برلماني نرويجي من أصول كوردية: الكثير من الشركات النرويجية ترغب بالعمل في إقليم كوردستان
أكد النائب في البرلمان النرويجي، ماني الحسيني، ان هناك الكثير من الشركات النرويجية التي ترغب بالعمل في إقليم كوردستان، مشيراً الى أن المسألة الكوردية باتت مألوفة لدى الأوروبيين والنرويجيين.
وذكر الحسيني، وهو برلماني نرويجي من أصول كوردية، في مقابلة خاصة ان أجور الكهرباء في النرويج مرتفعة، وذلك بسبب قلة مصادر المحروقات هناك، حيث تقوم الحكومة بتحمل جزء من تكاليف توفير الطاقة.
يتألف البرلمان النرويجي من 169 نائباً، بينهم نائبان كورديان، والحسيني أحد هذين النائبين والذي تعود أصوله الى مدينة قامشلو في كوردستان سوريا، وهو ايضاً قيادي كبير في حزب العمال النرويجي، ونجل الكاتب الكوردي المعروف عبد الباقي الحسيني.
وفيما يلي نص مقابلة النائب النرويجي ماني الحسيني :
* على مدى أربعة أعوام كنت المسؤول عن الشباب في حزبك، درست ومارست السياسية، وبعدها درست التكنولوجيا، الآن ما هو هدفك من العمل في المجال السياسي؟
ماني الحسيني: السياسة جزء من حياتنا، منذ ان كنت في قامشلو حتى بعد ان انتقلت الى النرويج كانت السياسية جزءا من حياتي، عندما كنت في الـ 18 من عمري انضممت الى صفوف شبيبة حزب العمال، كان ذلك شيئاً جديداً بالنسبة لي ان يتمكن ابناء اللاجئين من ممارسة السياسة في هذه الدولة، في حين كان ذلك محظوراً علينا في بلادنا. عندما لجأنا الى هنا ساعدونا، ونحن نريد ان نرد لهم المساعدة، الآن انا عضو في البرلمان، وكسياسي أعمل بكل قوة وطاقة.
* انت قيادي في حزبك (حزب العمال) ورئيس الحكومة ينتمي لحزبكم، وتأثير حزب العمال قوي في سياسة النرويج. النرويج دولة غنية بالنفط، وبنفس الوقت تعد مسألة تغيّر المناخ مشكلة رئيسية تواجه العالم الآن، ماذا يتوجب على سياسي ونواب هذا البلد ان يفعلوا لتحرير العالم من تهديدات مشكلة التغير المناخي؟
ماني الحسيني: في الوقت الراهن هناك عمل كبير في قطاعات النفط والغاز والبترول بالنرويج، وسينخفض اقتصاد وسوق النفط خلال الـ 15 - 20 عاماً المقبلة. واهم ما نقوم به نحن في البرلمان الآن هو منع مواجهة العاملين في القطاع النفطي للبطالة، وهذه هي أولويتنا.
*كم هو عدد الأشخاص العاملين في قطاع النفط؟
ماني الحسيني: أكثر من 200 ألف شخص في النرويج يعملون في القطاع، وعملنا هو تحقيق التنمية في القطاعات الأخرى مثل الطاقة الخضراء والطاقة النظيفة وعدة مجالات أخرى. النرويج فيها ثروة مائية كبيرة، وان جزءاً كبيراً من التكنولوجيا المستخدمة في القطاعين النفطي والغازي تستخدم في الطاقة النظيفة أيضاً، لذلك نحن نريد تطوير هذا المجال ومساعدة الشركات النفطية.
* الطاقة المستخدمة في النرويج، لأي شيء تستهلك أكثر؟ لانتاج الكهرباء أم التدفئة؟
ماني الحسيني: نحن نستخدم الطاقة الكهربائية للتدفئة أيضاً، ما يوجد هنا جميعه طاقة خضراء، ونحن في كثير من الأحيان نقول فيما بيننا على سبيل الدعابة ان احد الاشياء التي تدفعنا للبقاء في هذا البلد رغم التجمد وطول الليل، هو انخفاض أجور طاقة الكهرباء.
