وقع قبل 28 عاماً .. الرئيس بارزاني يسرد تفاصيل جديدة عن حادث الـ "بلاك هوك"
في الصفحتين 230 و 231 من المجلد الخامس من سلسلة كتاب «البارزاني والحركة التحررية الكوردية .. الانتفاضة ، الفرص والعراقيل» الخاصة بسرد الاحداث خلال أعوام 1991 ـ 2002 ، كشف الزعيم الكوردي مسعود بارزاني ، لأول مرة معلومات عن حادث سقوط مروحيتين حربيتين امريكيتين من طراز "بلاك هوك" من قبل طائرات حربية أمريكية في قرية ضمن حدود قضاء آكري (عقرة) عام 1994 .
وكتب الرئيس بارزاني ، ان الجهود التي كانت تبذل لقطع الطريق على الاقتتال بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين وعدم السماح بانتشاره كانت مستمرة وتم تحديد 14 ابريل / نيسان 1994 موعداً لاجتماع المكتبين السياسيين للحزبين ، وكان من المقرر حضور وفد من "ام سي سي" (قوات التحالف الدولي بعد حرب الخليج) الاجتماع . ويضيف بينما كانوا مجتمعين وصلته برقية من زعيم علي وهو قيادي في الحزب يبلغه فيها بسقوط مروحيتيان امريكيتان من قبل طائرات حربية في الـ 12 ظهراً قرب قرية توژكيه.
ويضيف الرئيس بارزاني ، انهم ظنوا لأول وهلة ان الطائرات التي اسقطت المروحيتين كانت عراقية ، لكن لاحقاً تبين ان الطائرات كانت أمريكية من طراز F15 .
ويتابع الرئيس بارزاني ، بالقول فوراً اتصلت بهوشيار زيباري (قيادي في الحزب) وكان موجوداً حينها في واشنطن وابلغته بما حدث ، وهو بدوره ابلغ الخارجية الامريكية التي اكدت وقوع الحادث وانه كان بالخطأ.
ويمضي الرئيس بارزاني ، بالقول انه كانت هناك مخاوف من ان يؤدي هذا الحادث الى ان تراجع الولايات المتحدة مهامها والتزاماتها في المنطقة ، لكن لاحقاً اعلن كل من رئيس ووزير الدفاع الأمريكيين ان بلادهما ستواصل حماية المنطقة وان الحادث لن يؤثر على الالتزامات الامريكية بالصدد.
ويوضح الرئيس بارزاني ، بأن الحادث أدى الى فقدان 26 شخصاً لحياتهم بينهم 6 من مقاتلي البيشمركة. وفي 25 ابريل/ نيسان 1994 وبحضور وزير الدفاع وليم بيري ورئيس الأركان الجنرال كاشفيلي جرت مراسم دفن جثمان الضحايا وبينهم مقاتلي البيشمركة الستة في مقبرة آرلنكتون ، وقد تمت دعوته لحضور المراسم حيث اوفد هوشيار زيباري لحضورها.
ويردف الرئيس بارزاني ، في 27 ابريل/نيسان بعث الرئيس كلنتون برسالة تعزية ومواساة له في مقاتلي البيشمركة الستة الذين كانوا قد فقدوا حياتهم مع جنود الـ "ام سي سي".
وبحسب متابعة لـ(باسنيوز) يرجع سبب حادث إسقاط مروحيتي البلاك هوك ، أو كما يُعرف أحيانًا بحادث "البلاك هوك"، إلى نيران صديقة في 14 إبريل/نيسان 1994 خلال عملية حماية الكورد من النظام العراقي السابق ، حيث أخطأ قائديّ طائرتين مقاتلتين من طراز إف-15 إيغل، تابعتين للقوات الجوية الأمريكية تعملان تحت قيادة طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم (أواكس)، في التعرُّف على مروحيتين تابعتين للقوات البرية الامريكية من طراز يو إتش-60 بلاك هوك باعتبارهما مروحيات عراقية ، فأطلقت طائرتي إف-15 الصواريخ ودمرت المروحيتين، مما أسفر عن مصرع جميع الأفراد على متنهما البالغ عددهم 26 فرداً.
ومن ثم أجرت القوات الجوية الأمريكية تحقيقًا نسب فيه وقوع الحادث إلى عدة عوامل، وانتقدت فيه طياريّ مقاتلتي إف-15 لخطئهم في التعرف على المروحيتين على أنهما من قوات معادية. كما ألقت باللائمة على أفراد طاقم طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم (أواكس) لتقاعسهم عن ممارسة الرقابة اللازمة وعدم تدخلهم في الموقف في الوقت المناسب ، إضافة إلى أن نظام التمييز بين الصديق والعدو (IFF) الذي لم يحدد إذا ما كانت المروحيات معادية أو صديقة لطياري المقاتلات إف-15.
وعلاوة على ذلك فإن قادة القوات الجوية الأمريكية حينها فشلوا في دمج عمليات مروحيات الجيش الأمريكي على نحو كافي مع جميع العمليات الأخرى في المنطقة. ونتيجة لهذا التحقيق تمت إحالة العديد من ضباط القوات الجوية الأمريكية إلى مجلس التأديب العسكري عدا واحدًا وهو جيم وانغ ، أحد أفراد طاقم أواكس، الذي تمت محاكمته أمام محكمة عسكرية وقد أصدرت حكمها بأنه غير مذنب.
كما أجرى مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب تحقيقاتهما الخاصة في الحادث وفي رد الحكومة الأمريكية عليه. كما قام رونالد فوجلمان، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجديد، بإعادة النظر في الإجراءات التي تم اتخاذها ضد الضباط المتورطين في الحادث.
وأسفرت تحقيقات فولجمان عن فرض المزيد من الإجراءات التأديبية العسكرية على العديد من الضباط المتورطين في الحادث.
باسنيوز