هل عانيتم بسبب قيود السفر الجوي ذات الصلة بكورونا؟
مرة أخرى يعود موسم السفر الصيفي، للعام 2021 وخطر كورونا لايزال يحبط آمال كثيرين، كانوا يأملون في سفر سهل، وخال من المشاكل، بعد أن غير انتشار الفيروس في ذروته، من كل قواعد السفر، وأدى إلى تقطع السبل بكثيرين في مطارات حول العالم.
منذ مايقارب العامين اتخذت معظم الدول، قرارات بوقف رحلاتها، من وإلى الخارج، في محاولة لوقف انتشار الوباء عالميا، وبات منظر طائرات الركاب المتوقفة دون حركة، في العديد من المطارات، أمرا مألوفا، وبعد مرور كل هذه الفترة، كان كثيرون في أنحاء العالم، يعولون على عودة كاملة لحركة الطيران بين كل دول العالم، بحلول صيف هذا العام، لكن مايحدث على الأرض يبدو عكس ماتوقعه الناس.
الإجراءات لاتزال معقدة
في معظم الدول ماتزال الإجراءات المعقدة، تحول دون حرية السفر ،سواء لتمضية الإجازات، أوللقاء الأهل والأحبة، فهناك كثيرون من أبناء المنطقة العربية، ممن يعملون ويقيمون في دول مختلفة من العالم ،وربما مر على كثير منهم، عامان كاملان دون رؤية أهليهم وذويهم في بلدانهم الأصلية، وهم عاجزون عن القيام برحلة طيران، سواء بفعل قواعد تقيد سفرهم،خشية نقل الوباء أو بفعل رسوم باهظة، يحتاجون لدفعها في حجر صحي بعد العودة من بلدانهم أو في إجراء فحوص طبية، سواء في البلد الذي سيبدأون منه رحلتهم أو في البلد الذي سيصلون إليه.
وحتى تلك الدول المصنفة ضمن القائمة الخضراء، من قبل دول مثل بريطانيا فإنه يشترط على القادم منها للمملكة المتحدة، أن يكون قد حصل على جرعتين من اللقاح المضاد لكورونا، وهو شرط تطالب به عدة دول أخرى في العالم، مغفلة أن اللقاح قد لايكون متاحا لكل الناس، في كل الدول، وهو ما يجعل الأمر غير عادل حتى من وجهة نظر منظمة الصحة العالمية.وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش قد قال في إيجاز صحفي له مؤخرا في جنيف، بأن السفر إلى الخارج يجب ألا يكون مشروطا بمطلب التطعيم الإلزامي ضد فيروس كورونا، وقال ياساريفيتش: "صرّحت منظمة الصحة العالمية بوضوح منذ البداية: لا نعتقد أن التطعيم يجب أن يكون شرطا للسفر الدولي".
واضاف المتحدث باسم الصحة العالمية أن الأساس في هذا الموقف يتمثل في أنه طالما لا توجد إمكانية متساوية لوصول الجميع إلى اللقاحات ضد كوفيد في العالم، فإنه لا تجدر "إضافة نقطة أخرى للتمييز" ضد الأشخاص الذين ليس لديهم مثل هذه الإمكانية للوصول.
غير عادلة
وكانت أصوات عدة قد تعالت في دول غربية، تطبق إجراءات معقدة للسفر منتقدة سياسة الحكومات في هذا الصدد، وقائلة بأن الحظر لايسري على الجميع، إذ أن طائرات رجال الأعمال الأثرياء، ظلت تهبط في مطارات أوربية في ظل تساهل من قبل السلطات، في وقت يبدو فيه المواطنون العاديون، غير قادرين على السفر سواء بفعل القيود أو لعدم قدرتهم على دفع التكاليف الأخرى المتعلقة بالحجر الصحي، أو بالفحوص الخاصة بكورونا.
وقد كتب كثيرون، خلال البطولة الأوربية الأخيرة لكرة القدم، عن التساهل الواضح مع الآلاف من المشجعين والفرق الرياضية، التي كانت تلعب مبارياتها في عواصم أوربية عدة، وتساءلوا عن السر، وراء التساهل مع هؤلاء رغم أن الخطر واحد.
الجانب العربي أيضا
في الجانب العربي كانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت مؤخرا أن المملكة ستعاقب مواطنيها، الذين زاروا دولا تحظر زيارتها، بسبب تفشي فيروس كورونا، بالمنع من السفر لمدة 3 سنوات، في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا وانتشار سلالة جديدة من الفيروس.
وأكدت الوزارة على استمرار منع السفر، سواء مباشرة أو عن طريق دولة أخرى، إلى الدول المعلنة، وأي دول أخرى لم تتم بعد السيطرة على الجائحة فيها أو ثبت انتشار السلالة المتحورة من الفيروس فيها، في حين طالب مغردون بسحب جواز سفر كل من يخالف القانون ومنعه من السفر لمدة لا تقل عن عشر سنوات، مع فرض غرامات مالية مؤثرة.
ويطال هذا القرار أيضا العاملين في المملكة العربية السعودية، من دول عربية وغير عربية، ترد أسماؤها في القائمة السعودية المحظورة، وقد اشتكى كثيرون منهم من معاناتهم، بسبب عدم تمكنهم من زيارة أسرهم لفترة طويلة،بسبب القيود المفروضة، في حين يواجهون التهديد بعدم العودة إلى أعمالهم في السعودية، في حالة ماقاموا بالسفر إلى بلدانهم، وقد ناشد مصريون السلطات السعودية، مراجعة حالة الوضع الوبائي في مصر، وفتح المجال الجوي لمصر واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن الحفاظ على الصحة العامة في السعودية.