خاتمة عمليات الأنفال (المرحلة الثامنة/ الأخيرة) في محكمة الأنفال
عبدالله جعفر كوفلي
في الذكرى 33 لعمليات الأنفال السيئة الصيت
المرحلة الثامنة لجريمة عمليات الانفال في منطقة بهدينان من 25/8/1988 إلى 6/9/1988 في محكمة الأنفال
جغرافية مسرح الجريمة
توقفت الحرب بين العراق وايران بتاريخ 8/8/1988 إلا أن صدام حسين والمتهمين الحاضرين استغلوا هذه الفرصة لإكمال جريمة الإبادة الجماعية، حيث وضعت مسؤولية خاتمة الانفال على عاتق الفيلق الخامس بقيادة الفريق الركن ( محمد يونس الذرب) والمتكونة من الوحدات التالية:
فرقة المشاة 16 قوات ذو الفقار المتكونة من ( لواء المشاة/1 ولواء المشاة /505 ولواء المشاة /606).
فرقة المشاة/4 قوات الضفادع المتكونة من ( لواء المشاة 29 ولواء المشاة 96 ولواء المشاة 5).
فرقة المشاة 1 قوات ابو عبيدة المتكونة من (لواء المشاة الالي 1 ولواء المشاة الاليى 27 ولواء المشاة 34).
فرقة المشاة 7 قوات المنصور المتكونة من( لواء المشاة 38 ولواء المشاة 39 ولواء المشاة 116).
بلغت عدد الوحدات التي شاركت في خاتمة الانفال (38) لواء من المشاة ولوائين للدبابات وثلاث كتائب مدفعية بالاضافة إلى الوحدات المتجحفلة وهى: ( الجهد الهندسي وطيران الجيش والقوة الجوية والصنف الكيمياوي والمجهود الحربي الخاص بفتح الممرات الجبلية و وحدات الاستخبارات العسكرية).
المخطط الجرمي
في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 23/8/1988 قامت طائرات عراقية حربية وسمتية بقصف القرى الواقعة في حوض (نهيليا) التابعة لناحية ديرلوك/ العمادية بالسلاح الكيمياوي ومنها قرية (شيرانة وايكمالة وصاركى وبيى). وفي 24/8/1988 كررت الطائرات ضربتها الجوية على أكثر مناطق بهدينان، تمهيدا لهجوم بري كبير. وفي 25/8/1988 سيطرت القوات على الطرق الرئيسة وسدت جميع المنافذ أمام المدنيين الساكنين في هذه المنطقة الجبلية الواسعة، التي تشمل أقضية (زاخو، العمادية، عقرة، شيخان، سميل، سور، بارزان، سوران)، كما ركزت القوات العراقية جهدها بالسيطرة السريعة والكاملة على الحدود الفاصلة بين العراق وتركيا وغلقها بشكل محكم، وفي نفس صباح يوم 25/8/1988 قصفت القرى( كاني ماسى، بيكوفا، مانكيش، توكا، كةلناسكى، برجيني، تلاكرو، ورميلي، مازى، بليجان، باني)، بالإضافة إلى قرى(إكمالة، شيرانة، كيزى، ديرةش، رديني، كوركى، بةنائيا، رةزيكى) قصفا كيمياويا شمل الكثير من قرى المنطقة، وسقط الاف القتلى ورغم جميع الاجراءات والعنف العسكري والصربات الكيمياوية إلا أن نحو (80 )الف مواطن استطاع الهرب إلى المناطق المتاخمة للحدود التركية، فمنهم من عبروا الحدود قبل غلق المنافذ، ومنهم من وقع في أسر الجيش، وتم نقلهم إلى قلعة نزاركي ولم يشاهد منهم اي شخص إلى يومنا هذا، ومنهم من اختفوا في الوديان والجبال حيث كانوا يرون الجنود من بعيد وهم يحرقون قراهم وينهبون ممتلكاتهم.
الادلة الثبوتية لجريمة الانفال الثامنة (خاتمة الانفال)
أولا: الوثائق التحريرية
هناك العشرات بل المئات من الوثائق الدامغة التي صدرت من رئاسة الجمهورية ولجنة تنظيم الشمال ومكتب تنظيم الشمال والقيادات العسكرية الاخرى تؤكد تنفيذ خاتمة الانفال في منطقة بهدينان نختار الجزء الاهم منها :
الوثيقة المرقمة (1122 في 21/8/1988 )الصادرة من رئاسة أركان الجيش والسري للغاية وشخصي، والموجه إلى قيادة الفيلقين الاول والخامس، وموضوعها توجيهات ومكتوبة باليد وتتضمن الفقرة الاولى(يجري تحديد التجمعات السكنية في قاطع فوج/5 وتعالج بالضربات الخاصة والمكثفة قبل الشروع ب(48) ساعة لخلق حالة الذعر في صفوفهم، ومنعهم من التعاون مع المخربين مع متابعة تنقلهم ضمن المنطقة، مع ضرورة الحذر الشديد من القرى السكانية المتاخمة للحدود العراقية التركية).
ونوضح للمحكمة، بان هذه الوثيقة تتكون من (13) فقرة كل واحدة منها تعتبرجناية بحد ذاتها والوثيقة مذيلة بتوقيع المتهم (حسين رشيد التكريتي) ويعني أنه أشرف على إعداد الوثيقة وهي موقعة من قبل المتهم الهارب (نزار عبدالكريم الخزرجي) عليه فإن الوثيقة تثبت أثباتا كاملا بأنها تخطط لجريمة الابادة الجماعية.
ثانيا: اعترافات المتهمين
اعترف المتهمون كل من (علي حسن المجيد، وسلطان هاشم أحمد، وحسين رشيد التكريتي، وصابر عبدالعزيز، وفرحان مطلك الجبوري، وطاهر توفيق العاني) بارتكاب جريمة الانفال بمراحلها الثمانية وبدوره المحدد في تلك العمليات.
ثالثا: تقارير الخبراء الدوليين
تلك التقارير التي تم فيها توضيح جرائم المتهمين بشأن الاصابات بالاسلحة الكيمياوية، وكيفية استعمالها في قتل المواطنين من أهالي القرى في المنطقة.
كانت حصيلة عمليات الانفال بمراحلها الثمانية:
( تدمير 2451 قرية وازالتها من على وجه الارض – تدمير أكثر من 1344 مدرسة ابتدائية ومتوسطة – انفلة 182000 نسمة من مواطني كوردستان بين قتيل ومعدوم ومفقود – هروب مئات العوائل إلى ايران وتركيا – الاستيلاء على ممتلكات المواطنين بما فيها المحاصيل الزراعية المخزونة – تدمير البيئة الطبيعية وحرق المراعي والبساتين والغابات – القضاء على الثروة الحيوانية – تدمير وردم عيون الماء واباره وتخريب مصادره – أتباع سياسة الارض المحروقة- تلغيم المنطقة بالالغام ضد الافراد والاليات لمنع عودة الحياة اليها).
’’جزء من كتابنا: قرية ميركةتى الابادة الجماعية المنسية’’
باسنيوز