• Tuesday, 24 December 2024
logo

قيادي منشق عن ‹قسد›: PKK يسيطر على كل شيء .. مظلوم عبدي وكبار القادة يعيشون في القواعد الأمريكية

قيادي منشق عن ‹قسد›: PKK يسيطر على كل شيء .. مظلوم عبدي وكبار القادة يعيشون في القواعد الأمريكية

كشف قيادي منشق عن قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد›، أن أمريكا والغرب يعتبرون ‹قسد› شريكاً على الأرض فقط، دون أي دعم معنوي أو سياسي، وأن كوادر حزب العمال الكوردستاني PKK القنديليون يسيطرون على كافة المفاصل العسكرية والسياسية في غربي كوردستان (كوردستان سوريا)، وأن كبار قيادات ‹قسد› يعيشيون في القواعد الأمريكية خشية استهدافهم من قبل المسيرات التركية.

وفي تصريحات لـ ‹اندبندنت تركية›: سلط طلال سلو، المتحدث السابق باسم ‹قسد›، والذي انشق عنها وفر إلى تركيا قبل أعوام، عن نشأة وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد›، قائلاً: «اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية تسمية قوات سوريا الديمقراطية على مظلوم عبدي (قائد قسد). في ذلك الوقت، كنت في صفوف (جيش الثوار) في عفرين. توجهت إلى الحسكة في 10 تشرين الأول 2015، وفي 15 تشرين الأول 2015، تم عقد اجتماع في الحسكة بمشاركة 41 شخصًا. تم اقتراح الاسم في ذلك الاجتماع. أرادوا أن يكون اسمًا يشمل الجميع، لأنه إلى جانب وحدات حماية الشعب YPG كان هناك عرب وتركمان وآشوريون في الاجتماع».

صبري أوك وباهوز أردال
واستدرك «لكن الأوامر كانت تصدر من YPG»، وتابع «من ناحية أخرى، كانت وحدات حماية الشعب تتلقى الأوامر من (أعلى).. كنا نظن أن مظلوم عبدي كان المسؤول، لكنه كان بدوره يتلقى الأوامر أيضًا. القرارات العسكرية الحاسمة يتخذها باهوز أردال، بينما السيطرة الكاملة كانت لـ صبري أوك، حيث أنه يسيطر على مجلس سوريا الديمقراطية، ويدير اقتصاد المنطقة ويسيطر على استخباراتها، ولا تتخذ القرارات السياسية دون سؤاله. وألدار خليل، الذي يظهر كمسؤول عن الشؤون السياسية، لا يفعل شيئًا دون سؤال صبري أوك».

وفيما يتعلق بأنباء مقتل باهوز أردال، قال سلو: «اتصلت به في اليوم التالي لأنباء مقتله المزعوم، لم يكن يستخدم الهاتف، كان يتواصل عبر (فايبر)، ونفى مزاعم اغتياله وقال (أنا أكبر مما يظنون)، لكن بعد انتشار شائعات الاغتيال، سلم عمله لنور الدين صوفي. وأعتقد أن باهوز في الرقة الآن».

ولفت سلو إلى عدم وجود أية خلافات بين قيادات YPG وكوادر PKK القنديليين، مؤكداً أنهم يثقون ثقة مطلقة بقادتهم، وأن بعضهم يلتزم بالتعليمات بدافع المصلحة.

تخلوا عن عفرين
وتطرق سلو إلى الأحداث التي رافقت سيطرة تركيا والميليشيات الموالية لها على عفرين في غربي كوردستان ، وقال: «في 29 كانون الثاني 2018، عقدنا اجتماعا مع مسؤولين أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين في منشأة لافارج للإسمنت (جنوب كوباني)، وحضر الاجتماع بريت ماكغورك ومظلوم عبدي، حينها أعلنت القوى الأجنبية أنها لن تقدم دعما عسكريا لـ‹قسد› أو وحدات حماية الشعب في عملية عفرين المحتملة للقوات التركية.. كان هذا في الواقع إشارة إلى أنهم تخلوا عن عفرين»، وأضاف «سألت مظلوم ماذا سيفعلون في حال بدء العملية، قال إنه على تواصل مع نظام الأسد، لكن النظام كان يزيد مطالبه باستمرار.. وافق مظلوم عبدي على رفع أعلام النظام في عفرين، لكن كانت هناك ضغوط أكثر من دمشق ، وقالوا: (سلموا الإدارة لنا)، كما هو الحال في قامشلو والحسكة، حيث يحكمها النظام فعلياً عن طريق محافظيه».

وتابع «مع اقتراب القوات المسلحة التركية من عفرين، غادرت وحدات حماية الشعب المدينة عبر الممرات التي فتحها النظام. المجموعات التي تُركت هناك تحت اسم (وحدات الدفاع الذاتي) لم تكن مكونة من أشخاص مدربين تدريباً جيداً على أي حال. كنا نعلم أنهم لن يستطيعوا الصمود طويلاً أمام الأتراك.. لقد توقعنا بالفعل أنه لن تكون هناك مقاومة كبيرة في عفرين».

الروس والأمريكان
وفيما يتعلق بعلاقة ‹قسد› مع الروس، قال طلال سلو: «قدم الروس بشكل غير مباشر مساعدات كبيرة لـ‹قسد›. وأثناء تشكيل ‹قسد›، قدم الروس السلاح والذخيرة والمال وحتى الغذاء لهم عبر مطار قامشلو، وقد تم إيصال هذه المساعدات من خلال المجموعة العسكرية المسماة (ثوار الرقة) المقربة من النظام».

