• Saturday, 28 December 2024
logo

قائد ‹قسد›: تأثير الانسحاب الأمريكي من غربي كوردستان سيدوم للأبد

قائد ‹قسد›: تأثير الانسحاب الأمريكي من غربي كوردستان سيدوم للأبد

سلط تقرير أمريكي، نشر الثلاثاء، على «القلق» السائد لدى قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وما تبعه من انهيار الحكومة الأفغانية وانتشار الفوضى، وسط مخاوف من تكرار السيناريو ذاته في غربي كوردستان (كوردستان سوريا).

إذ لا تزال الذكريات المريرة لبدايات الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا، قبل ثلاثة أعوام، عالقة في أذهان ‹قسد›، عندما أذهل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جنرالاته بإعلانه سحب ألفي جندي أمريكي ممن كانوا يقدمون دعماً لـ ‹قسد› في محاربة داعش. ورغم أن ما حدث حينذاك أن ترامب تخلى عن فكرة سحب كامل جنوده، واكتفى بتخفيض العدد لأقل من النصف في العام التالي، إلا أن الأمر فتح الطريق أمام تركيا، لتشن حملتها العسكرية في شمال شرقي سوريا.

أثارت خطوة ترامب انتقادات كثيرة، ووصفت بأنها »خيانة للكورد». وعلق قائد ‹قسد› مظلوم عبدي على ذلك في مقابلة مع ‹واشنطن بوست› قائلاً: «إن أثر ذلك سيدوم للأبد».

ولا يزال هناك نحو 900 جندي أمريكي يتمركزون في مناطق واسعة خارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال شرقي سوريا، ويشاركون بشكل مستمر في محاربة فلول داعش، الذي يتراوح عددهم بحسب تقديرات التحالف الدولي، ما بين 8 إلى 16 ألف مسلح في كل من سوريا والعراق.

إدارة الرئيس بايدن، أرسلت خلال الأشهر الماضية قائد القيادة الأمريكية الوسطى، كينيث ماكينزي، إضافة إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، جوي هوود، لإجراء محادثات مع قادة ‹قسد› «لطمأنتهم»، وفق التقرير، كما أكدت الإدارة الأمريكية الحالية على أن شراكتها مع ‹قسد› ستبقى «متينة وقوية،» مشيرة إلى أن قواتها لن تغادر سوريا، في أي وقت من الأوقات.

ويقول التقرير، إن مظلوم عبدي، تحدث «بنبرة حذرة ومتفائلة حيال مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا»، خلال مقابلة أجريت معه داخل قاعدة عسكرية، واصفاً العلاقات مع واشنطن بقوله: (في حال التزم الأمريكيون بوعودهم، إننا نشعر اليوم بأن لدينا دعماً سياسياً وعسكرياً أقوى مما كان لدينا أيام الإدارة الأمريكية السابقة، مضيفاً أن زيارات المسؤولين الأمريكيين للمنطقة بعد قرار الانسحاب، حملت رسالة مفادها بأن لا نية لواشنطن في تغيير سياستها في سوريا».

ويعتبر الوجود الأمريكي في سوريا محوراً لتوازن القوى المتدخلة والمتداخلة في سوريا في النزاع السوري، لذا يرى قسم من المسؤولين الأمريكيين بأن كل منطقة تنسحب منها واشنطن تخلف ثغرة تسمح لقوات النظام أو لقوات موسكو أو أنقرة بالتقدم. فيما يؤكد قسم آخر على أن انتشار القوات الأمريكية يمنع القوات الإيرانية من إقامة جسر بري يسمح لهم بتمرير الأسلحة لحزب الله، حليفهم في لبنان.

وحول هذا الموضوع، نقل التقرير عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، بأن سياسة واشنطن تحاول الإبقاء على حالة من التوازن.

يشار إلى أن الانسحاب الأمريكي الجزئي في 2019، أعاد رسم خريطة شمال شرقي سوريا، بعد التخلي عن بعض المناطق لصالح الفصائل المسلحة المدعومة من قبل تركيا، واستيلاء قوات النظام والقوات الروسية على مناطق أخرى.

ومثّل الانسحاب الأمريكي الذي أعلن عنه ترامب ضوءاً أخضر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإرسال جيشه للتوغل في سوريا، ضمن صفقة تهدف إلى طرد ‹قسد›، المصنفة «إرهابية» من قبل أنقرة. وعلى إثر ذلك فر ما يقارب من 200 ألف مدني يعيشون في المناطق التي تخضع لسيطرة ‹قسد› بحثاً عن الأمان.

وبالرغم من تقارب خطوط التماس بين ‹قسد› والفصائل المدعومة تركياً، وحالة الهدوء السائدة اليوم، إلا أن تجدد الاشتباكات أمرٌ وارد في أية لحظة، في ظل تحذيرات قائد ‹قسد› من صعود داعش مرة أخرى.

وفي سياق متصل، تطالب ‹قسد› حكومات الدول الأجنبية بإجلاء الآلاف من مواطني تلك الدول، من المقاتلين الأجانب مع عائلاتهم، المحتجزين بمخيمات في المناطق التي تسيطر عليها ‹قسد›.

ويذهب التقرير في ختامه إلى القول: «بعد مرور عشر سنوات على الحرب الدائرة في سوريا، يبدو أن القوات الأمريكية سوف تبقى إلى أجل غير مسمى في شمال شرقي سوريا، وسط إصرار القوات الكوردية والإدارة الذاتية على أن يشمل أي حل للنزاع في سوريا تسوية سياسية تعترف بحقوق الغالبية الكوردية في هذه المنطقة».

 

 

 

باسنيوز

Top