هل السباحة مضرة بعد تناول الطعام؟
"عليك الانتظار حتى تهضم الطعام أولا قبل السباحة"، مقولة نسمعها من آبائنا وأمهاتنا، اعتقادا منهم أن هذه العادة تسبب مخاطر صحية للإنسان.
ورغم أن تناول وجبة شهية من المكرونة أو شطيرة همبرغر أو حلوى مثل الآيس كريم على الشاطئ أو حمام السباحة ثم القفز في البحر للسباحة، من أكثر الأمور استمتاعا للكثيرين، لكن ينصح الآباء والأمهات صغارهم دائما، بعدم السباحة بعد تناول الطعام مباشرة، محذرين من مدى خطورة ذلك.
لكن هل هذا الاعتقاد له أساس علمي أم لا؟
للإجابة على هذا السؤال، قال موقع "supereva" الإيطالي، إنه من المعتقد على نطاق واسع أن الدخول في الماء بمعدة ممتلئة يؤدي إلى عواقب صحية خطير، تتنوع بين التشنجات والاحتقان وسوء الهضم.
ولكن وفقا للخبراء فإن هذه المخاوف الأكثر شيوعا، ليست صالحة علميا على الإطلاق.
ويرى الخبراء أن اعتقاد الكثير من الناس ضرورة منع أطفالهم من نزول البحر أو حمام السباحة بعد تناول الطعام مباشرة، جاء من خشية أن يصابوا بآلام وتقلصات، إذ يُعتقد أنه في المرحلة الهضمية - التي تستمر 4 ساعات - بعد تناول الطعام، يتدفق الدم إلى منطقة المعدة أكثر من تدفق الدم إلى باقي الجسم، ومن ثم احتمالية حدوث تشنجات وتقلصات في المعدة عند نزول الماء.
والحقيقة هي أن أجسامنا لا تخلق مثل هذا الخلل المهم في إمداد الدم، ومن ناحية أخرى، كما يحدث في الطبيعة، تتحرك الثدييات باستمرار دون أي مشاكل حتى بعد الوجبات مباشرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التقلصات والآلام قد تكون مضايقات متعددة العوامل يسببها قلة الترطيب في الجسم أو التغيرات العصبية أو الإلكتروليتية ( أو اضطراب كهرل الماء وهو اختلال في تركيز الكهارل في الجسم والتي تلعب دورا حيويا في المحافظة على استقرار الجسم، كما تساهم في تنظيم الوظائف القلبية والعصبية، وتوازن السوائل، ونقل الأكسجين)، ومن هنا فالاستحمام في المرحلة الهضمية لا يضر بأجسامنا.
كما يعتقد العديد من الآباء والأمهات (على وجه الخصوص)، ممن يمنعون أبنائهم من الاستحمام في البحر أو حمام السباحة بعد الأكل، في كثير من الأحيان بأن الدم أثناء عملية الهضم يتدفق نحو المعدة، ما يقلل من تدفق الدم إلى عضلات الساقين والذراعين، ومن ثم احتمالية مواجهة خطر عدم امتلاك القوة الكافية للتحرك والبقاء واقفاً أو مواجهة درجة حرارة الماء، التي تكون عادة أقل بعدة درجات من درجة حرارة الجسم.
أو حتى اعتقاد أن درجة حرارة الماء تعيق عملية الهضم ما يتسبب في حدوث توعك خطير.
ولكن في واقع الأمر، وفقا لصحيفة "إل بوست" الإيطالية، لا يتسبب جسمنا أبدا في حدوث مثل هذا الخلل الحاد في الدورة الدموية.
ورغم أنه أثناء عملية الهضم - وهي العملية التي تستغرق حوالي 4 ساعات من لحظة تناول الطعام إلى التي يمر فيها الطعام عبر جزء كبير من الجهاز الهضمي - هناك زيادة في تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء، ولكن هذا لا يعني مطلقا المساومة على قدرتنا على الحركة.
وعلى أي حال، كمية الدم الموجودة في أجسامنا أكثر من كافية لضمان وظائف جميع الأعضاء والأجزاء الأخرى التي تتكون منها.
ولكن في النهاية، ينصح بتناول وجبة خفيفة قبل نزول البحر أو حمام السباحة، وتجنب الأطعمة عالية الدهون والمواد الغذائية الثقيلة.
باسنيوز