• Wednesday, 25 December 2024
logo

تقرير امريكي عن وفاة شاب تحت التعذيب في سجون إدارة PYD : "جريمة بشعة" هزت شمال وشرق سوريا

تقرير امريكي عن وفاة شاب تحت التعذيب في سجون إدارة PYD :

أثار خبر وفاة الشاب الكوردي أمين عيسى أمين العلي تحت التعذيب في سجون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، غضبا عارما على وسائل التواصل الاجتماعي ، كما أثار صدى اعلامياً واسعاً .

تقرير صحفي أمريكي ، اليوم الثلاثاء ، قال أن "جريمة بشعة" هزت في الساعات الماضية مناطق شمال وشرق سوريا ، حيث توفي الشاب، أمين عيسى (35 عاما) تحت التعذيب في سجون "حزب الاتحاد الديمقراطي PYD "  ، بحسب اتهامات وجهتها عائلته .

تقرير لموقع "الحرة" الأمريكي ، طالعته (باسنيوز) ، قال انه يمتنع عن نشر صور لجثمان الشاب لقساوة المشهد ، حيث يظهر على جسده آثار تعذيب، من الرأس وحتى القدمين.

أمين عيسى أمين (35 عاما) توفي تحت التعذيب في سجون حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

ويعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي PYD " أبرز الأحزاب الكوردية في مناطق شمال وشرق سوريا، والتي يفرض سيطرته عليها منذ سنوات بغطاء جناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" (العماد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية).

"لا تعليق"

ويمضي التقرير ، بالقول ان كنعان بركات، الرئيس المشترك لـ "هيئة الداخلية" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" لم يجب على أسئلة موقع "الحرة" للتعليق على ملابسات وفاة الشاب تحت التعذيب، على الرغم من قراءته للأسئلة بعد وصولها إليه عبر تطبيق المحادثة "واتساب".

من جانبه، قال مسؤول في "هيئة الإعلام" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" لموقع "الحرة" إن التعليق على الحادثة "مستحيل"، مؤكدا أنه "لا يوجد أحد مخول للرد".

جثة الضحية وعليها آثار التعذيب

في حين رفض مسؤول رفيع في "حزب الاتحاد الديمقراطي" الإدلاء بأي تصريح ، قائلاً ان بياناً رسمياً سيصدر بالصدد.

"الجريمة مدانة وممنهجة"

في المقابل، يقول، عبد الباسط حمو، عضو المكتب السياسي لـ"الحزب الديمقراطي الكوردستاني ــ سوريا"، إن وفاة الشاب أمين تحت التعذيب "هي جريمة ضد الإنسانية وممنهجة، ارتكبت بحق ناشط كوردي بريء بعد أن تم استدعائه واختطافه".

ونقل تقرير الموقع الأمريكي عن حمو، قوله أن الشاب "كان معتقلا في أقبية وسجون ما يسمى بالإدارة الذاتية. هناك علامات تعذيب وتنكيل بجثته، وهذا دليل على أن أمين كان صامدا أمام قضيته الكوردية والسورية".

ومن المرتقب أن يصدر الحزب الذي ينتمي إليه الشاب أمين بيانا في الساعات المقبلة.

ويشير حمو إلى أن "الجريمة مدانة من كل الناس وأعتقد أنها ستكون ذات تأثير كبير على الساحة الكوردية وعلى الحوار الكوردي- الكوردي".

أمين عيسى أمين (35 عاما) توفي تحت التعذيب في سجون حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

ويتابع: "ستبلغ تفاصيل الحادثة للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وجميع مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية".

وعن الأسباب التي استدعت اعتقال أمين ومن ثم وفاته يوضح حمو أن ذلك يرتبط بنشاطه السياسي في "الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا" وأيضا في "المجلس الوطني الكوردي ENKS ".

وتحدث حمو أن أمين كان "شخصا معروفا بنزاهته الوطنية وأسلوبه السلمي، فهو إنسان محسوب على القضية السياسية الكوردية".

"تفاصيل الحادثة"

وينحدر الشاب أمين من ريف مدينة الدرباسية في محافظة الحسكة، وهو من مواليد عام 1986، وكانت قوى "الأمن الداخلي" (الآسايش) قد اعتقلته في يوم 22 من شهر مايو/أيار الماضي، بعد مداهمة مفاجئة نفذتها على منزله، وهو الأمر الذي لم تعلق عليه الأخيرة حتى الآن.

