السمنة في مرحلة الطفولة تزيد من خطر الإصابة بحالة لا علاج لها
توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن الشيخوخة.
ووجدت الدراسة، التي أجريت على 1200 طفل وقعت متابعتهم لمدة 30 عاما، أن الأطفال الأكثر رشاقة ونحافة لديهم مهارات تفكير أفضل في وقت لاحق من الحياة.
ويعتقد العلماء أن قدراتهم المعرفية المعززة يمكن أن تستمر لحمايتهم من سرقة ذكرياتهم في شيخوختهم.
وشهدت بدانة الأطفال ارتفاعا في معدلاتها بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية. وألقت الكثير من الأبحاث اللوم في هذا الارتفاع، الذي لوحظ أيضا لدى البالغين، على الوجبات الغذائية السريعة وأنماط الحياة المستقرة، التي تتسم بقلة الحركة.
وبينما يمكن اتخاذ عدد من الإجراءات للمساعدة في فقدان الوزن، فإن الخرف ما يزال حالة مستعصية على الطب ولا يوجد علاج له حتى الآن، ولا توجد طريقة مثبتة لمنع فقدان الذاكرة أيضا.
ويصف الخرف مجموعة من الاضطرابات العصبية التقدمية. وقد ارتبط الحفاظ على الصحة وممارسة الرياضة في منتصف العمر مرارا وتكرارا بدرء خطر الخرف.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن التأثير الوقائي يمكن أن يبدأ حتى في وقت مبكر من الحياة.
وقالت ميشيل كاليسايا، كبيرة الباحثين في الدراسة الحديثة، من جامعة موناش في ملبورن، إن النتائج تدعم استراتيجيات الصحة العامة لخفض معدلات السمنة لدى الأطفال.
وأضافت: “تطوير الاستراتيجيات … مهم لأنه يمكن أن يساهم في تحسين الأداء المعرفي في منتصف العمر”.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن الاستراتيجيات الوقائية ضد التدهور المعرفي في المستقبل قد تحتاج إلى البدء منذ الطفولة المبكرة.
وزعمت أن هذا “حتى يتمكن الدماغ من تطوير احتياطي كافٍ ضد تطور الحالات مثل الخرف”.
واختبرت الدراسة، التي بدأت في عام 1985، 1244 طفلا حول السرعة التي يمكنهم بها الجري لمسافة ميل واحد، وإلى أي مدى يمكنهم القفز، ومدى السرعة التي يمكنهم بها الركض لمسافة 50 مترا، وعدد تمارين الضغط التي يمكنهم القيام بها في 30 ثانية.
كما تم أخذ قياسات نسبة الخصر إلى الورك لتحديد النحيفين ومن لديهم المزيد من الدهون.
ووقع اختبار المشاركين مرة أخرى بين عامي 2017 و2019، عندما كانوا في الأربعينيات من العمر، ولكن هذه المرة لقدرتهم المعرفية.
وقيمت الاختبارات وقت رد الفعل والذاكرة ومدى الانتباه. ووجد الباحثون أن أولئك الذين كانوا أكثر رشاقة ونحافة خلال مرحلة الطفولة سجلوا درجات أعلى في الاختبارات القصيرة بالنظر إلى سرعة معالجتهم وانتباههم.
وقال الباحثون إن هذا كان مهما لأن الانخفاض في الأداء المعرفي في منتصف العمر مرتبط باحتمالات أكبر للضعف الإدراكي المعتدل والخرف الكامل في الشيخوخة.
ويعتقد أن التمتع باللياقة البدنية أثناء الطفولة يحسن صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق الحفاظ على الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ في حالة جيدة.
باسنيوز