فصل جديد من التعريب .. الوافدون العرب يستحدثون قريتين على أراضي الكورد في كركوك
في فصل جديد من عمليات التعريب التي تشهدها محافظة كركوك، أبرز المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان أو ما تسمى بـ ‹المتنازع عليها›، أقدم الوافدون العرب على استحداث قريتين جديدتين على أراضي الكورد في قضاء دوبز (الدبس).
عمر شاسوار، إحدى الشخصيات المعروفة في دوبز ومختار قرية جخماخه التابعة لقضاء دوبز، قال يوم الاثنين : «عمليات التعريب متواصلة في قضاء دوبز، ومنذ شهرين أو ثلاثة، كثف الوفدون العرب مساعيهم للاستيلاء على المزيد من أراضي قريتنا والقرى المجاورة، ويقومون بتجديد العقود الزراعية التي تعود إلى عهد نظام البعث لاحتلال أراضي الكورد الذين يملكون سندات (الطابو الأسود)، إلا أن هؤلاء الوافدون العرب مدعومون من قبل محافظ كركوك بالوكالة، وتقوم المحاكم بتجديد العقود الزراعية لهم، ومديرية الزراعة في كركوك تقدم لهم كل التسهيلات، كما أن العديد من القضاة الشوفينيين يدعمونهم لاحتلال أراضي الكورد لتكثيف عمليات التعريب في المنطقة».
وأضاف «لم يكتف الوافدون العرب بهذا، بل قاموا باستحداث قرية جديدة لهم على أراضي قرية مرعي التابعة لقضاء دوبز، وقرية أخرى على أراضي المزارعين الكورد في قرية قوشقايه، ويعملون بشكل ممنهج للاستيلاء على المزيد من الأراضي».
وأشار عمر شاسوار إلى أن «هؤلاء الوافدون العرب كان قد تم تعويضهم ضمن إطار المادة 140 من الدستور، لكنهم عادوا الآن، لذا على نوابنا في البرلمان العراقي العمل على إيقاف عمليات التعريب هذه، وقد ذهبت بنفسي إلى القضاء وقد تبين أن هذه الأراضي هي للمواطنين الكورد أصحاب سندات الطابو الأسود، لكنهم الآن يمارسون التعريب ويستولون على هذه الأراضي عبر العقود الزراعية، وفي حال استمر الوضع على هذا الحال، سيهجر الكورد قراهم الممتدة من دوبز حتى سرگران ولن يبقى فيها كورد، لأن سياسة التعريب يتم إحياءها من جديد».
وتعود مشكلة الأراضي الزراعية في قضاء الدبس إلى عهد النظام البعثي السابق، حيث تم ترحيل سكان المنطقة الأصليين من الكورد عام 1987 بقوة السلاح في إطار سياسة التعريب وتم توزيع أملاكهم وأراضيهم على العرب الوافدين من وسط وجنوب العراق، على الرغم من أن الكورد لديهم سندات تمليك (الطابو الأسود) رسمية تعود للعام 1960 وقبلها، وهذه الأراضي تعود مليكتها لهم منذ مئات السنين.
وقد عاد سكان هذه القرى الكوردية إليها بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وأعادوا تعميرها فيما غادرها العرب الوافدون بعد دفع تعويضات مجزية لهم من قبل الحكومة الاتحادية وفق المادة 140 من الدستور الخاصة بالمناطق المسماة بـ (المتنازع عليها)، وبعد أحداث 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 وانسحاب قوات البيشمركة من كركوك وإعادة السيطرة على المدينة من قبل ميليشيات الحشد والقوات الأمنية العراقية الأخرى استغل العرب الوافدون الوضع وبدعم من المحافظ بالوكالة راكان الجبوري عبر سياسة تعريب جديدة، ليعودوا ويحاولوا الاستيلاء على هذه القرى من جديد.
باسنيوز