وفي الوقت الذي لم ترد السلطات الأمنية في مناطق شمال شرق سوريا على الاتهامات الموجهة ضدها، تحدث أحد أقرباء الضحية لموقع "الحرة" عن ملابسات الجريمة "التي تشابه جرائم التعذيب المرتكبة في سجن صيدنايا"، بحسب تعبيره.

ويقول هژار أمين ابن عم الشاب الضحية لموقع "الحرة": "في يوم 22 من مايو/أيار الماضي اعتقلت دورية تابعة لقوات الآسايش ابن عمي أمين، ومن ثم تبين لنا أنه نقل إلى سجون النيابة العسكرية التابعة للإدارة الذاتية، رغم أنه مدني وليس عسكريا".

ويضيف أمين أن محاولاتهم الأولى في معرفة أسباب الاعتقال باءت بالفشل، لتعلم عائلته بعد أيام أنه يخضع لتحقيقات من أجل الحصول على إفادات و"شهادات" تتعلق بشخص آخر يقيم بالقرب منه.

ويتابع ابن عم الضحية: "بعد وساطات تمكنت من الحصول على رد من قبل هافار روبار المسؤول عن النيابة العسكرية. قال لي: (وعد شرف الشاب أمين هو ضيف لدينا، وهو شاهد على قضية تندرج تحت بند استغلال منصب وظيفي لأحد الأشخاص من جيرانه. سنسأله كم سؤال ونعيده)".

وزاد هژار أمين أن هافار روبار المسؤول عن "النيابة العسكرية" في شمال وشرق سوريا هو "تركي الجنسية"، ملمحا خلال حديثه إلى أنه يتبع لـ"حزب العمال الكوردستاني PKK ".

ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من هوية "روبار هافار" والتفاصيل الأخرى المتعلقة بمركزه الأمني في المنطقة.

"مماطلات طويلة"

ومنذ اليوم الأول لاعتقاله وحتى يوم 27 من يونيو/حزيران الحالي لم تحصل عائلة الشاب أمين على أي رد واضح حول أسباب اعتقاله أو وضعه الصحي، وبحسب ابن عمه كان يعاني من "تدلي في الصمام التاجي" بالقلب، وبنفس الوقت مريض بالغدة الدرقية.

وإلى جانب تواصله مع المسؤول عن "النيابة العسكرية" أشار ابن عم الضحية إلى أنه تواصل مع نوري محمود الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" من أجل معرفة أسباب الاعتقال.

ويقول "كذّب علّي أيضا بعد مماطلات استمرت لأيام".

وقبل اعتقاله منذ قرابة شهر كان الشاب أمين عيسى أمين مدرسا للغة الإنكليزية في ريف محافظة الحسكة، ويعمل أيضا في مكتب عقاري، ولديه ولدين.

وكان يشغل أيضا منصب عضو اللجنة الفرعية لـ "الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا"، وهو ابن أخ بشار أمين عضو المكتب السياسي في الحزب المذكور.

ويقول ابن عمه في سياق تصريحاته: "المشكلة الأكبر أننا اليوم نتحدث عن وحوش ومسالخ صيدنايا، والتي يبدو أنها موجودة لدينا ونحن لا نعرف هذا الشيء".

ويضيف أنهم لم يستلموا جثة الشاب أمين بشكل مباشر من قبل القوات الأمنية التي اعتقلته أو من قبل "النيابة العسكرية"، بل من "مشفى الشعب" (المشفى الوطني في الحسكة)، بعد إبلاغهم بذلك من قبل الطبيب عبد القادر عبدو، والذي كان أحد الأصدقاء المقربين من الشاب المتوفي.

ويوضح هژار أمين: "كتب على جثة ابن عمي عبارة شخص مجهول، ولم تسلم لنا أي سجلات. لم أتعرف عليه أولا نتيجة التعذيب الكبير، لكني تأكدت بعد التدقيق في جسده ، وعرفته من الوشم الذي كان على كتفه".

ويشير ذات المتحدث: "نحن لا نطلب اعتذارات، بل نريد تفاصيل وملابسات الجريمة. لم نحصل على أي رد حتى الآن. لهذه الدرجة الإنسان رخيص".

"أساليب وحشية"

وأشار الموقع الأمريكي الى انه حصل على تقرير للطبيب الشرعي الذي كشف على جثة الشاب أمين بعد استلامها من "مشفى الشعب"، في ساعات متأخرة من ليل الاثنين.

