مخلفات السياح تهدّد الطبيعة في إقليم كوردستان ومطالبات بالحفاظ على النظافة
تعدّ مياه الأنهار مصدراً رئيساً لتنشيط قطاع السياحة في المناطق الجبلية، وهي على وشك الخراب وفقدان قيمتها الاقتصادية بسبب القاذورات والأزبال.
وفي حين يأتي السياح من مناطق مختلفة من أنحاء العراق قاصدين الطبيعة ومياه الشلالات في إقليم كوردستان، تثير القاذورات ومخلفات السائحين في تلك الأماكن استياء آخرين، حيث تقول سائحة من بغداد قصدت شلال كلي علي بك: "جئت من بغداد من أجل المياه، لكنهم لوّثوها ولم تعد تصلح للسباحة فيها".
وتظهر المناظر من أمام نهر كاني ماران في سوران، واقع الامر، فالسائحين يستجمون في ظلّ الطبيعة والبيئة والمياه، يسبحون، لكن محيطهم مليء بالأزبال، وبعد أخذهم القسط الكافي من النوم القوا بوسائدهم أيضاً في المياه.
وأكد سائحون لشبكة رووداو الإعلامية أنهم يأتون إلى إقليم كوردستان بقصد الترويح والاستجمام في مصايفها، لافتين إلى انزعاجهم من القاذورات الموجودة في الأماكن السياحي.وقالت نهى رائد، وهي سائحة عربية لرووداو، "نأتي إلى هنا لنروح عن أنفسنا، نؤكد على النظافة في المصايف والمياه، لأنه إن تلوّثت المياه لن يتمكن المرء من التنفس والأطفال لن يستطيعوا اللعب بالمياه، لذلك نوجّه ونؤكد على نظافة المكان ونظافة المصايف".
لا يختلف المشهد في نبع جنديان في رواندوز، المناظر تبيّن أن الأشخاص الذين استظلّوا تحت أشجار هذا المكان القوا بمخلفاتهم والقاذورات في مياه النبع الصافية، في حين توجد في المكان وباقي المصايف السياحية أيضاً حاويات للأزبال، وعمّال نظافة.
بدوره، يقول عكيد كريم، وهو مالك لمصيف سياحي في تلك المنطقة إنه "لدينا 40 خيمة، ونضع في كل خيمة حاوية لجمع المخلفات، إلى جانب وجود 4 عمال نظافة للحفاظ على نظافة المكان، لكن السائحين لا يلتزمون بالتعليمات البيئية".
وعلى طول المسافة الواصلة بين شقلاوة وحاج عمران، لا يوجد نهر يخلو من الأزبال، حيث تتصارع أمواج الماء في أماكن عديدة مع مخلفات السيّاح.
وتعتزم الحكومة في إقليم كوردستان إلزام الشركات السياحية ومالكي الأماكن السياحية باجراءات الحفاظ على النظافة، بشكل تام.
من جانبه، قال قائممقام قضاء سوران هلكورد شيخ نجيب، لشبكة رووداو الإعلامية إنه "في اجتماعنا الأخير وضعنا آلية تجبر الشركات السياحية وكذلك أصحاب الأماكن السياحية على الالتزام بالمحافظة على نظافة الأماكن، هذا موضوع مهم المياه على وشك الخراب"، مضيفاً أن "المياه هي المصدر الرئيس لأحياء المنطقة، وهي مصدر لتأمين مياه الشرب لمناطق ونواح عديدة".
ويتزايد عدد السياح الوافدين إلى مصايف إقليم كوردستان، مع ارتفاع درجات الحرارة في عموم العراق، وخاصة في أيام العطل والأعياد.
ويقول المسؤولون المعنيون إن الحكومة تقدم التسهيلات اللازمة لمجيء السياح في جميع مداخل إقليم كوردستان، الأمر الذي يسهم في ارتفاع أعداد السياح من بقية مناطق العراق.
وأوضح المتحدث باسم هيئة سياحة إقليم كوردستان، نادر روستي، في وقت سابق، لشبكة رووداو الإعلامية أنه تم اتخاذ كافة الاستعدادات مسبقاً لاستقبال السياح خلال عطلة عيد الأضحى، مبيناً أن عدداً كبيراً من السياح توجهوا إلى إقليم كوردستان خلال الفترة الماضية "ويمكن القول إن عدد السياح الوافدين في اليوم الواحد بلغ أكثر من 10 آلاف سائح ونتوقع زيادة العدد مع حلول عيد الأضحى".
وسبق أن أصدرت وزارة الصحة في إقليم كوردستان تعليمات تعفي الأشخاص الحاصلين على جرعتي لقاح كورونا أو الذين يملكون نتائج فحوصات أجريت قبل مدة لا تتجاوز الـ48 ساعة تثبت خلوهم من الفيروس، من إجراء فحص كورونا.
ويوجد في إقليم كوردستان أكثر من 625 فندقاً و80 قرية سياحية والمئات من المواقع السياحية والأثرية.
وفي الأعوام من 2013 وحتى 2020، وفد 16 مليوناً و660 ألفاً و694 سائحاً إلى إقليم كوردستان.
أما في النصف الأول من العام الحالي، فقد دخل إلى إقليم كوردستان، نحو مليون و700 ألف سائح.
روداو