• Friday, 22 November 2024
logo

القطار المرتفع.. على البغداديين الانتظار لعام 2027 لفك الاختناقات المرورية

القطار المرتفع.. على البغداديين الانتظار لعام 2027 لفك الاختناقات المرورية

في العام 2027 قد تشهد حياة البغداديين تحولا كبيرا إذا تم تنفيذ مشروع "قطار بغداد المرتفع"، وهو مشروع مترو يعبر فوق الأرض وليس تحتها، عبر شوارع العاصمة المزدحمة والمكتظة، ما من شأنه أن يسهل تنقلاتهم ويختصر من الساعات التي يهدرونها يوميا.

 

وذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير له أن مشروع القطار الخفيف هذا الذي ما زال في طور التصاميم والخطط، يحل مكان الخطط السابقة التي جرى الحديث عنها في السنوات الماضية منذ الغزو الامريكي العام 2003، من اجل بناء خطوط مترو الأنفاق في بغداد.

 

واشار التقرير الى ان شركة "الستوم" الفرنسية للنقل السككي كانت أبرمت عقدا مع العراق في العام 2013 للقيام بدراسات الجدوى والتصميم لمشروع المترو، الا ان الازمات المالية والسياسة وظهور تنظيم داعش والمشكلات السياسية، أدت الى تأجيل المشروع، بالاضافة الى ان ظهور تعقيدات فنية في مخطط بناء شبكة مترو انفاق، ادت الى ادخال تعديل على المشروع ليصبح الهدف بناء خط سكة حديد مرتفع.

 

ولفت التقرير الى ان مؤسسة السكك الحديدية العراقية التي كان البريطانيون اسسوها، تسلمت مشروع وزارة النقل لاقامة "قطار بغداد المرتفع"، حيث يقول موظفة المؤسسة ان المشروع يتحرك بثبات ليتحول الى حقيقة واقعة.

 

ونقل التقرير عن كبير المهندسين في مؤسسة السكك الحديدية صابر علاوي ان هذا القطار هو الاول من نوعه في العراق، موضحا ان لدى العراقيين خطوط سكك مختلفة، لكن لا يوجد لديهم مثل هذا القطار وهو "تجربة جديدة بالنسبة لنا"، مضيفا انه "سيبدأ هنا في محطة بغداد المركزية للسكك الحديدية، وسيصل الى حدود ديالى، مع وجود 12 محطة بينهما".

 

ولفت الى ان هناك اتحاداً بين "ألستوم" مع شركة "هيونداي" الكورية للهندسة والاعمار، والحكومة العراقية تتفاوض مع هذا الكونسورتيوم حول التفاصيل التعاقدية والذي يشارف على النهاية الان.

 

وتابع التقرير ان المشروع تبلغ كلفته 2.5 مليار دولار، ومدة تنفيذه خمسة اعوام، واذا بدأ العمل بالمشروع قبل نهاية العام الحالي، فان نقل الركاب في العاصمة بغداد، سيبدأ بحلول اواخر العام 2027.

 

وسيسير القطار على مسار علوي على جسر، لكنه سيتبع تقريبا نفس مسار مترو الانفاق الذي كان مقترحا في السابق، مضيفا ان مترو الانفاق تبين انه اصعب واكثر كلفة تحت مدينة بغداد.

 

واوضح التقرير انه المسار المقترح الذي يبلغ طوله 22 كيلومترا يبدأ من محطة بغداد المركزية للسكك الحديدية في حي العلاوي، ثم يمتد نحو ضاحية الشعب الواقعة على حدود بغداد وديالى، على ان يتضمن المسار 14 محطة للقطار، بينها الكاظمية الموقع الشهير للزوار الدينيين، بالاضافة الى المستنصرية حيث تتواجد العديد من الجامعات، الى جانب منطقة المطار والاحياء السكنية مثل مدينة الصدر.

 

وبحسب التقرير فإن المشروع برغم انه ما يزال في مراحل التخطيط، الا انه يفترض ان يشمل 24 قطارا (و3 قطارات احتياطية اضافية عن الضرورة)، ويفترض ان تعمل ما بين الساعة 8 صباحا ومنتصف الليل.

 

وفي ظل تقدير سكاني لبغداد بنحو 8.5 مليون نسمة، فإن قاعدة الزبائن المحتملين كبيرة، لكن الشبكة المخطط لها في المرحلة الأولى، ستنقل ما قد يصل الى 30 الف راكب كل ساعة في أوقات الذروة، ما يعني ان مشروع القطار الخفيف هذا، سيقلص من أوقات التنقل ويخفف من البؤس اليومي للمسافرين في المدنية والتي تستغرق احيانا ساعات طويلة.

 

ونقل التقرير عن احد موظفي مؤسسة السكك الحديدية قوله متحمسا ان المشروع

سيبدا في حل احدى اكبر اكبر مشاكل بغداد المتمثلة بحركة المرور، خصوصا ان القطارات ستمر عبر مجمعات جامعية، وهي من اكثر احياء المدينة ازدحاما.

 

كما قال طالب جامعي "يستغرق الامر مني ساعة ونصف الساعة وبعض الطلاب الاخرين يستغرقهم الامر ثلاث ساعات من اجل الوصول الى المنزل يوميا بسبب الازدحام، والجميع ينتقل بالسيارة في الوقت نفسه، لذلك يمكن لمترو بغداد ان يغير حياتنا".

 

وتابع قائلا انه زار تركيا ورأى كيف يمكن للطلاب الانتقال لمسافة 26 كيلومترا خلال 30 دقيقة بالقطار والترام، "واود ان ارى شيئا مشابها في العراق، واعتقد ان الطلاب العراقيين سيجدون التنقل بالقطار ممتعا، وبامكانهم ايضا الاستفادة من الوقت للدراسة او المراجعة للامتحانات".

 

وبالاضافة الى تأثير المشروع على تعزيز السياحة الناشئة في العراق، ذكر التقرير ان البنية التحتية للسكك الحديدية التي كان أنشأها البريطانيون في بدايات القرن العشرين، عانت من عقود من الاهمال، وتضررت بظهور تنظيم داعش في العام 2014 من خلال تدميره المحطات وتفجير الجسور وتخريب شبكات السكك الحديدية.

 

وتابع ان عربات صهاريج النفط اليومية والعديد من خدمات الركاب ما زالت تعمل ما بين بغداد والبصرة، كما عادت قطارات الشحن الى الخدمة على الطريق الذي دمرته الحرب في الموصل.

 

ويتضمن الاتفاق على الحاجة 6 الاف عراقي مدرب للعمل على خط السكة الحديد، بما في ذلك السائقين والمهندسين. ومن الممكن ان يوفر المشروع ايضا فرص عمل مباشرة لما يصل الى 10 الاف عراقي.

 

ومن المأمول ان يتمكن قطار بغداد المرتفع من البدء بنقل اوائل ركابه بحلول اواخر العام 2027. وفي حال عملت شبكة القطار بكفاءة فمن المحتمل ان يتم البحث في تنفيذ خطط لخط قطار مرتفع ثان ما بين منطقتي الكرادة والجادرية.

 

 

شفق نیوز

Top