• Wednesday, 25 December 2024
logo

نائب رئيس المفوضية الأوروبية مخاطباً العراقيين: لا تصدقوا أكاذيب المهربين ولا تسمحوا لهم باستغلالكم

نائب رئيس المفوضية الأوروبية مخاطباً العراقيين: لا تصدقوا أكاذيب المهربين ولا تسمحوا لهم باستغلالكم

دعا نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريتس شيناس، الشعب العراقي الى عدم تصديق المهربين، مشيراً الى ان هؤلاء يستغلون المواطنين الراغبين باللجوء الى أوروبا.

وقال مارغريتس شيناس، في مقابلة مخاطباً الشعبي العراقي: "لا يجوز أن تسمحوا لهم باستغلالكم، ولا تصدقوا أكاذيب المهربين"، منوها الى ان "المهربين يعطون الراغبين باللجوء الى اوروبا تذكرة سفر الى غابات باردة، وليست تذكرة سفر إلى أوروبا".

ولفت الى ان المسؤولين العراقيين الذين تحدث معهم طمأنوه من أنهم سيواجهون المهربين بشدة، وأعلنوا أنهم نفذوا عمليات ناجحة في هذا المجال، داعياً اياهم الى الاستمرار في هذا "العمل الجيد".

وأدناه نص المقابلة:

* سيد شيناس، شكراً جزيلاً لإتاحة هذه الفرصة وأهلاً بك.. الدول الأوروبية منشغلة حالياً بمسعى دبلوماسي كبير لمنع توجه المهاجرين من العراق وإقليم كوردستان وسوريا وغيرها إلى بيلاروسيا ومن هناك إلى دول الاتحاد الأوروبي. هل يمكن أن تحدثنا عن تلك المساعي؟ وما سبب زيارتكم اليوم لبغداد؟

مارغريتس شيناس: أود أولاً أن أقول إن ما يجري الآن ليس هجرة عادية، فهذا ليس طريق الهجرة العادي، هو مختلف. هذه هجمة جيوسياسية متعددة الأطراف تستهدف الاتحاد الأوروبي، تستخدم فيها أنظمة شمولية الإنسان كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية. هؤلاء يستخدمون البشر كأداة سياسية لمهاجمة أوروبا. هؤلاء متورطون مع المهربين في طمأنة الناس إلى إمكانية الوصول سالمين من أربيل إلى ألمانيا، بينما هؤلاء الناس يبتاعون في الحقيقة تذكرة سفر إلى الجحيم، يذهبون إلى غابة درجة الحرارة فيها خمس درجات تحت الصفر ولا منفذ للخروج منها. أقوم الآن بجولة في دول المنطقة للتباحث مع الدول التي يأتي منها المهاجرون وتلك التي يمر عبرها المهاجرون، لنتأكد من أنهم يتعاونون معنا ويعملون إلى جانب أوروبا في هذا الظرف العصيب. على المستوى الإنساني، هذا يساعد أولئك الناس كما يساعدنا في إنهاء هذه الظاهرة غير المسبوقة. لا يجوز استخدام الناس كأدوات سياسية.

* ما هي توقعاتكم من هذه الدول؟

مارغريتس شيناس: محادثاتي مع هذه الدول تنقسم إلى قسمين، الأول مع دول المعبر ونطلب منهم أن تتوقف خطوطهم الجوية أو الخطوط التي تمر بمطاراتهم عن المساهمة في هذه الهجمة متعددة الأطراف. أسعدني أن كل الذين حاورتهم في الإمارات ولبنان وتركيا متعاونون معنا في مجال الرحلات الجوية، نريد تقليص عدد الرحلات إلى الصفر. القسم الثاني من محادثات هو مع الدول التي يأتي منها المهاجرون، الذين تم تحويل مواطنيهم إلى جزء من تلك الأداة، ومن بينها العراق. نريد أن نعمل مع الحكومة للتأكد من أن الناس مطلعون على الوضع وأن لا يصدقوا أكاذيب المهربين ونبذل كل جهد لإعادتهم ليبدأوا من جديد حياة جديدة.