وجاء في التقرير الذي لم يصدر عن سلطات شرق سوريا بشكل رسمي، بل من قبل "طبيب مستقل" أن الشاب أمين تعرض لكسر في الفك ونزيف داخلي في الجمجمة واقتلاع كافة الأسنان من الصف السفلي.

وأفاد التقرير الشرعي أن الجثة تظهر آثار ضرب على الركبة، وضربات بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس، إلى جانب حروق من خلق الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار.

وهناك أيضا آثار لضربات قاسية على البصلة السيسائية وضرب بالشفرات على الجهة اليسرى من الوجه، فضلا عن حروق في اليدين من تحت الإبط إلى الكف وحفر في جلدة البطن وآثار واضحة للصاعق الكهربائي على بطنه وخصيته.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل صحفيون وكتاب كورد مع حادثة وفاة الشاب أمين.

وطالبوا بضرورة الكشف بشكل كامل عن ظروف الاعتقال والتعذيب التي تعرض لها.

الصحفي، همبرغان كوسا كتب عبر "فيس بوك": "نحتاج إلى لغة خاصة وجديدة ، إلى قواميس مبتكرة تحتوي مفردات ومصطلحات تليق بالأوغاد الذين عذّبوا وقتلوا الشاب، أمين عيسى أمين".

وأضاف: "كل لغات شعوب العالم وقواميسها ومفرداتها لا تستطيع أن تعبر عن شيء من الوحشية التي وجدناها في الصور. هذا الحدث هو تعذيب جماعي لشعب كامل وقتل لأمة كاملة. أمة تلقّت رصاصة في مجزرة عامودا، وماتت على جثمان أمين".

من جهته قال الناشط الحقوقي الكوردي البارز، المحامي مصطفى أوسو إن حادثة وفاة الشاب أمين هي "جريمة يجب ألا تمر دون تحقيق علني وشفاف للكشف عن أسبابها وتفاصيلها وملابساتها".

وأضاف عبر حسابه الشخصي في "فيس بوك": "يجب تحويل جميع مرتكبيها والمتورطين فيها والمسؤولين عنها لمحاكمة عادلة لمحاسبتهم ومعاقبتهم عنها".

"جريمة ضد الإنسانية"

في غضون ذلك يرى المحامي والحقوقي الكوردي، فيصل بدر أن حادثة اعتقال الشاب أمين ووفاته تحت التعذيب "على يد سلطات PYD  هي "انتهاك لجميع المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وهي تعتبر جريمة ضد الإنسانية في جميع الأحوال".

ويقول بدر في تصريحات لموقع "الحرة" : "ما يحز في النفس أنه في بلد مثل سوريا تتنازعه سلطات أمر واقع مدعمة باحتلالات يجعل من محاسبة وملاحقة مرتكبي الانتهاكات أمرا مستحيلا في الوقت الحالي".

ويتابع الحقوقي وهو صديق والد الضحية: "ما لم تتوافق الإرادات الدولية على إنشاء آلية محاسبة شفافة وعادلة لكل من أجرم بحق السوريين، وهو ما نتأمله يوما ما".

واللافت أن حادثة وفاة الشاب أمين تأتي بعد ثلاثة أيام من وفاة الخمسيني "حسين حسن عباس" بعد اعتقاله من قبل القوات الأمنية التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي PYD " بمدينة كوباني (عين العرب) ، وذلك بحسب ما ذكر ابنه صفيان حسين عبر حسابه في "فيس بوك" ووفقا لبيان أصدرته "المنظمة الكوردية لحقوق الإنسان في سوريا".

وقال الشاب بحسب ما رصد الموقع الأمريكي في تقريره : "استشهد والدي حسين حسن عباس في سجون PYD بعد تعذيبه نفسيا وعقب اعتقاله قبل سبعة أشهر مع كامل العائلة كرهائن مقابل تسليم أحد أبنائه المنشقين عن الإدارة".

بدورها قالت المنظمة الحقوقية الكوردية في بيانها: "صباح 26 يونيو /حزيران الحالي سلمت القوى الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية جثة عباس لزوجته، بعد سبعة أشهر من الخطف، من دون معرفة أسباب الوفاة".

وأضافت أن اعتقاله جاء بسبب انشقاق ابنه شكري عباس عن "الإدارة الذاتية"، بعد شغله لمنصب مسؤول الجمارك في مدينة منبج.

 

 

باسنيوز

Top