إدانة غربية واسعة للقصف الروسي... والصين تدعو إلى «وقف التصعيد»
قوبل القصف الصاروخي الروسي على مدن أوكرانية بينها كييف أمس (الاثنين) بموجة ردود فعل غربية تدين وتتوعد، فيما دعت الصين إلى «وقف التصعيد».
وفي تعليق على التصعيد الروسي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، إن بلاده «تدين بشدة» الضربات الصاروخية الروسية التي أدت إلى «قتل وجرح مدنيين ودمّرت أهدافاً ليس لها أي غرض عسكري». وأضاف، أنها «تظهر مرة أخرى الوحشية المطلقة لحرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير الشرعية على الشعب الأوكراني»، مشدداً على أن «هذه الهجمات لا تؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا الوقوف إلى جانب شعب أوكرانيا لأطول فترة ممكنة». وأكد، أنه بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء «سنواصل فرض تكاليف على روسيا لعدوانها، ومحاسبة بوتين وروسيا على فظائعهما وجرائم الحرب، وتقديم الدعم اللازم للقوات الأوكرانية للدفاع عن بلادهم وحريتهم». وكرر مطالبة روسيا بـ«إنهاء هذا العدوان غير المبرر على الفور وإخراج قواتها من أوكرانيا».
ودعت وزارة الخارجية الصينية إلى وقف التصعيد في أوكرانيا بعد أن هزت انفجارات عدة مدن منها كييف فيما يبدو أنها ضربات «انتقامية روسية» عقب انفجار جسر يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، بحسب «رويترز».
وقال المتحدث باسم الوزارة ماو نينغ في إفادة صحافية: «نأمل وقف التصعيد قريبا».
- أمير قطر
وجدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني موقف بلاده الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دولياً.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وطبقا للوكالة، ناقش الجانبان آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية، خاصة ما يتعلق بالأزمة مع روسيا وضرورة إنهائها بالحوار والطرق الدبلوماسية.
ودعا أمير قطر مجدداً، خلال الاتصال، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
كما جدد موقف دولة قطر الداعي إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
- الاتحاد الأوروبي
ورأى الاتحاد الأوروبي أن الضربات الصاروخية الروسية على المدنيين في أوكرانيا «ترقى إلى جريمة حرب»، وفق ما أفاد ناطق باسم مسؤول شؤون التكتل الخارجية جوزيب بوريل.
وقال المتحدث بيتر ستانو إن «استهداف الناس عشوائيا بوابل جبان ومروع من الصواريخ التي تضرب أهدافا مدنية يمثل حتما تصعيدا إضافيا». وأضاف «يدين الاتحاد الأوروبي بأشد العبارات هذه الهجمات الشنيعة على المدنيين والبنى التحتية المدنية... إنه أمر يتعارض مع القانون الإنساني الدولي، ويرقى هذا الاستهداف للمدنيين من دون تمييز إلى جريمة حرب».
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات على كييف ومدن أوكرانية أخرى «خبيثة». وقالت في بيان: «أظهرت روسيا مرة أخرى للعالم ما تمثله - إنه الإرهاب والوحشية. يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك».
وكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر أنه يشعر «بصدمة عميقة» من الهجمات الروسية على المدنيين. وقال: «هذه أفعال لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين. أدينها بأشد العبارات الممكنة». ولفت إلى أن هناك «دعما عسكريا إضافيا من الاتحاد الأوروبي في طريقه» إلى أوكرانيا.
ولدى سؤال ستانو عن اتفاق روسيا وبيلاروسيا لنشر «قوة إقليمية مشتركة»، طالب ستانو مينسك بـ«الامتناع» عن تقديم المزيد من المساعدة لموسكو في أوكرانيا.
وتابع «لا تفاصيل لدينا (حول نشر القوات المشتركة)، لكن إذا حدث ذلك، فسيكون تصعيداً آخر في الحرب غير الشرعية» في أوكرانيا. وأضاف «لن يمرر الاتحاد الأوروبي ذلك».
وكتبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على تويتر الاثنين «أدين بأشد العبارات الضربات الروسية العشوائية على المدن الأوكرانية. إن استهداف السكان المدنيين عمداً يشكل جريمة حرب».
وشبه متحدث باسم الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي الهجمات الصاروخية على عدة مدن أوكرانية بـ«جريمة حرب». وقال متحدث باسم دائرة العمل الخارجي الأوروبي: «هذا أمر ضد القانون الإنساني الدولي، وهذا الاستهداف العشوائي للمدنيين يرقى إلى مستوى جريمة حرب». وأضاف «هذه الهجمات بربرية وجبانة». وأوضح أنه «سوف يتم محاسبة جميع المسؤولين»، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يستمر في الوقوف بجانب أوكرانيا.