* أشرتم إلى أن بيلاروسيا متورطة مع المهربين، هل يمكن أن تحدثنا عن هذا؟ هل هناك دليل على هذا التورط؟ ومن هم أولئك المهربون؟ هل هم من الدول التي يرحل عنها المهاجرون أو التي يمر بها المهاجرون؟

مارغريتس شيناس: عندنا أدلة كثيرة واستخبارات موثوقة تثبت التواطؤ بين شبكات التهريب الدولية وبين نظام لوكاشينكو في بيلاروسيا. يقنعون الناس بأنهم يستطيعون الحصول على تأشيرات دراسية وتأشيرات سياحية ورخص عمل، وأنهم يستطيعون اجتياز الحدود سالمين والوصول إلى أوروبا، لكن هذا لن يحصل. لأنهم عندما يصلون إلى مينسك، تقوم القوات الخاصة التابعة للنظام في بيلاروسيا بنقلهم في حافلات إلى تلك الغابة وتركهم هناك ولا يسمحون لهم بالعودة إلى الداخل والرجوع. هذا أثار مسألة تواطؤ المهربين مع آخر نظام دكتاتوري في أوروبا ونحن مصرون على وضع نهاية لذلك.

* ما هو هدف حكومة بيلاروسيا من هذا التواطؤ مع المهربين وجلب كل أولئك المهاجرين إلى الحدود الأوروبية؟

مارغريتس شيناس: ربما تتذكر قيام مينسك في كانون الأول الماضي باستخدام طائرات حربية لإجبار طائرة مدنية على الهبوط بينما كانت في رحلة بين عاصمتين أوروبيتين، وذلك لاعتقال قيادي معارض لها. بعد ذلك الحادث مباشرة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على هذا النظام، وأعقتد أن ذلك كان إجراء صحيحاً لأن ما حدث كان مثيراً جداً للاستغراب، تهديد طائرة مدنية من قبل طائرات حربية في أوروبا! هذا شيء لا نريد أن نراه قطعاً. لكن بعد ذلك، ظن هذا النظام أن أفضل طريقة للرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي هو تنظيم هذه الهجمة متعددة الأطراف، وذلك باستخدام البشر من خلال الهجرة. هذا شيء لاعقلاني جداً ولن ينجح.

* برأيك ما هو دور روسيا في هذه القضية؟ هل تظن أن ما يجري هو محاولة روسية تستهدف دول أوروبا؟

مارغريتس شيناس: أنا لست في موقع يؤهلني لقول هذا وليست عندي أدلة، لكن عندي أدلة كثيرة ضد نظام بيلاروسيا. لا أعتقد أن روسيا تشن هجمة من هذا النوع على الاتحاد الأوروبي. لكن لا أدري إلى أي حد هم مطلعون على تصرفات مينسك أو ليسوا مطلعين، هذا ليس من اختصاصي. ما أفعله أنا هو الحوار مع الشركاء ومع أصدقائنا في هذه المنطقة من أجل تشكيل تحالف يساعدنا في إنهاء تلك الظاهرة.

* في كلمة ألقاها جوزيب بوريل، قال إن غالبية المهاجرين جاؤوا من كوردستان العراق. ما رأي الاتحاد الأوروبي في هذا؟

مارغريتس شيناس: لا أريد تفسير وضع أو الخوض فيه، الناس تريد الهجرة. فرضيتي الرئيسة هي أن هؤلاء الناس يهاجرون لأن المهربين أقنعوهم على أساس الكذب. لو أنك كنت في هذه المنطقة ورأيت إعلاناً يقول سنأخذك من أربيل إلى فرانكفورت أو من بيروت إلى ميونخ، وأقنعوك بأن هذا عرض عادي. لكن الأمر ليس كذلك بل هو كذب واحتيال. لا ينبغي أن يصدق الناس هذا. لو سمحت لي أن أوجه كلامي إلى شعب إقليم كوردستان، سأقول لهم لا تصدقوا هذا الكلام ولا تهاجروا، لأن هذه ليست هجرة عادية، بل ستصبحون جزءاً من عملية احتيال. خاصة أصحاب العوائل عليهم أن يتجنبوا هذا.

* هل تتعاونون مع حكومة إقليم كوردستان؟ وكيف يساعدونكم؟

مارغريتس شيناس: كنت أخطط للذهاب إلى أربيل، في الحقيقة كنت أريد زيارة أربيل بعد بغداد، لكنهم أخبروني أن مسؤولي حكومة الإقليم ليسوا هناك ولهذا لم أستطع تنظيم الزيارة. لكن أريد زيارة أربيل والتحدث إلى المسؤولين هناك وأقول لهم إن من واجبهم أيضاً مساعدتنا لأن هذه هي اللحظة التي تقصد فيها أوروبا أصدقاءها ونريد أن نتأكد بأن عندنا أصدقاء في أربيل أيضاً.

