ما الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي؟
الوقاية من مشكلات الكلى أو تأخير تطورها على الأقل ممكنة، وهي ليست محتمة كما يعتقد الكثيرون. ويعتبر الكشف المبكر لهذه المشكلات سلاحاً يسمح بمواجهتها بمزيد من الفاعلية.
ووفق ما توضحه اختصاصية أمراض الكلى في مركز بلفو الطبي الدكتورة شاديا بعيني أن السلوكيات الخاطئة التي يمكن سلوكها في الحياة وتؤثر سلباً على صحة الكلى كثيرة ويمكن تجنبها لحماية الكلى قدر الإمكان.
ما السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الكلى؟
بالدرجة الأولى، تجدر الإشارة إلى أن كل ما يؤذي الشرايين يؤذي الكلى تلقائياً. فالتدخين من العوامل المهمة مثلاً التي يمكن أن تسبب أمراض القلب والشرايين وبالتالي أمراضاً في الكلى. انطلاقاً من ذلك يُنصح المدخنون بإجراء فحوص روتينية للكلى.
من جهة أخرى، توضح بعيني أن من يتبع نظاماً غذائياً غير صحي وغني بالدهون يعتبر أكثر عرضة للإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، ويكون هؤلاء بالتالي تلقائياً أكثر عرضة لأمراض الكلى. وينطبق ذلك أيضاً على من يكثرون من تناول الملح ويتعرضون لارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من احتمال حصول فشل كلوي لديهم. بشكل عام يعتبر النظام الغذائي أساسياً لصحة الكلى، فالملح عدو الشرايين وعدو الكلى ومن الضروري الحد من تناوله حفاظاً على صحتها.
تعتبر البروتينات الحيوانية، في حال تناولها بمعدلات زائدة مؤذية للكلى. ما يدعو إلى تناولها باعتدال للحد من تدهور صحة الكلى لدى من هم عرضة لمشكلات فيها.
وتشير بعيني إلى أن هناك أدوية معينة تعتبر من المسكنات يتناولها البعض بكثرة وأحياناً بشكل يومي معتبرين أنها غير مضرة وهي في الواقع مضرة للكلى مع الوقت ومن دون سابق إنذار.
وأيضاً، تعتبر السمنة وقلة ممارسة النشاط الجسدي من عوامل الخطر التي لا بد من التنبه لها لأنها تزيد مشكلات الشرايين والقلب وبالتالي مشكلات الكلى.
هل من سبل معينة للوقاية من الفشل الكلوي؟
في حال وجود تصلّب في الشرايين، قد لا تكون العودة إلى الوراء ممكنة، إنما على الاقل يمكن العمل على منع تدهور صحة الكلى وإبعاد الفشل الكلوي النهائي عنها والتعويض عن وظيفتها عبر غسل الكلى أو زرعها. وتنصح بعيني باتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قليل البروتينات الحيوانية والملح والبوتاسيوم.
- ممارسة الرياضة للحد من خطر حصول فشل كلوي أو الحد من تدهور صحة الكلى. ويمكن الاكتفاء بممارسة رياضة المشي.
- ضبط معدلات الضغط والسكري.
-الامتناع عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الامتناع عن تناول أية أدوية بشكل مزمن من دون استشارة الطبيب.
ما الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي؟
يعتبر السكري وارتفاع ضغط الدم من أهم المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي بنسبة 60 أو 70 في المئة. لذلك يعتبر المرضى الذين يهملون ضبط معدلات السكري او معدلات ضغط الدم أكثر عرضة للفشل الكلوي.
وثمة أمراض أخرى يمكن أن تؤثر أيضاً ومنها الالتهابات المتكررة التي يمكن التعرض لها والتي قد تصيب الكلى. وأيضاً الأمراض التي تؤذي مصافي الكلى كالحصى في الكلى والالتهاب المزمن في مجاري الكلى والتكيّس على الكلى الذي يعتبر من الأمراض الوراثية. هذا، في ما يتعلّق بالفشل الكلوي المزمن. أما بالنسبة إلى الفشل الحاد الذي يحصل نتيجة حادث معين أو نزف حاد أو تناول دواء معين، فقد يحصل لدى أشخاص يعانون ربما مشكلات بسيطة في الكلى، لكن لا تدعو إلى القلق، فيما تتدهور سريعاً حالتها على أثر هذا الحادث. في مثل هذه الحالات، يمكن بالمعالجة العودة إلى الوراء واستعادة وظيفة الكلى إلى ما كانت عليه قبل المشكلة بعد معالجة السبب. مع الإشارة إلى أن الفشل الكلوي المزمن لا يسبب الألم أو أعراضاً واضحة إلا في مراحل متقدمة، إنما يمكن بالفحوص الروتينية والكشف المبكر زيادة فعالية العلاج.
