• Thursday, 26 December 2024
logo

الأنفال

الأنفال

طارق كاريزي

 

موقع الكتروني عالمي ينشر بكافة لغات العالم تقريبا، عن الأنفال يقول "عمليات الأنفال او حملة الأنفال هي احدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق برئاسة الرئيس صدام حسين سنة 1988 ضد الكورد في إقليم كوردستان شمالي العراق، وقد اوكلت قيادة الحملة إلى علي حسن المجيد الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة، وكان وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم كان القائد العسكري للحملة، وقد اعتبرت الحكومة العراقية آنذاك الكورد مصدر تهديد لها وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11، وقام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وافواج ما يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي وقد تضمنت العملية ستة مراحل."

ويتابع الموقع وهو يقول "الأنفال هي السورة الثامنة أو الفصل الثامن في القرآن الكريم. وهي تُفسِّر انتصار 313 شخص من أتباع العقيدة الإسلامية الجديدة على ما يقارب 900 شخص من الوثنيين في معركة بدر في عام 624 بعد الميلاد. تعني الأنفال حرفيًا بغنائم الحرب وكانت تُستخدم لوصف الحملة العسكرية للإبادة والنهب التي يقودها علي حسن المجيد الذي أبلغت أوامره الوحدات التي تأخذ الأبقار والأغنام والماعز والمال والأسلحة وحتى المرأة الكوردية."

وجاء في التقرير المفصل لمنظمة حقوق الانسان- الشرق الاوسط والذي نشرته بعنوان (جريمة العراق في الابادة الجماعية، حملة الأنفال ضد الكورد)، "تظهر الملفات في تفصيلات قوية كيف عالجت بيروقراطية الامن العراقي مشكلة ازالة آلاف القرى الكوردية وقتل عشرات الألوف من ساكنيها بفعالية. وهنا توجد ملفات مختومة على شكل قرارات حكومية موقعة، تأمر باجراء الاعدامات الجماعية الفورية." (ص 74 من تقرير المنظمة، الترجمة العربية- 2003).

بدأت حملة الأنفال في عام 1986 واستمرّت حتى عام 1989، وكان على رأسها علي حسن المجيد ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين. شملت حملة الأنفال استخدام الهجمات البرية والقصف الجوي والتدمير المنظم للمستوطنات والترحيل الجماعي وفرق الإعدام والحرب الكيماوية التي جعلت المجيد يحصل على لقب «علي الكيماوي».

قُتل آلاف المدنيين خلال الحملات المناهضة للمعارضة الكوردية المسلحة التي امتدت من ربيع عام 1987 إلى خريف عام 1988. كانت الهجمات جزءًا من حملة طويلة دمّرت ما يقارب 4500 قرية كوردية و31 قرية مسيحية آشورية على الأقل في مناطق شمال البلاد ونزوح ما لا يقل عن مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 3,5 مليون نسمة آنذاك. ولقد جمعت منظمة العفو الدولية أسماء أكثر من (17) الف شخص اختفوا في عام 1988 وقد وُصفت الحملة بأنها إبادة جماعية في طبيعتها.

بدأت المرحلة الاولى بالهجوم على منطقة (سركلو) و(بركلو) وقد استغرقت ثلاثة اسابيع. وبدأت المرحلة الثانية عندما قام النظام العراقي (في عهد صدام) بشن هجوم على منطقة قره داغ واستمرت هذه العملية من 22 اذار إلى 30 اذار من سنة 1988. اما المرحلة الثالثة فقد بدأت بالهجوم على منطقة كرميان في محافظة كركوك. فيما المرحلة الرابعة بدأت عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغير. وفي المرحلة الخامسة قام النظام العراقي بشن هجوم على المناطق الجبلية لمحافظة اربيل وجرى تدمير القرى الكوردية هناك. ونفذت المرحلة السادسة وهي اخر مراحل عمليات الأنفال في 25/ آب سنة 1988 وشملت منطقة بهدينان وقد استمرت هذه العملية حتى 6/ ايلول من نفس العام.

قامت الحكومة العراقية آنذاك بتدمير أكثر من (4) آلاف قرية وقتل آلاف المواطنين الكورد في مناطق إقليم كوردستان أثناء عمليات الأنفال واجبار قرابة نصف مليون مواطن كوردي على الإقامة في قرى اقامتها الحكومة العراقية آنذاك خصيصا كي يسهل السيطرة عليهم وجرى القاء القبض على عشرات الآلاف من المواطنين الكورد وجرى تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية في مناطق نائية من العراق.

جاء في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، انها «أفعال تُرتكب بقصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو دينية». وأقر البرلماني السويدي يوم 5/كانون الاول/2012 بأن حملة الأنفال عمليات إبادة جماعية بحق الكورد العراقيين. وفي حزيران/ 2006، أعلنت محكمة الجنايات العراقية العليا التي تشكلت لمحاكمة اركان النظام السابق بأن صدام وستة متهمين آخرين سيحاكمون في 21 آب/ 2006 فيما يتعلق بحملة الأنفال. وفي كانون الأول/ 2006، تمت محاكمة صدام بتهمة الإبادة الجماعية خلال عملية الأنفال. كانت المحاكمة لحملة الأنفال لا تزال جارية في 30 كانون الأول/ 2006 عندما أُعدم صدام لدوره في مذبحة الدجيل.

وفي 23 حزيران/ 2007، أُدين علي حسن المجيد واثنين آخرين من المتّهمين (سلطان هاشم أحمد وحسين رشيد محمد) بتهمة الإبادة الجماعية وبتهم أخرى وحكم عليهما بالإعدام شنقًا. حُكم على اثنين آخرين من المتهمين وهما فرحان الجبوري وصابر عبد العزيز الدوري بالسجن المؤبد، وتمت تبرئة طاهر توفيق العاني بناءً على طلب النيابة. اتُّهم المجيد بجرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادةٍ جماعية، وقد أُدين في حزيران/ 2007 وحُكم عليه بالإعدام.

الأنفال اشرس حملة عسكرية قادتها الحكومة العراقية لقمع المعارضة الكوردية وبلغت اقسى درجات القسوة والعنف مما اوصلها إلى هاوية الابادة الجماعية ضد الكورد. الكورد امة تعاني من تداعيات تهديد مستمرّ من دول الشعوب المجاورة له تستخدم سيادتها على اجزاء كوردستان لقمعهم، ولا مناص للخلاص من تهديدات الفناء الا بتطبيق حق تقرير المصير اسوة بالشعوب الاخرى.

 

 

باسنيوز

Top