انكماش حجم الأسرة في إقليم كوردستان 3 اضعاف ما في العراق
أظهر تقرير لهيئة الاحصاء في اقليم كوردستان ان حجم العائلة في مناطق اقليم كوردستان في انكماش مستمر.
وحسب التقرير، انخفض حجم الاسرة في محافظة اربيل من 6.4 الى 5.1، وفي السليمانية من 5.8 الى 4.6، أما في محافظة دهوك فقد انكمش الحجم من 7 الى 6.1.
ويعود هذا التقلص في حجم الاسرة الى جملة عوامل يعيشها المواطنون ومتطلبات مختلفة في الوقت الراهن مقارنة بالسنوات او العقود الماضية.
صديق محمد، مواطن من السليمانية، قال لشبكة رووداو الاعلامية: "نحن كنا خمسة اشقاء واربع شقيقات في منزل والدي، كنا عائلة كبيرة، لكنني تزوجت الآن وكونت اسرة من سبعة أشخاص"، مضيفاً: "لدي ثلاثة اولاد متزوجين وكل منهم لديه طفل أو طفلين، ولا يسمحون بزيادة العدد".
من جانبها، ذكرت زوجة صديق محمد، بدرية احمد حال اسرتها بالقول: "نحن كنا 11 شخصاً، كان والدي فلاحاً وكان يزرع التبغ، لم يكن وضعه الاقتصادي جيد جدا، لكن الاوضاع الاقتصادية للافراد الآن افضل بكثير من السابق، لكن هم يفقدون القناعة بما لديهم".
جزاء وسوزان هما زوجان منذ 20 عاماً، لديهما ثلاثة ابناء، وهما متفقان على عدم السماح بزيادة عدد اعضاء أسرتهم.
وفي هذا الخصوص اوضحت الزوجة سوزان محمد سبب تقليص عدد افراد الأسرة بقولها: "لدي ثلاثة اطفال، واقول هذا يكفي ولا نريد مزيدا من الاطفال، لكن أسرة والدي كانت كبيرة، كنا نتكون من عشرة أشخاص وكانت توجد لدينا القناعة والحياة جميلة جدا"، مبينة تعقّد سبل الحياة في الوقت الراهن قائلة: "الآن كل واحد من اطفالي لديه غرفته الخاصة وهم غير راضين عن الحياة".
جزاء محمد زوج سوزان قال ان اسرته ببيت والده كانت تتألف من تسع أشقاء وست اخوات، لافتا الى انه "كنا نعيش سويا في منزل يتألف من باحة وأربعة غرف، وكنا مقتنعين بنمط حياتنا، لكن الآن كل طفل يريد حجرة خاصة".
والتقت شبكة رووداو الإعلامية مع المواطن ريباز محمد، الذي تخرّج من الجامعة منذ ثماني سنوات ولديه عمله الخاص، لكنه رغم ذلك لم يؤسس اسرة حتى الآن.
وقال ريباز محمد: "الوضع الحالي يدفع الى عدم انجاب عدد كبير من الاطفال"، مضيفا ان "الوضع الآن بات يختلف عما في السابق، أصبحت تربية الاطفال أصعب، وكلما قلّ عدد اولادك استطعت تنشئتهم بشكل أفضل، وتتمكن من توفير احتياجاتهم بشكل افضل".
وحسب مسح اجرته هيئة الاحصاء في اقليم كوردستان، انخفضت نسبة الزواج في اقليم كوردستان عام 2021 بنسبة 41 بالمائة، مقارنة بثلاث سنوات سابقة.
ووفقا لمسح تابع لوزارة التخطيط العراقية، لدى غالبية الأسر في وسط وجنوب العراق نحو 9 الى 11 طفلا، وهو عدد يزيد عن ما في الأسرة باقليم كوردستان بثلاثة اضعاف، ما سيكون له تأثير على نسبة الكورد في العراق خلال السنوات المقبلة.
روداو