باتَ التحالفُ الكوردستاني ضَرورة
حسن شنكالي
تشكل التحالفات بين الكتل والأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية نتيجة توافق في الرؤى المستقبلية والبرنامج السياسي للوصول إلى أهداف استراتيجية تجعل من المصلحة العليا نقطة إلتقاء بين الشركاء بالإضافة إلى بعض الجزئيات المتفق عليها شرط أن تتماشى وبنود الدستور العراقي، فالكورد وبشكل عام دون التطرق إلى المسميات الحزبية والسياسية ينطلقون من خط الشروع ويجمعهم أهداف مشتركة كالمصير المشترك والتاريخ المشترك والظلم المشترك الذي فرضه النظام البائد وبصورة عادلة بين الجميع دون استثناء، وبعد تحرير العراق عام 2003 توحدت القوى السياسية الكوردية تحت مسمى التحالف الكوردستاني مما زادهم هيبة وقوة أثمرت عن مشاركتهم الفاعلة في مجلس النواب آنذاك في كتابة الدستور العراقي كإنجاز يحسب للكورد لتحقيق هذا الهدف الذي انتظروه بعد سنوات من مقارعة الدكتاتورية المقيتة.
واليوم أحوج ما نكون لإعادة تشكيل التحالف الكوردستاني بعد فرط العقد الكوردي نتيجة أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي وما رافقها من تصدع لجدران البيت الكوردي وتفكيك أواصره على أثر هزة سياسية ضربت الواقع السياسي الكوردستاني بمقدار سبع درجات على مقياس الخيانة العظمى بعد أن امتدت اليه أيادي خبيثة مدعومة من قبل أجندات خارجية هدفها هيكلة إقليم كوردستان والعودة إلى ما قبل عام 1991، حيث أظهرت نتائج الانتخابات النيابية للدورة البرلمانية الخامسة فوزاً ساحقاً للحزب الديمقراطي الكوردستاني باعتباره القوة السياسية الأولى على مستوى إقليم كوردستان وحصول الكورد بشكل عام على ثلاث وستون مقعداً نيابياً مما يحسب لهم الف حساب في حالة توحدهم وتشكيلهم للتحالف الكوردستاني كسابق عهده في الدورات البرلمانية السابقة، ليشكلواً صفاً منيعاً ضد الأصوات المعادية ذات النظرة الشوفينية للكورد وللدفاع عن الحقوق المشروعة ومن أبرزها تطبيق المادة 140 وإعادة المناطق المتنازع عليها وعودة قوات البيشمركة كونهم الضمان الوحيد لإعادة الحياة إليها من جديد وتأمين عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم بعد إعمار البنى التحتية وما دمرته قوى الشر المتمثلة بعصابات داعش الإجرامية.
لقد أكد الحزب الديمقراطي الكوردستاني على توحيد كلمة الكورد والعودة إلى بغداد بكتلة واحدة لضمان حقوقهم الدستورية وتشكيل حكومة قوية جامعة، من خلال زيارة وفد الحزب إلى جميع الكتل الكوردستانية الفائزة في الانتخابات وغير الفائزة منهم بالإضافة إلى دعوات زعماء بعض الكتل السياسية إلى ضرورة مشاركة الكورد وبشكل فاعل في تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكد السيد نيجيرفان بارزاني على توحيد الرؤى بين الكتل الكوردستانية وتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع الكتل الفائزة في بغداد لتشكيل الكتلة الأكبر بعد التعرف على برامجها وخططها الاستراتيجية لمستقبل العراق وإعطاء ضمانات حقيقية للكورد بعد أن تنصلوا منها ونقضوا العهود والمواثيق بمجرد وصولهم للسلطة من خلال التجربة المريرة والفاشلة مع الحكومات ذات البعد الطائفي والتي أدارت دفة الحكم وتعمدت في إفشال مشروع التوافق والتوازن والشراكة الحقيقية في العملية السياسية.
وختاماً أقول (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
باسنيوز