• Saturday, 06 July 2024
logo

حشد عسكري مفاجئ.. ماذا تريد ميليشيات طرابلس قبل الانتخابات؟

حشد عسكري مفاجئ.. ماذا تريد ميليشيات طرابلس قبل الانتخابات؟

كشف مصدر محلي من داخل العاصمة الليبية عن اجتماع غير معلن عُقد، ليلة الأربعاء، ضمَّ عددًا من قادة الميليشيات في طرابلس، قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل.

لاجتماعات السرية للميليشيات تأتي في ظل حالة من الذعر سيطرت على سكان المناطق الجنوبية في العاصمة، مع ظهور مسلحين بشكل مكثف في الشوارع، وتهديدات بغلق مؤسسات حكومية.

 
وأكد الباحث الليبي محمد الدوري، أن ما يحدث الآن عبارة عن لعبة لخلط الأوراق، فالميليشيات تسعى لتوسيع نفوذها قبيل الانتخابات التي تعمل على تعطيلها بالفعل.

وأضاف الباحث الليبي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية": "الميليشيات في العاصمة والغرب الليبي سبب رئيسي في الأزمة والانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد".

وطالب الدوري باستغلال عملية تأجيل الانتخابات التي أصبحت مؤكدة وفي انتظار الإعلان رسميًّا فقط، من أجل قطع أشواط مجدية في عملية سحب سلاح الميليشيات وسحب المرتزقة، حتى تكون أجواء الانتخابات مناسبة بالفعل.

في السياق ذاته، طالب الدبلوماسي الليبي السابق سالم الورفلي، بضرورة غلق ملف الميليشيات من خلال التوافق الدولي، للوصول إلى حل حقيقي للأزمة الليبية، وتابع قائلًا: "الميليشيات هي الخطر الأكبر على ليبيا بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام".

وأكد الدبلوماسي الليبي السابق بالأمم المتحدة، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه كلما اقترب الموعد زادت التحركات المشبوهة، فالميليشيات تدرك جيدًا أن التأجيل أصبح واقعًا، ولكنها تريد خلط الأوراق من أجل إفساد المرحلة التي سيتم تحديدها عقب 24 ديسمبر.

وتابع قائلًا: "الممكن في الوقت الراهن هو الحفاظ على العملية الانتخابية كما جرى التوصل إليها، وألا يزيد التأجيل عن أسبوعين؛ لتوفير دعم دولي وإقليمي والحفاظ على الزخم الحالي".

وأكد الدبلوماسي الليبي أن تأجيل الانتخابات لفترة طويلة يسهم بقوة للعودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر، لكي تكون هناك مساحة كبيرة من الفوضى التي تمزق البلاد، بخلاف استغلال الميليشيات لمقدرات الدولة.

وأضاف الورفلي أن الشعب الليبي بكامل أطيافه مع إجراء الانتخابات؛ لخروج البلاد من النفق المظلم، وظهر ذلك جليًّا من خلال التظاهرات التي طالبت بمعاقبة المعرقلين للاستحقاق الانتخابي.

تحذير أممي

من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التطورات الأمنية الجارية في طرابلس.

وأضافت البعثة أن هذه التحركات للقوات التابعة لمجموعات مختلفة تخلق حالة من التوتر، وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع، وشددت على حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار، لا سيما في هذه المرحلة، حيث تمر البلاد فيها بعملية انتخابية صعبة ومعقدة.

وأكدت أن التطورات الراهنة في طرابلس لا تتماشى مع الجهود الجارية، للحفاظ على الاستقرار وتهيئة الظروف الأمنية والسياسية المواتية لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وحرة ونزيهة وذات مصداقية.

في هذا السياق، قال السياسي والدبلوماسي السابق سالم الورفلي، إن جميع الميليشيات المسلحة تجتمع على هدف واحد في الداخل الليبي، وهو عدم الوصول إلى الصندوق الانتخابي؛ لتظل الفوضى ويظل وجودهم.

وأوضح الدبلوماسي الليبي السابق بالأمم المتحدة، أن تلك التطورات من شأنها أن تقوض المكاسب الأمنية التي تم الوصول إليها، بخلاف نسف أي عملية انتقال ديمقراطية لغلق ملف الفوضى بالبلاد.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس منذ صباح اليوم، انتشارًا كثيفًا لعربات مسلحة ومدرعات في مناطق عدة في المدينة، وإقفال عدد من الطرق أمام المارّة، كما شهدت نهاية الأسبوع الماضي محاصرة الميليشيات لمبانٍ رسمية ومقرات حكومية رئيسية؛ كمقر المجلس الرئاسي ومقر رئاسة الحكومة.

وطالب الدبلوماسي الليبي بضرورة التصدي لأي محاولة تعطيل للانتخابات، مستشهدًا بتصريحات السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند، صباح اليوم، حول فرض عقوبات على من يحاول عرقلة الانتخابات.

وتفصلُ الليبيين أيامٌ قليلة عن الاستحقاق الانتخابي الأول في تاريخهم، وسط ضبابية تسيطر على إمكانية إجراء ذلك الاستحقاق في موعده المقرر يوم الجمعة المقبل.

Top