• Friday, 19 April 2024
logo

عضو مجلس اللوردات البريطاني: استفتاء إقليم كوردستان 2017 لوحة ديمقراطية نادرة

عضو مجلس اللوردات البريطاني: استفتاء إقليم كوردستان 2017 لوحة ديمقراطية نادرة


أكد عضو مجلس اللوردات البريطاني يان أوستن أن استفتاء 2017 كان لوحة ديمقراطية نادرة، مشيراً إلى أنه على بريطانيا أن تدافع عن حقوق الشعب الكوردي الذي له كل الحق في امتلاك دولة ، مشيراً إلى ان "شجاعة الشعب الكوردي كانت العامل الوحيد الذي هزم داعش، ونحن في الغرب مدينون بشدة للشعب الكوردي".

وقال عضو مجلس اللوردات البريطاني يان أوستن في مقابلة  إن "ما رأيته في كوردستان من حرية دينية ومساواة بين المرأة والرجل فريد على مستوى الشرق الأوسط، وأتمنى رؤية سائر شعوب الشرق الأوسط ينعمون بالحقوق والحريات التي يتمتع بها الشعب في كوردستان".

واجتمع عضو مجلس اللوردات البريطاني يان أوستن، في ليلة 15 أيلول في بريطانيا، مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، وفي اليوم التالي قال في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية: "كان لنا حوار نافع جداً حول إقامة علاقات أوثق بين بريطانيا وحكومة إقليم كوردستان"، وقال عضو مجلس اللوردات إنه كان في كوردستان عند إجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان في العام 2017 وذهب إلى كركوك والسليمانية، ويقول إن الاستفتاء كان "لوحة ديمقراطية نادرة"، ويضيف أن كوردستان "فريد" في المنطقة من حيث الحرية الدينية والمساواة بين المرأة والرجل، وأن هزيمة داعش جاءت بفضل شجاعة الشعب الكوردي ونحن "مدينون بشدة" للشعب الكوردي، و"أرى أن علينا أن ندافع عن حقوق الشعب الكوردي ونتحدث عنه ونتباحث بشأنه في برلماننا بملء أفواهنا".

وفيما يلي نص مقابلة مع عضو مجلس اللوردات البريطاني يان أوستن:

* أود أن أسأل أولاً حول مدى معرفتكم عن الأمة الكوردية وعن كوردستان، ماذا تعرفون عنهما؟

اللورد يان أوستن: كنت محظوظاً جداً أني تمكنت من زيارة كوردستان في العام 2017 في فترة الاستفتاء الذي كان حسب رأيي لوحة ديمقراطية نادرة. كان ذلك تعرفاً جيداً على كوردستان. مكثنا في أربيل، وزرنا كركوك والسليمانية. انبهرت جداً بكل الأمور التي تعرفت عليها حول تاريخ كوردستان والشعب الكوردي، والتي أراها أموراً ملهمة لنا جميعاً. هذه هي تجربتي مع كوردستان.

* اشتهر إقليم كوردستان في الإعلام الغربي بصفة "العراق الناجح"، لكن العراق لا يزال بلداً غير مستقر، ترى كيف تجب مساندة إقليم كوردستان، خاصة وأن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني كان في مجلس اللوردات البريطاني اليوم؟

اللورد يان أوستن: حسب اعتقادي.. أنا أريد أن تكون هناك علاقات أوثق بين بريطانيا وكوردستان. أريد أن أرى البلدين، أنا أستخدم كلمة البلد، أريد أن أراهما يعملان معاً عن قرب أكثر على التجارة، خلق فرص عمل، وتحقيق الرفاهية. أعتقد أن هناك أموراً نستطيع أن نساعد فيها شعب كوردستان، ومنها عن طريق تدريب المسؤولين ومساعدة ومساندة أعضاء البرلمان، تدريب القضاة وإقامة علاقات أوثق في مجالات الصناعة، كالأفلام أو الزراعة، ذات الأهمية الكبيرة للشعب الكوردي. أريد أن أرى بريطانيا تفعل كل ما في وسعها لمساندة الشعب الكوردي.

* لا تزال هناك مشاكل كثيرة بين إقليم كوردستان وبغداد، وفي العام 2017 بيّنت رئاسة إقليم كوردستان أن هناك بصورة عامة 55 مادة من الدستور العراقي لم تنفذ من جانب الحكومة الاتحادية والسلطات العراقية، وأن ذلك هو ما دفع كوردستان للجوء إلى إجراء الاستفتاء على الاستقلال. كيف يمكن لبريطانيا أن تساعد في حل تلك المشاكل؟

اللورد يان أوستن: أعتقد أن على بريطانيا أن تدافع عن حقوق الشعب الكوردي. للشعب الكوردي كل الحق في امتلاك دولة وفي الاستقلال. أعتقد أن على بريطانيا أن تساعد الشعب الكوردي لتحقيق هذه المطالب. أعتقد أن كوردستان... حكومة إقليم كوردستان أنموذج لكل المنطقة. نحن كدولة وكحكومة علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لدعمها.