- دعم هولندي
وأدان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الهجمات الروسية الأخيرة على مدن أوكرانية ووصفها بأنها إرهاب. وكتب روته على تويتر اليوم الاثنين: «هذا ليس انتقاما بل هذا إرهاب»، مشيراً إلى أن الهجمات كان لها «هدف شديد الوضوح» ألا وهو ضرب مواطنين أبرياء أيضا.
كان روته أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق، وقال روته إن زيلينسكي أطلعه على طبيعة الوضع. وأضاف روته أنه تعهد لزيلينسكي بتقديم هولندا الدعم الكامل لأوكرانيا.
وجدد أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عبر تويتر، دعم الحلف لأوكرانيا بعد التحدث مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين. وكتب ستولتنبرغ «سوف يواصل الناتو دعم الشعب الأوكراني الشجاع للرد على اعتداءات الكرملين مهما طال الأمر». وقال ستولتنبرغ إنه «يدين الهجمات الروسية المروعة والعشوائية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا».
ومن المقرر أن يلتقي وزراء دفاع الناتو في اجتماع يستمر يومين في بروكسل الأربعاء، حيث سوف يكون دعم أوكرانيا مدرجا على الأجندة.
- صواريخ ألمانية
ووعدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كييف بتقديم مساعدة سريعة في مجال الدفاع الجوي.
وكتبت الوزيرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الاثنين: «نبذل قصارى جهدنا لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية سريعا».
وفي إشارة إلى القصف الروسي تحدثت بيربوك عن المواطنين الذين عايشوا خوفا مميتا في حركة المرور الصباحية في كييف وعن تسبب القصف في إحداث فوهة بجوار ملعب، وكتبت: «إنه لأمر دنيء وغير مبرر أن يطلق بوتين الصواريخ على المدن والمدنيين».
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت قالت في وقت سابق إن الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تظهر أهمية تسليم أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا على وجه السرعة، وأضافت «الهجمات الصاروخية الروسية والطائرات المسيرة ترهب السكان المدنيين بالدرجة الأولى... لذلك نقدم الدعم الآن بأسلحة مضادة للطائرات على وجه الخصوص. في الأيام القليلة المقبلة سيكون أول وحدة من أحدث أربع وحدات لنظام الدفاع الجوي من طراز (إيريس - تي إس إل إم) جاهزة لتوفير حماية فعالة لشعب أوكرانيا».
وكذلك اتصل المستشار الألماني أولاف شولتس بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن المستشار أكد لزيلينسكي خلال المكالمة تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى، مضيفا أن ألمانيا ستبذل قصارى جهدها لتعبئة مساعدات إضافية وللمساعدة في إصلاح البنية التحتية المتضررة.
وأكد هيبشترايت أن الحكومة الألمانية تدين الهجمات الروسية بأشد العبارات الممكنة، مشيرا إلى أن دول مجموعة السبع تعتزم إجراء محادثات مع زيلينسكي خلال مؤتمر عبر الفيديو اليوم الثلاثاء.
- قلق فرنسي
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «قلقه البالغ» حيال الضربات الروسية على أوكرانيا الاثنين، وذلك خلال اتصال مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما تعهد بأن باريس ستزيد دعمها العسكري لكييف.
وجاء في بيان صدر عن مكتب ماكرون أن «الرئيس تحدث عن قلقه البالغ حيال الضربات التي أودت بضحايا مدنيين... وأكد على دعمه التام والكامل للرئيس زيلينسكي والتزام فرنسا بزيادة دعمها لأوكرانيا، بما يتوافق مع الاحتياجات التي عبرت عنها كييف، بما في ذلك في مجال المعدات العسكرية».
- مجموعة السبع
وأعلنت برلين أن قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيجرون محادثات طارئة الثلاثاء لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس لزيلينسكي «تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى» مع بلاده، وفق ما أفاد الناطق باسم الحكومة شتيفان هيبسترايت. وأضاف أن المحادثات ستنطلق عبر الفيديو وسيشارك زيلينسكي في بداية الاجتماع. وقال هيبسترايت إن «ألمانيا ستبذل كل ما في وسعها لحشد المزيد من الدعم، وتحديدا للمساعدة على إصلاح وإعادة البنى التحتية المدنية (الأوكرانية) المتضررة والمدمرة، مثل إمدادات الكهرباء والتدفئة».
الشرق الاوسط