• Saturday, 23 November 2024
logo

العراق يجمع "مختلفين" حول طاولة واحدة بحضور ماكرون الداعم لبغداد وأربيل

العراق يجمع

بعد سلسلة من القمم، العربية، والثلاثية، والثنائية، وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات بين رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وقادة دول عربية واقليمية وغربية، عقد في العاصمة العراقية يوم السبت 28 آب "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، الذي قال عنه نزار الخير الله المتحدث باسم مؤتمر القمة بانه "يهدف إلى "التعاون والشراكة وليست لمساعدة العراق"، مشيرا الى ان "استجابة قادة الدول كانت لمعطيات موضوعية منها الثقة بالدور العراقي المرتكز على سياسة التوازن وقدرة بغداد على أن لا تكون منطلقا للاعتداء على جيرانها".

ولكن ما هو مدى نجاح هذا المؤتمر، وما هي النتائج المترتبة عليه، خاصة وان حكومة الكاظمي ستنتهي خلال اقل من 90 يوما، حيث من المؤمل اجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في العاشر من تشرين الاول المقبل لتنتج برلمان جديد ورئاسات جديدة.

شبكة رووداو الاعلامية، حاورت السياسي الكوردي محمد إحسان، استاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، والوزير السابق في حكومة اقليم كوردستان، والسياسي العراقي المستقل عزت الشابندر، البرلماني السابق، لقراءة أهمية هذا المؤتمر ونتائجه.

لقاء المتناقضات

قال إحسان إن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، لقاء المتناقضات، حيث جمعت بغداد وبرعاية عراقية المختلفين فيما بعضهم حول القضايا الاقليمية على طاولة واحدة، واعني السعودية ووتركيا وقطر والاردن ومصر وايران اضافة الى فرنسا"، مؤكدا ان "ذلك بحد ذاته مكسب كبير لبغداد".

وأضاف إحسان انه "بعد القمة العربية الفاشلة، القمة االعربية الثالثة والعشرين، التي كانت قد عقدت ببغداد في اذار 2012، بسبب عدم التزام العرب بتعهداتهم إزاء بغداد من جهة، وارتماء العراق باحضان ايران من جهة ثانية، يأتي هذه الاجتماع الذي هو بمثابة مؤتمر قمة، خاصة وان الرئيس المصري والعاهل الاردني وأمير قطر ونائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، اضافة الى الرئيس الفرنسي، يحضرون بأعلى تمثيل رسمي، لتأكيد الدورين العربي والدولي للعراق والحفاظ على سيادته"، مستدركاً أن "العراق، كما برهنت الاحداث، لا يريد الحفاظ على سيادته وهيبته".

حضور ماكرون دعم لبغداد واربيل

وأعتبر إحسان حضور الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، "مهماً للغاية خاصة وان العراق على أعتاب اجراء انتخابات تشريعية، وقد يكون ذلك مهما لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وحكومته".

وعن اسباب عدم مشاركة الولايات المتحدة في هذا المؤتمر، رأى أنه "من المؤكد ان واشنطن لعبت من وراء الكواليس ادواراً مهمة في تشجيع بعض القادة العرب على حضور هذا المؤتمر ودعمت عقده بقوة".

أما عن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لاربيل، قال إحسان ان "الدعم الفرنسي معروف للكورد في المحافل الدولية ومنذ الثمانينات، وفي عهد الرئيس ميتران وبقية الرؤساء الفرنسيين"، مشيرا الى "دور باريس في حل المشاكل التي اندلعت بين بغداد واربيل في 16 تشرين الأول 2017، عندما جمعت بين رئيس الحكومة العراقية الاسبق حيدر العبادي ورئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني".