* يقع إقليم كوردستان في منطقة باتت مصدراً للتهديد الإرهابي لكل العالم. خاض البيشمركة والكورد في كوردستان والعراق وسوريا حرباً بطولية ضد داعش. تم إيقاف مد داعش على يد الكورد وبإسناد جوي من التحالف الدولي، لكن داعش زاد من تهديداته حالياً وخاصة في المناطق التي تعدها المادة 140 من الدستور العراقي مناطق متنازع عليها بين كوردستان وبغداد، وكان يفترض حسم مشكلتها بحلول نهاية 2007 حسب الدستور. في مجلس اللوردات البريطاني، ماذا تفعلون لمساعدة البيشمركة؟

اللورد يان أوستن: أنظري، أريد أن أقول الآتي: أعتقد أن العامل الوحيد الذي هزم داعش، كان شجاعة الشعب الكوردي. يجب أن يكون هذا ملهماً لكل العالم. أعتقد أننا في الغرب مدينون بشدة للشعب الكوردي، لما فعله من أجل هزيمة داعش وتحرير شمال العراق من الإرهابيين. أعتقد أننا لقاء ذلك، مدينون لحكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي بإظهار تقدير كبير لهم وأن نفعل كل ما يمكن لنسدد لهم ذلك الدين.

* تم طرد 1.5 مليون مسيحي من العراق أو اضطروا للهرب، في حين أنهم يعيشون بأمان في كوردستان ولهم وزراء وبرلمانيون ومسؤولون، وأقام البابا قداساً عظيماً في أربيل. كل الأديان والقوميات في كوردستان تتعايش في سلام وهناء، هل يرى العالم الغربي وبريطانيا حاجة لتقديم المساعدة من أجل تقدم هذه المنطقة اقتصادياً؟

اللورد يان أوستن: ما رأيته خلال زيارتي إلى كوردستان شيء فريد لا نظير له في الشرق الأوسط، ويتمثل في الحرية الدينية، المساواة بين المرأة والرجل، هذه الأمور مفقودة في الدول التي نزورها. هناك أمر آخر اطلعت عليه، الجامعات كانت متقدمة، كذلك الناس الذين يسعون لإنشاء تجارة خاصة بهم والمساهمة في تحريك الاقتصاد. لهذا أرجو أن تكون هناك علاقات ثنائية أقوى وأن نفعل نحن ما في وسعنا لمساعدة حكومة إقليم كوردستان وتدريب المسؤولين وأعضاء برلمانهم. كما أرجو أن تكون هناك علاقات أقوى في المجالات التجارية والاقتصادية من أجل تأمين فرص العمل والرفاهية. إذا استطعنا مد يد العون في مجال التصدي للفساد وزيادة الشفافية، سيكون ذلك جيداً جداً على ما أرى. إقامة علاقات أفضل في مجالات التجارة، الزراعة والأفلام، وعلاقات أوثق بين جامعات بريطانيا وأربيل وإقليم كوردستان ستكون أمراً جيداً جداً إذا استطعنا تحقيقه.

* تشن تركيا حالياً هجمات مستمرة على المناطق الحدودية بإقليم كوردستان، ما الذي يقع على عاتق المجتمع الدولي من أجل استمرار السلام في إقليم كوردستان؟

اللورد يان أوستن: أعتقد أن بريطانيا وأميركا لا زالتا تحتفظان بقوات عسكرية لهما في أربيل. أنظري، أنا أرى ضرورة أن ندافع عن حقوق الشعب الكوردي، وأن نتحدث عنهم ونناقش أمورهم بملء أفواهنا في البرلمان. يجب أن ندرك أن الشعب الكوردي محاط بمنطقة صعبة للغاية. في نفس الوقت، أريد أن أرى سائر شعوب الشرق الأوسط تنعم بنفس الحقوق والحريات التي يتمتع بها الشعب في كوردستان. أعتقد أن كوردستان أنموذج يحتذى لكل المنطقة. عندما نرى الأوضاع السيئة جداً، في إيران مثلاً، ومنها انتهاك حقوق الإنسان، دعم الإرهاب في الشرق الأوسط وتخريب الاستقرار في كامل المنطقة، أعتقد أن علينا أن نعمل المزيد والمزيد لمساندة الشعب الكوردي، وأن نتفهم الظروف الصعبة التي يعانيها بلدهم.

* التقى نيجيرفان بارزاني وزير الدفاع يوم أمس ووزيرة الخارجية اليوم، وسيجتمع غداً مع رئيس الوزراء، ولنيجيرفان بارزاني علاقات واسعة مع دول أوروبا والشرق الأوسط. كيف تجدون زيارته هذه لبريطانيا؟

اللورد يان أوستن: كان أمرأ رائعاً أن استقبلنا الرئيس بارزاني في لندن. اجتمعت معه الليلة الماضية وأجرينا حواراً نافعاً جداً حول إقامة علاقات أوثق بين بريطانيا وحكومة إقليم كوردستان، وأعلم أن وزير خارجيتنا (السابق) زار أربيل مؤخراً. من الرائع جداً أن نلتقي الرئيس هنا أيضاً، ويجتمع مع رئيس وزرائنا وكبار المسؤولين في بلدنا. نحن بدورنا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل إقامة علاقات أمتن وأوثق بين بلدينا.

* ما الذي قدمه مجلس اللوردات البريطاني للشعب الكوردي حتى الآن؟

اللورد يان أوستن: قمت بزيارة كوردستان، وأدعو إلى علاقات أوثق بين المملكة المتحدة وحكومة إقليم كوردستان. أرجو أن تفعل المملكة المتحدة كل شيء في مجالات إقامة علاقات تجارية أمتن، خلق المزيد من فرص العمل والرفاهية، وأرجو أن تدعم حكومة إقليم كوردستان وتساعدها في تدريب المسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان ودعم الصناعة الزراعية وصناعة الأفلام في كوردستان، وأن تتعاون جامعات المملكة المتحدة بتقارب أكثر مع جامعات كوردستان. لنأمل مستقبلاً قوياً ومشرقاً لبلدينا.

 

 

آلا شالي- شبكة روداو الاعلامية

Top