الجيش الليبي يضيق الخناق على "داعش".. وانتقاد لاذع للدبيبة
أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إرسال إمدادت عسكرية إلى الجنوب لقطع الطريق على أي تحركات لبقايا تنظيم داعش الإرهابي.
00:29 / 00:30
AD
يأتي هذا التحرك عقب المعركة التي شهدتها منطقة القطرون جنوب ليبيا، وأسفرت عن مقتل 19 عنصرا في داعش، بينما قتل 4 من أفراد الجيش الليبي.
وأوضح المسماري في مؤتمر صحفي أن العملية العسكرية في منطقة القطرون استمرت لنحو 44 ساعة، متابعا أن المعركة أعدّت لها كل الإمكانيات قبل البدء فيها، وشهدت إرسال دعم عسكري من قوات حرس الحدود في بنغازي والجبل الأخضر، فضلا عن تكليف كتيبة دعم من أجدابيا بالتواجد في المنطقة.
وأشار إلى أن المعركة بدأت بعدما استهدف التنظيم يوم 24 يناير الحالي، جنديين تابعين لقوات القيادة العامة في المنطقة بين مجدول والقطرون، مما أدى إلى مقتلهما، فكان الرد من خلال تحريك عملية عسكرية ضد عناصر تنظيم داعش في المنطقة، مؤكدا أن قوات القيادة العامة تلقى كل الدعم من الأهالي بالجنوب في معركتها.
وأكد المسماري، أن المواطنين تعاونوا مع رجال الجيش من أجل القضاء على تلك الخلية الخطرة، فيما وجهت كل الإمكانات المتاحة من أجل إنهاء وجود التنظيم في تلك البقعة، كاشفا عن رصد تحركات "مجموعات منفصلة" له على طول الحدود مع تشاد والنيجر والجزائر.
وانتقد الناطق باسم الجيش تعاطي رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبد الحميد الدبيبة، ووزير الداخلية خالد مازن، مع الحدث، حيث تغاضيا عن مجهودات الجيش، لينسبوها إلى جهات أخرى، رغم أن العالم بأسره شهد على ما قامت به القوات المسلحة.
وحذر المسماري من أن يؤثر هذا الموقف سلبا على عمل اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، واجتماعات بين الفريق عبدالرزاق الناظوري ومحمد الحداد لتوحيد المؤسسة العسكرية.
"لم يعطوه التقدير المستحق"
وانتقد الخبير الاستراتيجي العميد محمد الرجباني عدم إعطاء الحكومة الجيشَ التقدير الذي يستحقه، حيث يقاتل من أجل استعادة الأمن والسيادة الليبية في ظل ظروف وتحديات صعبة، مضيفا أنه جرى وقف صرف الرواتب لرجال الجيش، في الوقت الذي منحت فيه "ترقيات" لأفراد في المجموعات المسلحة هم "مطلوبون جنائيًّا".
وبالعودة إلى الاشتباكات التي شهدتها القطرون، أكد الرجباني وجود عناصر أجنبية كثيرة بين قتلى التنظيم الإرهابي، مشيرًا إلى تمكن رجال الجيش من أسر عناصر بينهم من يحمل جنسية النيجر وغيرها.
وهنا ذكّر الباحث السياسي الليبي محمد قشوط، بالصور التي كانت تأتي للجنود وأفراد الجيش في الجنوب، وقلة التموين الموفر لهم، وهم يرابطون لحماية الشعب الليبي، في حين كان الدعم غير موفر من جانب الحكومة، التي لم تصرف رواتبهم طيبة الشهور الماضية.
وأضاف قشوط أنه لا يمكن "القفز" على جهود وبطولة هؤلاء الذين صمدوا في مواجهة التنظيم الإرهابي، وتمكنوا من حسم المعركة أمامه رغم ما سبق، وأيضًا مع صعوبة التضاريس والصحراء الوعرة والجبال التي تعيق حركة الآليات.
وتابع: "هناك محاولة لنسب الانتصار لغير أهله، وهذا الأمر يعد تضليلا وتشويشا على دور القوات المسلحة الوطني الذي بذلته بدماء أبطالها"، مذكّرا أن الحكومة عليها مهام لم تنجزها، وما زال المواطنون يعانون مع أزمة انقطاع الكهرباء وأوضاع المعيشة.
"القضاء على الزمرة الإرهابية"
وأكد الخبير العسكري محمد الترهوني أن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش كبيرة في الجنوب، وستستكمل هذه العملية، وشعارها "القضاء على تلك الزمرة الإرهابية"، والمبدأ الأساسي أن تكون تلك العمليات "محكمة وكبيرة"، وستنتهي حين يقضى على كل الفلول المتمركز في أماكن عديدة.
وأشار الترهوني، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الجيش الليبي يواجه مشكلة مع صناع القرار، منتقدا قيام بعض الجهات بدعم أطراف مناوءة له في الجنوب، مشددا على أن الجيش الحالي قام من "ركام جيش"، والآن أصبح له تصنيف كبير بين ترتيب الجيوش العالمية، مشددًا على ضرورة "كبح جماح" من يحاولون إفشال جهود الجيش للقضاء على الإرهاب.
ورغم ذلك يعول الليبيون على ما يمتلكه الجيش الليبي من خبرات واسعة في مواجهات خاضها خلال السنوات الماضية، سواء في بنغازي ودرنة والحقول النفطية وأيضًا سرت، كما يشرح الخبير العسكري، مشددًا على أن الوحدات المنتشرة في الجنوب لديها ما يكفي لكي تحسم المعركة في صالحها.