• Saturday, 06 July 2024
logo

"جمعة الخلاص".. معضلة الانتخابات توحد شرق وغرب ليبيا

شهدت مدن في شرق وغرب ليبيا، بالتزامن لأول مرة منذ سنوات، مظاهرات تحت عنوان "جمعة الخلاص" للتنديد بتأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر.

وعلى رأس المدن التي شهدت مظاهرات كبيرة، الجمعة، مدينة بنغازي وطرابلس ومصراتة وطبرق، حيث عبَّر فيها المتظاهرون عن رفضهم الدخول في مرحلة انتقالية جديدة، بعد مرحلة الـ 10 سنوات الأليمة التي تكبدت فيها ليبيا الكثير من الدماء والأموال والتخريب.

وهتف المتظاهرون بشعارات ضد معرقلي الانتخابات، وطالبوا بإسقاط كافة الأجسام السياسية القائمة حاليا، على أن يقتصر عمل البرلمان على الإجراءات التشريعية للانتخابات حتى التاريخ الجديد الذي اقترحته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وهو 24 يناير المقبل.وشمل هتاف المتظاهرين الأمم المتحدة التي حمّلوها جزء من مسؤولية تأجيل الموعد الأول للانتخابات لـ"عدم إيفاءها بالتزاماتها أمام الشعب الليبي"، محذرين من أنه في حال عدم الاستجابة لمطالب الشعب الليبي فإنهم سيضطرون لتصعيد الموقف.

وعن مطالب المحتجين، قال المعتصم سالم، وهو أحد المتظاهرين لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك خيبة أمل كبيرة لليبيين بعد تأجيل الانتخابات، خاصة وأنه عانى بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة التي قضتها البلاد في فترات انتقالية.

وأكد سالم أن المظاهرات ستتواصل في كل المدن بشكل سلمي لحين معرفة ما ستؤول إليه الأمور، مشيرا إلى أن العصيان المدني قد يكون الحل النهائي في حال دخلت البلاد بفترة انتقالية جديدة، منبها إلى أن الكرة الآن في ملعب البرلمان "وعليه أن يقرر ويحسم".

عصيان مدني

وفيما يتعلق بالخيارات المتوفرة أمام الشعب الليبي، قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري إن ما جرى في البلاد "خيبة أمل كبيرة لليبيين"، لافتا إلى أن تأجيل الانتخابات "إعلان حالة فشل للمجتمع الدولي وكل المؤسسات المشاركة في هذا الأمر".

وأضاف الفيتوري لموقع "سكاي نيوز عربية" أن غضب الشارع الليبي متوقع "فقد عانى 10 سنوات من الفوضى وحكومات متعاقبة زادت الأزمة على يديها، نظرا لانتماءات أعضائها السياسي الذي يخدم تيارات بعينها على حساب مصلحة الشعب".

وحذر المحلل السياسي من أن الشعب من الممكن أن ينتظر المهلة المعلنة وهي حتى يناير، ولكن إذا زادت المدة ودخلت ليبيا في فترة انتقالية كبيرة فهذا لن يرضيه، ومن الممكن أن تشهد البلاد عصيانا مدنيا على نطاق واسع.

وكان من المفترض وفق خارطة طريق تدعمها الأمم المتحدة، إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في 24 ديسمبر، الذي يوافق العيد الوطني لليبيا، ثم تم التعديل إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر والبرلمانية في يناير، إلا أن الليبيين تفاجأوا بتأجيل كليهما لأسباب قالت مفوضية اللاجئين إنها تخص عدم الانتهاء من مراجعة قوائم المرشحين.

واقترح البرلمان الليبي، الخميس، أن يكون تأجيل الانتخابات لمدة شهر، قائلا إنه أصدر قرارا بتشكيل لجنة تضم 10 من أعضائه لإعداد مقترح خريطة طريق لما بعد 24 ديسمبر.

وأشار المجلس عبر موقعه الإلكتروني الرسمي إلى أن اللجنة ستقدم تقريرها إلى مكتب هيئة الرئاسة خلال أسبوع "لعرضه على مجلس النواب خلال جلسته القادمة".

وعلّق الشعب الليبي آمالا كبيرا على هذه الانتخابات، وسجل ما يقرب من 3 مليون مواطن أسماءهم في قوائم الانتخابات على أمل المشاركة لإنهاء حالة الفوضى، وبدء صفحة جديدة مستقرة في مسيرة البلاد.

Top