما كان من آكلي اللحوم التي لم تأكل دماء فرائسها.
وتشير العظام المكسورة الموجودة في الموقع، جنبا إلى جنب مع بيانات النظائر، إلى أن هذا الشخص قد أكل أيضاً نخاع عظم الحيوانات، وأظهرت أدوات التتبع الكيميائية الأخرى أن الشخص صاحب الضرس تم فطامه قبل سن الثانية، وتظهر التحليلات أيضاً أن هذا الإنسان البدائي ربما مات في نفس المكان الذي عاش فيه عندما كان طفلا.
ولتأكيد استنتاجاتهم، يأمل العلماء في تكرار التجربة على أفراد من مواقع أخرى، خاصةً من موقع «باير» في جنوب شرقي فرنسا، حيث يجري بحث جديد.

 

 

الشرق الاوسط

Top