• Wednesday, 25 December 2024
logo

من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟

من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟

رزكار نوري شاويس

 

في خضم الخلافات السياسية بخصوص نتائج الانتخابات النيابية العراقية ( المبكرة ) و توتير الاوضاع الأمنية بتحريض الناس من قبل بعض التيارات و الجماعات على رفض نتائج هذه الانتخابات المخيبة لآمال و خطط هذه الاطراف، و بعد إطلاق العديد من التهديدات و التهم بحقه تعرض السيد مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال (صبيحة الاحد 7 نوفمبر2021) و ذلك بهجوم ارهابي بالصواريخ المحمولة على طائرات مسيرة على محل سكناه .

و بكل تأكيد فإن ما حدث بكل مواصفاته و أهدافه الخاصة و العامة  يندرج في خانة الارهاب، فالهجوم  اضافة على  استهدافه لشخصية عراقية تمثل رأس الحكومة العراقية، استهدف أيضا مجمل العملية الديمقراطية و السيادة الوطنية العراقية و ضرب و قمع ارادة و مطلب الشارع العراقي و حرية رأي المواطن العراقي الذي عبر عنه في العملية الانتخابية التي شاركت فيها جميع القوى السياسية العراقية منها التي تقبلت النتائج و منها التي رفضتها و ترفضها بعناد (مشبوه) و لا ترضى الا بإعتبارها هي الفائزة برغم فشلها حماهيريا في كسب ثقة الجماهير بها، ولفقدان الثقة هذه اسبابها المعروفة لدى الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي و التي عبروا عنها بوضوح خلال احداث تظاهرات و احتجاجات تشرين (2019) في بغداد و بقية محافظات جنوب العراق التي أسفرت  عن سقوط حكومة عادل عبد المهدي و تشكيل حكومة مؤقتة أعلنت عن تحديد موعد لاجراء انتخابات نيابية  مبكرة .

محاولة اغتيال الكاظمي تعني بباطنها و ظاهرها إعلانا صريحا من قبل مخططيها ومنفذيها عن عداء سافر لمجمل مسار العملية الديمقراطية في العراق و ارادة الشعب و رغبته المشروعة في اوضاع سياسية و اقصادية و اجتماعية افضل، و ما حدث يشكل تهديدا مستهترا للأمن و الاستقرار المنشودين كضرورتين ملحتين  للبلاد، وأيضا جر المجتمع العراقي الى صراعات و صدامات داخلية يخرج منها كل العراقيين خاسرين.

قوى و شخصيات مناضلة عراقية وطنية و اطراف دولية من بينها منظمة الامم المتحدة اعربت عن شجبها و استنكارها الشديد للهجوم الارهابي الحاقد هذا و الغريب في الامر ان ايران كانت أول من علقت على ما حدث بتصريح يبدومن صياغته  انه كان جاهزا مسبقا، جاء بلسان علي شمخاني أمين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني كمحاولة لتبرئة ايران و تنصلها من اية صلة لها  بما جرى، وصف فيه و بتعبير غامض الحدث قائلا (تلك المحاولة فتنة جديدة، يمكن تتبعها الى المؤسسات البحثية الاجنبية لدعم القوات المحتلة في بغداد ..!).

الواضح من الصورة ان العملية الارهابية بالطريقة وبالادوات و الاسلحة  التي استخدمت لتنفيذها، ليست الاولى من نوعها، حيث سبقتها العديد من العمليات المماثله منها على سبيل المثال الهجمات التي تعرضت لها مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق في وقت سابق من هذا العام و التي اكدت التحقيقات و بأدلة عينية ملموسة وتباهي بعض  الاطراف العراقية بها ، تشخيص منفذيها و المتورطين بها و من كانوا ورائهم.

الهجوم الارهابي  هذا لتصفية الكاظمي بطبيعته المتخلفة الغادرة يعبر اول ما يعبر عن عداء ايديولوجي عميق وحقد اسود ظلامي على مجمل المسار الديمقراطي و فعالياته في العراق، محاولة اخرى من محاولات تحريفها عن المسار وعرقلة تقدمها نحو اداء أفضل وأغنى و بالشكل الذي يحقق رضا الشعب.  و يعبر كذلك بشقيه السياسي و السايكلوجي عن عداء مريض لمواقف و طموحات الغالبية العظمى من أبناء العراق الرافضة للتدخلات الهدامة المقيتة  في الشأن الداخلي للدولة العراقية وسيادتها وبالتالي الابقاء على حالات التسيب و الفوضى و الفساد.

ما حدث يمكن ايضا وصفه بالتصرف الهيستيري الأرعن و عرضا للعضلات و تكشيرا للأنياب لجماعات تستقوي بالغير ضد ارادة الغالبية العظمى من ابناء الشعب وضد المصالح الوطنية العراقية، فالهدف من مثل هذه الهجمات الارهابية هو تخويف وإرعاب المجتمع العراقي و كل قواه الوطنية الشريفة بغية تركيعهم و ايقاف مسيرتهم للنهوض والتقدم و بناء مجتمع العدل و المساواة، مجتمع الشراكة الوطنية الفاعلة و المنتجة.

القوى المعادية لآمال و مطالب العراقيين ستستمر في اعتداءاتها الارهابية الجبانة طالما امتلكت القدرة على تنفيذها، فهي قوى مأجورة و مسيرة فاقدة لأي احساس بالانتماء للوطن، مهمتها تنفيذ ما يمليه عليهم آغاواتهم من أوامر، هذه الحقيقة واضحة و مؤكدة لدى كافة القوى الوطنية العراقية و لدى كل مواطن عراقي الذي صار  نتيجة تجاربه المرة يملك ما يكفيه من الوعي و اليقين ليشير من دون تردد اصبع الاتهام الى منفذي مثل هذه الجرائم الارهابية  بحق العراق وابناء  قومياته و مذاهبه و بحق كل قواه الديمقراطية المخلصة للوطن و شخصياته الوطنية النزيهة، و المطلب العراقي  الآن و في كل آن و زمان هو محاسبة مقترفي هذه الجرائم و تقديمهم للعدالة و فضحهم ايا كانوا محليا و عالميا.

ختاما و كإجابة للسؤال الذي جاء عنوانا لهذا الرأي ( من وراء محاولة اغتيال الكاظمي ؟ ) ، أقول الأمر مكشوف و الاجابة واضحة لدى كل العراقيين و كل قاص و دان مطّلع على الحال العراقي.
آراء أخرى للكاتب

 

 

كوردستان24

Top