تركيا غير مدعوة لـ"قمة الديمقراطية" في أميركا.. ما معنى ذلك؟
في تطور قد يزيد من التعقيد والتوتر في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، كشفت نسخة مسربة لقائمة المدعوين إلى "قمة الديمقراطية" المزمع عقدها في واشنطن ديسمبر المقبل، عن عدم دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي يعني أن واشنطن صارت تصنفه في الدفة المناهضة للقيم والتوجهات الديمقراطية.
التسريب الذي نقلته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أشار إلى أن تركيا والمجر هما الوحيدتان من دول حلف الناتو اللتان لن توجه لهما الدعوة، مضيفة أن الرأي الغالب لدى صناع القرار الأميركيين تجاه الرئيس التركي هي اعتباره "زعيما سياسيا يقوض النظام الديمقراطي".
القمة المزمع عقدها يومي 9 و10 ديسمبر المقبل في واشنطن، من المتوقع أن يقدم الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه السياسي خلالها، مجموعة النقاشات حول تدفق الإنترنت والحريات العامة ومحو الأمية، وفرض أساسيات تتعلق بآلية توفير التقنيات على مستوى العالم، وعرض مجموعة من التعهدات والاتفاقيات الضامنة لالتزام الدول والزعماء المشاركين في القمة بما يتعهدون به.
وكانت منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية قد أشارت في تقرير تفصيلي نشرته بالمناسبة إلى أهمية أن تفرز القمة تفصيليا الدول والقادة السياسيين الداعمين للقيم والسلوكيات الديمقراطية، وخلق وحدة داخلية فيما بينها، لمواجهة الديكتاتوريات التي تزرع القلاقل في مختلف مناطق العالم.
المتحدثون الرسميون باسم البيت الأبيض رفضوا التعليق على هذه التسريبات، وإن لم ينفوا صحتها، حيث القائمة النهائية والرسمية لم تصدر بعد.
لكن مراقبين أشاروا إلى أن تلك التسريبات التي نقلتها الصحافة الأميركية متوقعة من الجهات الأميركية، التي لا تترك مناسبة دون التذكير بمستويات الحريات العامة والسياسية داخل تركيا، بما في ذلك اعتقال الآلاف من الصحفيين والسياسيين وتراجع دور المجتمع المدني في البلاد، إلى جانب زيادة وتيرة الخطابات القومية والهوياتية داخل البلاد، فتركيا تتراجع بشكل سنوي في معايير تحقيق الديمقراطية طوال السنوات العشرة الماضية.
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية كشفت أن "دعوات قمة الديمقراطية ستوجه هذا الأسبوع إلى رؤساء الدول في أنحاء العالم، بما في ذلك قادة الدول ذات الأصول الديمقراطية المشكوك فيها في السنوات الأخيرة، حيث إن بولندا والمكسيك والفلبين من بين الدول التي يخطط بايدن لدعوتها"، الأمر الذي يعني أن الإدارة الأميركية الحالية لا تملك ثقة بإمكانية تغيير تركيا لنهجها الحالي خلال حكم أردوغان، لأنها صارت تعتبره في الدفة الأخرى تماما.
كما نشرت صحيفة "فاينانشل تايمز" تقريرا حول "حيرة الإدارة الأميركية" مع تركيا ورئيسها، قالت فيه: "ماذا عن أردوغان؟ فاز بالعديد من الانتخابات ويرأس دولة حليفة ضمن تجمع الناتو، لكن سياسيين وصحفيين معارضين بارزين مسجونون في تركيا. إذا دعا بايدن قادة مثل أردوغان فإنه سيقلل من مصداقية قمته للديمقراطية، وإذا لم يدعهم، فإنه سيخاطر بدفعهم إلى أحضان الصين وروسيا".