* كيف تريدون أن يساعدوكم؟ ما الذي يستطيعون تقديمه؟

مارغريتس شيناس: مطلبنا الرئيس هو أن يساعدونا في تبليغ رسالة عامة بصورة صادقة وصحيحة، وهي لا تسافروا. أعتقد أن من المهم جداً أن نقول هذا وتقوله الحكومة العراقية، ومن المهم جداً أن يكون لرئاسة حكومة إقليم كوردستان دور في مساعدتنا لأن عدداً كبيراً من الذين يسافرون هم من الكورد العراقيين.

* هل يمكن أن تتحدث عن دور الأمم المتحدة؟ كيف يساعدونكم في هذا الظرف؟

مارغريتس شيناس: هذه هي اللحظة التي يكون فيها للجانب الإنساني أهمية كبيرة. سنقلل عدد الرحلات الجوية ونركز على الناس الموجودين هناك الآن. تحدثنا مع حكومة بغداد لتنظيم رحلات عودة جوية، وعلى الحكومة العراقية في هذا السياق أن تخاطب حكومة بيلاروسيا وينظموا ذلك، العودة الطوعية والعودة بالإكراه. نحن مستعدون للتعاون من خلال وكالات الأمم المتحدة وخاصة UNHCR، لأن عندهم مكتباً في مينسك وقد سمح لهم منذ أيام بزيارة الغابة. لذلك فإن دورهم غاية في الأهمية لتنظيم مساعدة الموجودين في الغابة وتنظيم رحلات عودتهم. نحن مستعدون لمساعدة الحكومة العراقية ليس فقط في الرحلات بل أيضاً في إعادة أولئك الناس إلى أحضان المجتمع ليبدأوا حياة جديدة وبداية جديدة بمساعدة منا.

* هل تقدمون ضمن مساعيكم هذه مساعدات مالية للحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان؟

مارغريتس شيناس: أكدت للحكومة العراقية أن بإمكانهم الاعتماد على الاتحاد الأوروبي في مساعدتهم على إعادة أولئك الناس إلى أحضان المجتمع، وسيبدأون مع عودة الرحلات الجوية.

* يقول أحد متحدثي الأمم المتحدة إن الأمم المتحدة تعتقد بأنه يجب السماح لبعض أولئك المهاجرين، الذين يتعذر عليهم العودة إلى بلادهم، بالوصول إلى دولة أوروبية والاستقرار فيها. ما رأيك في هذا؟ هل هناك فرصة أمام بعض أولئك ليجتازوا تلك الحدود ويصلوا إلى دولة أوروبية؟

مارغريتس شيناس: في حياتي السياسية، لا أعقب أبداً على كلام شخص آخر، هذا مبدأ ألتزم به، لهذا لن أعلق على ذلك التصريح. لكن أستطيع القول إن أوروبا ستبقى قبلة لطالبي اللجوء الهاربين من الحروب والدكتاتوريات والاضطهاد. لكن الذي يجري ليس كذلك، بل هو هجمة. ما يحدث ليس عائلة جاءت تطلب اللجوء، بل آلاف مؤلفة تدفعها الشرطة والقوات الخاصة بطريقة منظمة. أنا أريد أن أكرر هذه الرسالة للذين يريدون أن يصدقوا المهربين، أقول لهم إياكم أن تصدقوهم. إنهم لا يشترون لكم تذكرة إلى أوروبا، بل تذكرة سفر إلى غابة باردة.

* لماذا لم تتمكنوا حتى الآن من تأمين وضع إنساني أفضل للمهاجرين العالقين على الحدود؟ ألا تخشون حدوث أزمة إنسانية؟

مارغريتس شيناس: بيلاروسيا دولة مغلقة، دولة لا تسمح بأي عرض، لا تسمح بأي مساعدة. قاموا بتنظيم الأمور في أطراف تلك الغابة بصورة يرون أنها تصب في مصلحتهم للهجوم على أوروبا، إنهم يستخدمون الناس كرهائن. لهذا فإن الطريق الوحيد للمساعدة هو وكالات الأمم المتحدة أو UNHCR، التي سمح لها قبل أيام فقط. التقيت فيليبو غراندي الممثل الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واتفقنا على أن بإمكانهم الاعتماد علينا لمساعدة المهاجرين. كما أسلفت، من المهم جداً تنظيم رحلات العودة الجوية بسرعة لكي ينجو الناس من تلك الأوضاع السيئة.

