سياسي كوردي: هناك اتفاق بين مختلف حاملي السلاح في سوريا على تشجيع المخدرات
في تعليق على ما أكدته مصادر كوردية سورية بأن ميليشيات إيران تقوم بإغراق المناطق الكوردية السورية ومخيمات مناطق الشهباء في شمالي حلب بالمخدرات، قال السياسي الكوردي شاهين أحمد، اليوم الأربعاء، إن هناك اتفاقا بين مختلف الميليشيات الحاملة للسلاح في سوريا حول تشجيع هذه الآفة ونشرها، وخاصة الميليشيات الإيرانية مثل حزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي العراقي الموجودة في سوريا وغيرها.
وقال أحمد لـ (باسنيوز) إن «مراكز إنتاج المخدرات لا تنحصر في منطقة محددة، ولكن أغلب تلك المراكز هي في تلك المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران، وتنتقل إلى بقية المناطق سواءً تلك التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة العربية السنية، أو تلك التي يسيطر عليها حزب العمال الكوردستاني PKK نتيجة الاتفاق بين أمراء الحرب في تلك المناطق مع الميليشيات المذكورة».
وأضاف أن «سوريا تتعرض اليوم لخطر من نوعٍ آخر وذلك نتيجة تفشي ظاهرة إنتاج وصناعة المخدرات بأنواعها المختلفة، وانتشار تجارتها وترويجها ونشرها في أوساط من تبقى من سكانها، وخاصة الفئة الشابة التي تعتبر الأكثر عرضة واستهدافاً من جانب ناشري هذه الآفة الخطيرة».
وأشار أحمد إلى أن «سوريا بمختلف مناطقها أصبحت مصدراً لإنتاج وتصدير وترويج وتعاطي المخدرات بعد أن تحولت إلى ميدان للتدخلات الاقليمية والدولية، وساحة لتصفية صراعات الدول وتقسيمها إلى مناطق نفوذ، وسيطرة أمراء الحرب ومافياتها على تلك المناطق كأدوات، وانتشار ظاهرة السلاح المنفلت، وقدوم المتطرفين المعولمين ودخولهم إلى سوريا، واستقدام الميليشيات الطائفية المختلفة، وتحولها إلى ما يشبه (مكب للنفايات البشرية)، وبيئة طاردة لسكانها الأصليين، وميداناً لتسويق كل ما هو غير قانوني نتيجة الصراعات المسلحة والحروب المركبة والمتداخلة».
وأوضح أن «ظاهرة إنتاج المخدرات وتجارتها ونشرها وسط من تبقى من شباب سوريا أصبحت مصدراً مهماً من مصادر الدخل والتمويل للمافيات وأمراء الحرب ومن مختلف الأدوات العاملة والحاملة للسلاح في الميدان السوري وفي مختلف المناطق على طول البلاد وعرضها، من شبيحة النظام إلى شخصيات تابعة لـ PKK وشخصيات وقيادات تابعة للفصائل المسلحة للمعارضة العربية السنية، إضافة لأهل الاختصاص من تجار المخدرات بشكل عام».
ورأى أحمد أن «الهدف من إنتاج وتجارة هذه الآفة لا ينحصر في جانبه الاقتصادي فقط، وخاصة في الحالة السورية، حيث هناك أهداف أخرى أكثر خطورة تتعلق باستهداف البنية الاجتماعية، وتحييد الفئة الشابة وتحريفها وتغيبها عن ساحة الفعل والبناء، واستخدامها في مشاريع قذرة، لأن فئة الشباب هي عماد المجتمعات ومستقبلها، لذلك هي المستهدفة في هذه الحرب الخاصة لشل قدراتها عن البناء والإنتاج الفكري والتقدم العلمي، وحرفها عن مسارات الفعل الإيجابي إلى مسارات الانحراف والفعل السلبي».
وقال السياسي الكوردي: «في سوريا تحديداً يتم الانتقام من الفئة الشابة، لأنها كانت المحرك الرئيسي للحراك الثوري السلمي».
وناشد أحمد، هو عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS) «الدول التي تتقاسم سوريا إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في الوقوف الجدي على أسباب هذه الظاهرة، ووضع حد لها، وملاحقة ومحاربة مافياتها، ووضع برامج لمعالجة آثارها صحياً وتوعوياً وتعليمياً ونفسياً وخدماتياً».
وكانت مصادر كوردية سورية مقربة من قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› قد كشفت، يوم الاثنين، أن الميليشيات الموالية لإيران تغرق المناطق الكوردية السورية والمخيمات التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في شمال حلب بكافة أنواع المخدرات.
وأكدت المصادر، أن «مجموعات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني تدخل المخدرات إلى سوريا عبر الحدود السورية اللبنانية»، مضيفة أن «تلك المجموعات تجلب المخدرات إلى بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق التي يوجد فيها ثلاث معامل لإنتاج الحبوب المخدرة»، مشيرة إلى أن «تلك المعامل مرخصة من قبل النظام».
وأضافت أن «تلك المجموعات تجلب المخدرات من دمشق إلى بلدتي نبل والزهراء (الشيعيتين) شمالي حلب، ومنها تغرق منطقة الشهباء الواقعة تحت سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بكافة أنواع المخدرات».
ولفتت المصادر إلى أن «ميليشيات إيران تصدر المخدرات من بلدتي نبل والزهراء إلى شمال وشرق سوريا، بدءا من مدينة منبج حتى مدينة ديريك بالقرب من حدود إقليم كوردستان، مرورا بكافة المناطق الكوردية في غربي كوردستان (كوردستان سوريا)».
باسنيوز