وحول علاقة ‹قسد› بالأمريكان، أردف سلو قائلاً: «لم تقدم الولايات المتحدة أبدًا دعمًا معنويًا لـ (قسد)، لطالما نظرت أمريكا لـ (قسد) كشريك له على الأرض فقط»، وأضاف «لقد قلت لماكغورك ذات مرة: (يجب على أحدنا - من قسد - أن يأتي إلى واشنطن، على الأقل ليحتسي فنجاناً من القهوة!)، فقال: (هذا لن يحدث أبداً).. ظلوا يقولون إن تشكيلات مثل الإدارة الذاتية داخل سوريا هي قضايا تهم السوريين أنفسهم».

وتابع «كانت الولايات المتحدة تدرك أن ‹قسد› أو وحدات حماية الشعب على اتصال دائم بنظام دمشق ، عناصر وحدات حماية الشعب كانوا يسافرون إلى الخارج بفضل الوثائق التي قدمتها لهم دمشق. وحتى خلال فترة داعش، كان نفط المنطقة يُرسل عبر داعش (إلى النظام)، وكان الجميع يحصلون على نصيبهم، وكان الأمريكيون على علم بذلك، حتى أنه تم علاج جرحى YPG في مستشفيات دمشق».

الأسلحة وPKK
وفيما يتعلق بالأسلحة التي كانت أمريكا تقدمها لـ ‹قسد›، قال سلو: «قام الأمريكيون بتزويد ‹قسد› بالكثير من الأسلحة لتوزيعها على مكوناتها، مقابل تواقيع شخصية من ممثلي هذه المكونات.. وكنت أوقع نيابة عن التركمان، وجبرائيل كينو كان يوقع باسم الآشوريين والشيخ بندر باسم القبائل العربية، كما طلب الأمريكان عند كل توقيع تعهداً بأن هذه الأسلحة لن تستخدم ضد النظام السوري»، وتابع «بعد مغادرة الأمريكيين، كان كادر قنديلي من حزب العمال الكوردستاني PKK يدعى صفقان يقوم بأخذ الأسلحة ثم تخزينها في أماكن لا نعرفها»، مشيراً إلى أن «هناك مجموعة موالية لوحدات حماية الشعب تسمى (قوات تحرير عفرين) تعمل مع ‹قسد› رغم إنكارها، برئاسة امرأة اسمها (سارية)، وهذه الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة استخدمت من قبلها ضد الجيش التركي والجيش الوطني السوري المعارض».

وأشار طلال سلو إلى أن كوادر قنديل كانوا يتخذون القرارات الهامة ويمنعون السوريين من المشاركة في اجتماعاتهم المصيرية.

تجنيد الأطفال
وعن مسألة تجنيد الأطفال والقصر في صفوف ‹قسد›، قال طلال سلو: «هذه القضية تتجاوز حتى مظلوم عبدي»، وأوضح أن «مظلوم عبدي لا يستطيع حتى السماح بمغادرة طفل واحد تم تجنيده»، مشيراً إلى أن «تجنيد الأطفال هو أحد مشاريع قنديل، وذلك بهدف خلق جيل (ثوري) من الأطفال»، وتابع «أحيانًا كنت ألقي محاضرات على المقاتلين حول اللوائح الداخلية لـ‹قسد›. وبحسب هذه اللوائح، تمنع ‹قسد› تجنيد الأطفال، لكن كان هناك أطفال في هذه الدروس، وعندما نقلت الوضع إلى مظلوم عبدي وطلبت منه منع ذلك، أجاب: (لا تشغل نفسك بالموضوع هباءً، فقط تجاهله».

وعن أهمية تل رفعت ومنبج بالنسبة لـ ‹قسد› وYPG، بين سلو، أن «تل رفعت أصبحت قاعدة للهجمات على الجيش التركي وقوات المعارضة. من ناحية أخرى، تعتبر منبج مهمة من حيث استكمال حلم وحدات حماية الشعب بإنشاء ممر يمتد غرب الفرات»، لافتاً إلى أن الإمدادات إلى تل رفعت تصل عبر مناطق النظام.

يعيشون في القواعد الأمريكية
وتطرق سلو إلى تكثيف استهداف تركيا لقيادات ‹قسد› وYPG بالطائرات المسيرة مؤخراً، وقال: «عام 2017 ، انطلقت عمليات الطائرات المسيرة التركية ضد ‹قسد› في منطقة كراتشوك (شرق الحسكة). كان الأمر مرعباً للغاية، حيث فر جميع عناصر قوات سوريا الديمقراطية حينها إلى البادية وبدأوا يعيشون هناك، إذ لا يمكنهم اتخاذ أي إجراءات عسكرية للتصدي لهجمات المسيرات التركية، ولا تزود الولايات المتحدة ‹قسد› بأسلحة يمكنها مواجهة الطائرات، لذا تطلب ‹قسد› هذه الأسلحة من النظام»، وأوضح «يسافر قادة ‹قسد› في مركبات مدنية لتجنب استهدافهم من قبل المسيرات، وبحسب المعلومات التي تلقيتها، فإن كبار قادة (قسد)، بمن فيهم مظلوم عبدي، يعيشون في القواعد الأمريكية».

 

 

باسنيوز

Top