* ألم ترتفع أسعارها بسبب الأزمات الأخيرة؟
ماني الحسيني: كانت أسعار الكهرباء في النرويج أرخص، مقارنة بأسعارها في أوروبا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
* ألم تزد الاحتجاجات عليكم انتم كسياسيين؟
ماني الحسيني: هي تزيد يوماً بعد يوم، تصلنا ملايين الاتصالات والرسائل الإلكترونية، لكن هذا ليس عملنا، نحن في البرلمان من أجل مساعدة الشعب. لا شك في انه من الضروري توفير طاقة كهربائية رخيصة في بلد يتصف بالتجمد وطول ساعات الليل، لذلك نحن ندعم الشعب منذ شهر كانون الأول الماضي بتحمل الحكومة لجزء من أجور الطاقة الكهربائية، ويمكن لإقليم كوردستان والكثير من الدول النفطية ان تنظر الى النرويج وتستفيد من تجربتها. هنا الكثير من الشركات النرويجية في إقليم كوردستان، ومن بينها شركات تنظر اليه كمنطقة ترغب بتوسيع عملها فيها.
* النرويج صديقة للكورد من الناحية السياسية وكذلك من ناحية العلاقة بين الشعبين، ام ان النرويجيين بعيدين عن الكورد ولا يعرفون سوى اللاجئين والمهاجرين الموجودين في بلادهم؟
ماني الحسيني: يمكنني القول انه خلال السنوات الـ 20 الأخيرة، أصبح الكورد والمسألة الكوردية مألوفين بشكل تدريجي لدى الأوروبيين والنرويجيين أيضاً، كما ان عدد الكورد زاد في أوروبا، وهم حققوا تقدماً في عدة مجالات منها المدارس والتعليم، العمل، والآن في السياسة. الآن يوجد كورد كثيرون اعضاء في البرلمانات الأوروبية، وهذا شيء جيد من اجل اهتمام أوروبا بالكورد والمسألة الكوردية وكيفية تقديم المساعدة لهم. نحن ككورد فخورون، ولا شك بأنني ابن النرويج ايضاً، كان عمري 12 عاماً عندما انتقلنا الى النرويج، ودخلت البرلمان من اجل ان اساعد النرويجيين، لكن أصلي كوردي، واتمنى ان يكون دخولي الى البرلمان فرصة لدعوة النواب النرويجيين لزيارة كوردستان ورؤيتها بأعينهم. توجد في كوردستان طاقة، نفط، غاز، وأشياء كثيرة أخرى، لكن أصدقاؤها قلّة.
* كيف يمكنكم زيادة مناصري وأصدقاء الكورد؟
ماني الحسيني: برأينا، فإنه لدى أوروبا القدرة على تعريف نواب وبرلمانيي دولها على الكورد وكوردستان.
* هل لدى النرويجيين الرغبة في ان يصبحوا اصدقاء للكورد؟
ماني الحسيني: نرى انه الكورد ينجحون هنا، جميعهم يسألوني ويريدون ان يعرفوا اكثر عن الكورد وكوردستان، وكيف يمكنهم مساعدتهم. وتوجد شركات كثيرة تريد التوجه الى اقليم كوردستان للاستثمار فيها، لذلك ما يمكنني فعله هنا للكورد هو جذب انظار أوروبا نحو كوردستان.
* توجد في العديد من برلمانات أوروبا مجموعات صديقة للكورد، هل تعملون في النرويج على هذه المسألة؟
ماني الحسيني: نعم، نريد تشكيل مجموعة، مجموعة أصدقاء الكورد.
* هل يوجد نواب يرغبون بالانضمام الى هذه المجموعة؟
ماني الحسيني: هناك وعود كثيرة، نحن قرابة 10 نواب من كافة الأحزاب المختلفة، وجميعنا سنقوم بتشكيل المجموعة سوياً.
*ولدت عام 1987 في قامشلو، وانت نجل شخصية كوردية معروفة تمثل بالكاتب عبد الباقي الحسيني، يمكن لكورد كوردستان سوريا (روجآفا) ان يتساءلوا ماذا يمكن لابننا أن يفعل من أجلنا هناك؟
ماني الحسيني: ما يمكنني فعله هو الحديث عن قامشلو، وكذلك عن كوردستان سوريا، عندما يقوم تنظيم داعش بمهاجمتهم يمكننا مساعدتهم هنا، سواء بتقديم المساعدات المالية او بالوسائل الدبلوماسية، يمكننا مساعدتهم بأي طريقة كانت. رغم مغادرتنا لكوردستان سوريا منذ 20 عاماً، لكن قلبنا لا يزال معلقاً هناك. سنقدم المساعدة بكل الوسائل المتاحة لدينا، اقرباؤنا جميعهم هناك، وكثير منا ترك بلاده مجبرا على ذلك، لذلك سنقدم ما باستطاعتنا، وما دمت حياً لن انسى أصولي ومن أين اتيت.
حاورته شبكة روداو الأعلامية