* هل أنتم قلقون من وقوع مواجهة عسكرية بين بيلاروسيا وبولندا؟ وماذا تفعلون لو حدث ذلك؟

مارغريتس شيناس: أفضل التوقف على السيناريوهات العادية وحدها، رغم أن ما هو قائم تهديد أمني.

* سقط جندي بولندي ضحية..

مارغريتس شيناس: لا شك سيكون هناك ضحايا. عندما يستخدم آلاف الناس كسلاح وأداة، من المتوقع أن تحدث كوارث. لكن لا أعتقد أن ما هو موجود سيمتد إلى قتال وعملية أمنية. نحن نواجه حالة غير اعتيادية ومتعددة الجوانب وعلينا أن نوقفها ونساعد الناس، هذا هو الأهم.

* ما هي خططكم بعيدة الأمد الخاصة بمسألة الهجرة إلى أوروبا؟

مارغريتس شيناس: منذ أيلول السنة الماضية، قدمنا حزمة كاملة وشاملة تخص الهجرة وطلب اللجوء في أوروبا. ربما يكون مثار استغراب عندك، لكن الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق في العالم، ولديه ثاني أكبر عملة في العالم، ويضم 10% من سكان العالم، وعنده 20% من إجمالي دخل العالم، لكن أوروبا ليس عندها سياسة هجرة. هذا موضع تأمل كبير، ويحتاج إلى تغيير. بناء على الحزمة التي قدمناها، ستكون هذه الفرصة الأخيرة للتوصل إلى سياسة هجرة صحيحة تمكننا من العمل ضمن نظام، لا أن نعمل كما نحن الآن مثل رجل إطفاء. الحزمة تضم أسس المسؤولية والسيادة وإدارة الحدود والعلاقات بين الدول. يحدوني أمل كبير بأننا سنحقق تقدماً جيداً في ظل رئاسة فرنسا الحالية.

* أنت الآن في العراق، ما هي رسالتكم لشعب العراق وشعب إقليم كوردستان؟ ماذا تريدون أن تقولوا لهم؟

مارغريتس شيناس: رسالتنا الرئيسة لشعب العراق وإقليم كوردستان هي أن يروا في الاتحاد الأوروبي صديقاً لهم، نحن أصدقاء لهذا البلد، وقد أثبتنا هذا من قبل، سنستمر في مساعدة العراق ليعود من جديد إلى الديمقراطية والاستقرار. هذا بلد خاض حرباً ضد الإرهاب، بلد مر بصعوبات وأوضاع عصيبة كثيرة، بلد استفاد سابقاً من مساعدات أوروبا، ونريد أن ينجح، كل شخص في أوروبا يريد للعراق أن ينجح. هذه رسالتي، نحن أصدقاؤكم وإلى جانبكم. الرسالة الأخرى هي أن الأصدقاء الحقيقيين يتصارحون، لهذا أقول لهم لا يجوز أن تسمحوا لهم باستغلالكم ولا أن تصدقوا أكاذيب المهربين وتظنوا أن هذه حركة هجرة عادية، فهي ليست كذلك. ما يحدث هو تهديد وهجوم متعدد الجوانب ولا ينبغي أن تكونوا جزءاً منه.

* هل أنتم راضون من مستوى تعاون الحكومتين في بغداد وأربيل؟

مارغريتس شيناس: نعم أنا راض، لأن العراق أوقف الرحلات الجوية منذ شهر تموز. كما عطل أعمال قنصليتين بيلاروسيتين. إنهم يعملون على تسيير رحلات عودة للمهاجرين وحصلت على تعهدات باستمرارها. طلبت منهم أن لا يسمحوا بأعمال التهريب هنا، وإن كانت موجودة أن يتعاملوا معها بشدة، وأظن أن هناك حالات ناجحة في هذا السياق. نفس هذه الرسالة سأوجهها لحكومة إقليم كوردستان عندما تتسنى لي فرصة الذهاب إلى هناك.

* تحدثت عن التهريب، هل لديكم أدلة على شبكات تهريب دولية في العراق؟

مارغريتس شيناس: هناك أدلة على أعمال تهريب دولية وهي كبيرة جداً وتم تنظيمها جيداً في مواقع كثيرة في هذه المنطقة. المسؤولون العراقيون الذين تحدثت معهم طمأنوني إلى أنهم سيواجهونهم بشدة وأعلنوا أنهم نفذوا عمليات ناجحة في هذا المجال، وأنا أدعوهم للاستمرار في هذا العمل الجيد.

 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

Top