واعتبر إحسان زيارة ماكرون لاربيل، وهي الثانية لرئيس فرنسي بعد زيارة الرئيس فرانسوا هولاند، في شباط 2017، أنها "تأتي بمثابة تقديم االدعم الكامل للكورد وحكومة اقليم كوردستان في كافة المجالات وخاصة تشجيع الاستثمار والتأكيد على استقرار الاقليم، وهي خطوة دبلوماسية مهمة للغاية"، معربا عن امنيته بان "تلعب الدبلوماسية الكوردية في حكومة الاقليم دورا مهما لاستقبال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الاردني، الملك عبد الله بن الحسين، ومحمد بن راشد، نائب رئيس دولة الامارات وحاكم دبي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني".

إحسان أشار الى أن "هذا االمؤتمر، وبقية المؤتمرات هي بداية العمل وليس العمل كله، وان على بغداد والاطراف الاخرى ان تتابع وتعمل من أجل ترجمة نتائج الاجتماعات الى واقع ملموس، خاصة وان االدول المشاركة عبرت عن استعدادها لدعم العراق".

"لن تتحقق نتائج كبيرة"

من جهته، اعتبر السياسي المستقل، عزة الشابندر، عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة "خطوة مهمة لان يستعيد العراق بعضاً من دوره ويتصدر المنطقة"، مؤكدا على ان "الحوار مهم جدا بين قادة ووفود الدول المشاركة".

وشكك الشابندر بأن تتحقق "نتائج كبيرة" خلال هذا المؤتمر، وقال: "لا اتوقع تحقيق نتائج مهمة خاصة وان الحكومة في نهاية ولايتها، ولا اعتقد ان دول الجوار التي شاركت في المؤتمر مستعدة لعقد اتفاقات مع عهد حكومي غير معروف، وهل سيستمر هذا العهد ام لا، فعمر الحكومة شهر ونصف الشهر، حتى إجراء الانتخابات القادمة، فهل هذه الدول على استعداد لتنفيذ تعهداته واتفاقاتها، ان تعهدت واتفقت على تقديم اي شيء للعراق"، مشيرا الى "اننا شهدنا انعقاد قمم وتقديم تعهدات وتوقيع اتفاقيات مع عهود راسخة لكنها لم تنتج عن اي شيء".

الغياب السوري

واعتبر الشابندر عدم دعوة سوريا يشكل "نقصا في المؤتمر، بالمقابل مشاركة الرئيس ماكرون الذي هو رئيس دولة غير مجاورة للعراق".

وكان الشابندر قد نشر تغريدة على حسابه في تويتر اليوم السبت كتب فيها "حين تنعقد قمة بلاد الشام بدون (قلبها) لا نستغرب انعقاد مؤتمر جيران العراق وفرنسا في مقدمتها"، متسائلا: "كيف يمكن عقد قمة تضم جيران العراق وسوريا غائبة؟"، مشيرا الى انه "لم تتم دعوة سوريا لان حضورها سوف يتسبب باشكال مع تركيا وربما مع المملكة العربية السعودية".

وأوضح الشابندر ان "حضور الرئيس ماكرون يأتي لدعمه بعد عدم نجاحه في حل مشاكل بلاده الداخلية ومشاكل فرنسا مع اوربا، فكيف سينجح في حل مشاكل العراق، وهل يعرف الرئيس ماكرون مشاكلنا ومشاكل المنطقة أكثر منا، أم اننا يجب ان نثق بالمؤتمر بحضور اوربي او اميركي ويوثق ذلك اعلاميا".

"العراق لن يكون منطلقا للتهديد"

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أكد رفضه أن يكون العراق منطلقاً لتهديد أي جهة، مشيرا الى أن انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورية إقامة أفضل العلاقات مع العالم.

وقال الكاظمي، في كلمة خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، يوم السبت (28 آب 2021)، إن "العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات، وأن انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورية إقامة أفضل العلاقات مع العالم".

وأضاف: "تعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة للعراق"، مؤكداً أن "العراق يرفض استخدام اراضيه للصراعات الإقليمية والدولية، ونرفض أن يكون العراق منطلقا لتهديد أي جهة".

 

 

روداو

Top