من هم الأكثر عرضة للفشل الكلوي؟
تنصح بعيني بعض الفئات التي تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي المزمن بإجراء الفحوص الروتينية لهدف الكشف المبكر. علماً أنه يمكن تشخيص المشكلة من خلال فحص الدم للـcreatinine أو في البول بالدرجة الأولى لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة للمزيد من الفحوص والعمل على اتخاذ الإجراءات للحفاظ على صحة الكلى لأطول وقت ممكن:
- المدخنون
- من تخطوا سن 50 سنة أو 60
- مرضى السكري
- من يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم
- من يعانون أمراضاً في الشرايين أياً كان نوعها
- في حال وجود مشكلات في الكلى في العائلة
- من يتناولون أدوية مزمنة
تدعو بعيني كل طبيب أياً كان اختصاصه أن يحرص على إجراء فحوص الكلى للمرضى الذين يحتاجونها لتحديد الحاجة إلى اللجوء إلى المزيد من الفحوص مع الطبيب المتخصص في أمراض الكلى.
كيف يُتخذ قرار البدء بغسل الكلى؟
في مراحل نهائية من الفشل الكلوي لا تعود الكلى قادرة على التخلص من السموم والماء الزائد، ما يسبب انحباس الماء والملح في الجسم ويرتفع ضغط الدم. يسبب ذلك أيضاً مشكلات في القلب وتتراجع الشهية ويحصل نحول زائد مع حكاك في الجلد وتقلصات عضلية. عندها تكون الكلى قد توقفت بشكل شبه تام ولا بد من اللجوء إلى غسل الكلى او زرع الكلى لتحسين نوعية الحياة، إذا كان ذلك ممكناً.
توضح بعيني أن ثمة نوعين من غسل الكلى:
-غسل الدم في مراكز غسل الكلى حيث يسحب الدم بنسبة معينة وتتم تنقيته ثم يعود إلى الجسم خالياً من السموم والماء الزائد. يجرى هذا النوع من غسل الكلى مرتين أو 3 في الأسبوع.
-غسل الكلى البيريتواني حيث يستخدم غشاء البطن لتحقيق تبادل الدم ونوع معين من الماء يعطي الجسم الفيتامينات والمعادن المفيدة وتسحب تلك السيئة التي تعجز الكلى عن تصريفها. وتجرى هذه الطريقة في المنزل ولا يكون المريض مرتبطاً بمركز غسل الكلى وملزماً بزيارته بانتظام. وبالتالي تكون نوعية حياته أفضل بكثير ويمكن ألا يكون النظام الغذائي الذي يتبعه صارماً لأنه يجري غسل الكلى يومياً في المنزل.
لا يمكن أن ننكر أن كثيرين يتخوفون من بلوغ المرحلة التي يتم الوصول فيها إلى غسل الكلى، خصوصاً انه قد لا يكون من الممكن وقف غسل الكلى بعدها. في الواقع تشير بعيني إلى أن ذلك يختلف بحسب السبب. فإذا كان الفشل الكلوي مزمناً ناتجاً عن تدهور تدريجي في حالة الكلى، ليس من الممكن وقف غسل الكلى بعد البدء بذلك. أما إذا كان الفشل الكلوي حاداً وناتجاً عن حادث معين أو تناول دواء أو غيرها من الأسباب التي أدت إلى ذلك، فيمكن التوقف عن غسل الكلى حتى بعد البدء بذلك بعد معالجة السبب.
من جهة أخرى أصبحت التقنيات المستخدمة في غسل الكلى والظروف التي يجرى فيها في لبنان أكثر تطوراً ويجريها أطباء من ذوي الخبرة ما يسمح بتحسين جودة حياة المريض فيمكن أن يتابع حياته بنشاط ومن دون مشاكل.
باسنيوز