• Monday, 23 December 2024
logo

مرشد إيران يقر بفداحة الوضع الوبائي.. والسلطات ترد بالإغلاق

مرشد إيران يقر بفداحة الوضع الوبائي.. والسلطات ترد بالإغلاق

أقر المُرشد الإيراني، علي خامنئي، عبر خطاب متلفز له، بالخطورة الهائلة التي يشكلها وباء كورونا على الإيرانيين، واصفاً إياه بـ "المرض الوحشي"، متعهدا بأن يكون هذا الوباء القضية الأولى أمام الدولة ومؤسساتها بعد اليوم.

اعتراف المرشد الإيراني جاء بعد التفشي الكبير للفيروس في الأوساط الشعبية الإيرانية، حيث تقول الأرقام الرسمية إن أعداد الوفيات اليومية بسبب الوباء لم تقل عن 600 حالة منذ شهر على الأقل، فيما وصلت أعداد مجموع المصابين إلى أكثر من 4.5 مليون مصاب، مات منهم قرابة 97 ألفاً.

وتقول الأرقام الرسمية إن هذه الإحصائية أقل بكثير من الأرقام الحقيقية، التي تخفيها المؤسسات الحكومية الإيرانية.

وفي أوائل العام الجاري، وبينما كان وباء كورونا في أوج أنشاره في مختلف أنحاء إيران، قلل المُرشد الإيراني من خطورته، مؤكداً إنه سيختفي عما قريباً، واصفاً جهود سلطاته بأنها "إنجاز تاريخي".

لكن الأخطر كان في منع المرشد الإيراني استيراد اللقاحات المضادة لهذا الوباء من كُل من الولايات المُتحدة والمملكة المُتحدة، متجاوزاً كل الاستشارات والمعطيات التي قدمها المختصون الإيرانيون، سواء عبر تقارير خاصة، أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووصف المنتقدون عملية منع اللقاح بـ"القتل الجماعي"، مشيرين إلى أمر المرشد بعدم إيقاف الاحتفالات الدينية، التي كان لها تأثير بالغ على تصاعد حدة الوباء داخل البلاد.

ناشطون إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، حاولوا إحصاء أعداد الإيرانيين الذين سقطوا طوال ثمانية أشهر من تحريم ومنع المُرشد الأعلى لاستيراد اللقاح، متوقعين أن يكون أعداد الضحايا هؤلاء بين 20 و35 ألف ضحية، إلى جانب أكثر من 400 ألف مصاب جديد، يتحمل المُرشد مسؤولية ما حدث معهم بسبب قراراته التي وصفوها بالإيديولوجية والمزاجية.

"نعمة" تحولت إلى نقمة

الناشط الحقوقي الإيراني بيروز شمراني، شرح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، الدوافع التي تدفع النظام الإيراني لاتخاذ مثل هذا السلوك الخاص "كان المسؤولون الإيرانيون المركزيون يعتبرون وباء كورونا بمثابة نعمة، فانتشار الفيروس جاء في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران منذ أواخر العام 2019، بعد ثورة الوقود الشهيرة، وامتدت حتى أواسط العام 2020".

وأضاف أن السلطات الحاكمة استغلت موجة الوباء، وكبتت المجتمع الإيراني تماماً، وما كانت تسعى حقيقة للقضاء عليه. من جهة أخرى، فأن السلطات الإيرانية منعت استيراد اللقاح كي تظهر كجهة وسلطة قوية في مواجهة هذا الوباء".

يتابع الناشط شمراني حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، "لكن التوجهين فشلا تماماً. فقد عادت التظاهرات اعتباراً من أوائل فصل الصيف الحالي، وانتشر الوباء بطريقة غير قابلة لأي ضبط، فاعترفت السلطة وأقرت بتهور قراراتها، حتى وإن فعلت ذلك بشكل غير مباشر".

واستجابة لخطاب المرشد الأعلى، أعلنت السطات الإيرانية أنها ستعلن إغلاقاً عاماً لمُدة ستة أيام كاملة، تُغلق فيه الأسواق وكل المؤسسات التعليمية وصالات الألعاب ودوائر الدولة، إلى جانب منع التنقل بين المحافظات أو حتى داخل المناطق في المحافظة الواحدة، كي تتمكن من التغلب على الموجة الخامسة من الفيروس. فيما أعلن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن حكومته قد أتخذت كافة الخطوات لاستيراد 62 مليون جرعة مضادة للفيروس، ستصل البلاد عما قريب.وكانت السلطات الإيرانية قد قالت إنها صنعت لقاحاً محلياً مضاداً للفيروس، مضيفة إنه يوفر حماية بنسبة 85 في المائة من فايروس كورونا. لكن السلطات الإيرانية لم تعلق عن أية تفاصيل حول اللقاح المذكور، مما دفع بالمعلقين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستهزاء به، معتبرين لأنه تحول إلى سر مثل البرنامج النووي، "أنه سر مثل البرنامج النووي، تم تصنيعه وتلقيح السكان به، لكن أحداً لم يره".

Top