قال السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تولر ان بلاده لا تزال تعمل على توحيد وإعادة هيكلة قوات البيشمركة، مشيرا في الوقت نفسه ان العلاقات بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان، طويلة الأمد واستراتيجية.

وجاءت تصريحات تولر يوم الأحد، خلال لقائه مع عدد من الصحفيين في إقليم كوردستان.

وقال تولر ان "الانتخابات العراقية أُجريت منذ سبعة اشهر ولم تتوصل الأطراف السياسية بعد الى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة، وهذا الأمر يثير قلق الولايات المتحدة كون أمريكا بحاجة الى حكومة عراقية تتعامل معها".

وحول سؤال : بشأن الموقف الأمريكي من عملية تشكيل الحكومة والحوارات الجارية، قال تولر ان "من المهم لدى الولايات المتحدة أن يكون لكافة الأطراف السياسية دور في تشكيل الحكومة، حتى يشعر الجميع بأنهم ممثلون بشكل حقيقي وحقوقهم محترمة وكانت هذه سياساتنا على الدوام حيث شجعنا كافة الأطراف على السعي بشكل سلمي للتوصل الى الاتفاق".

وأضاف "هذه رغبة معظم العراقيين الذين لا يريدون أن يكون الحل على يد الميليشيات والفصائل المسلحة".

الضغوط على كوردستان

وقال السفير الأمريكي لدى العراق والذي يشغل منصبه منذ ثلاثة سنوات، "لقد لاحظنا الضغوط غير المحقة على إقليم كوردستان من اجل الدفع به نحو التنازلات في ملف تشكيل الحكومة، وخصوصا الهجوم الإرهابي الذي تم شنه على إقليم كوردستان، وكذلك استهداف مؤسسة النفط والغاز".

وتابع ان "موقفنا واضح في هذا الخصوص، لا يجب الدفع نحن ممارسة العنف ولا ينبغي أن يكون هناك وجود للمجموعات المسلحة، كما أنه لا يجب أن تشن الدول المجاورة أي هجمات".

انتخابات إقليم كوردستان

وخلال الحديث أكد تولر على أمل بلاده في أن يتم اجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان في موعدها المحدد، وأن تجري بشكل شفاف وقانوني ودستوري".

وأضاف "آمل من الأطراف السياسية في إقليم كوردستان أن يجروا الانتخابات بالشكل الذي يأمله شعب الإقليم، وهذه هي الرسالة التي أوصلناها للأطراف السياسية الكوردية".

وبالنسبة لسؤال حول قرار المحكمة الاتحادية العراقية الأخير بخصوص قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان، رفض تولر التعليق لكنه اكد ان العراق فشل في تنفيذ جزء مهم من الدستور وهو سن قانون للنفط والغاز، وكذلك توزيع الواردات المالية وفق ما ينصه الدستور العراقي.

واكد السفير الأمريكي على ان الحل في النهاية ينبغي ان يكون بالحوار بين الجانبين، والتوصل لحل قانوني، يتناغم وينسجم مع الدستور العراقي.

توحيد قوات البيشمركة

وحول طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وقوات البيشمركة قال تولر "لقد عملنا عن كثب مع شركائنا في البيشمركة، لأن هذه القوات كانت شريكا قويا ومخلصا جدا خلال الحرب ضد تنظيم داعش".

وأشار تولر الى ان "قوات البيشمركة تضررت كثيرا خلال الحرب ضد داعش، وهذه القوات تمكنت من إرساء الأمن والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة".

واكد السفير الأمريكي لدى العراق ان الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في إنجاح عملية توحيد وإعادة هيكلة قوات البيشمركة لتصبح كلها تابعة مباشرة، لوزارة البيشمركة في إقليم كوردستان.

العلاقات الاستراتيجية بين أمريكا وكوردستان

وتحدث السفير الأمريكي في ختام حديثه عن العلاقات الاستراتيجية وطويلة الأمد، بين أمريكا وإقليم كوردستان، وقال "نحن بصدد الانتهاء من بناء المبنى الجديد للقنصلية العامة التي ستكون أكبر قنصلية أمريكية في العالم وأعتقد أنها ستظهر حقيقة أن أمريكا تنظر إليها كرمز لعلاقة طويلة الأمد واستراتيجية وأنها لن تترك هذه المنطقة".

وأضاف "لن نغادر المنطقة ونريد أن نكون هنا وأن نعمل جنبا إلى جنب مع الحلفاء الكورد لبناء مستقبل أفضل للشعب العراقي".

 

 

كوردستان24