• Saturday, 15 March 2025
logo

ليس داعش .. من هو "العدو الخفي" الذي يُغرق مدن العراق بالظلام؟

ليس داعش .. من هو

أثارت عمليات الاستهداف المتكررة التي تعرضت لها أبراج الطاقة الكهربائية، قلق العراقيين والحكومة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحراراة التي قاربت الـ50 درجة في المحافظات الوسطى والجنوبية.

وتعرضت أبراج نقل الطاقة الكهربائية في محافظات ديالى، صلاح الدين، نينوى، كركوك، وأطراف بغداد الشمالية، إلى تفجيرات مستمرة خلال الفترة الماضية تسببت بتراجع كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية لأغلب المدن العراقية وانقطاعها بشكل كامل عن بعضها مثل الناصرية والكوت والمثنى والديوانية.

طائرات مسيرة وكاميرات حرارية

وكشفت وزارة الداخلية العراقية مؤخراً، عن خطط لتوظيف طائرات مسيرة لحماية خطوط نقل الطاقة، وفقا للمتحدث باسم الوزارة، اللواء خالد المحنا.

وأكد المحنا "السعي لاستخدام الطائرات المسيرة في حماية الخطوط الكهربائية"، مشيراً إلى أن "هناك تفاوضا مع شركات صينية بهذا الصدد، فضلا عن وجود دعم دولي للعراق في هذا المجال".

وأشار المتحدث إلى أنه "سيتم توقيع عقد لجلب طائرات لحماية الحدود وحماية خطوط الكهرباء والمنتجات النفطية".

من جانبه ، دعا المتخصص في مجال الطاقة فرات الموسوي إلى الاستعانة بكاميرات حرارية لمراقبة أبراج الطاقة بدلاً من حمايتها عن طريق القطعات العسكرية، فيما يشير إلى أن أبراج الطاقة تسير بمناطق وعرة يصعب حمايتها بالطرق التقليدية. 

وأضاف، الموسوي أن "أبراج الطاقة تسير بمناطق حرجة "كتلال حمرين" الوعرة وفيها عمليات عسكرية مستمرة ومن الصعب حمايتها من خلال الطرق التقليدية المتمثلة في نشر قطعات عسكرية على طول الطريق الممتد لمسافات طويلة". 

لافتاً ، إلى وجود شركات تكاليفها أرخص من تسخير القوات العسكرية عبر استخدام الكاميرات الحرارية تراقب من خلال أشخاص بغرفة تحكم عبر الشاشات وأي خطأ يحدث في تلك الأبراج هناك مروحيات خاصة صغيرة الحجم تذهب لمكان العطب ليتم إصلاحه أو إذا ما تم استهداف تلك الأبراج فيتم القبض على الأشخاص الذين قاموا بذلك خلال وقت قصير بعد رصدهم من خلال تلك الكاميرات.

العودة إلى المربع الأول

ويرى خبراء في الطاقة أن الكهرباء في العراق شهدت تحسناً بسيطاً نتيجة زيادة إطلاقات الغاز الإيراني والصيانة الدورية التي قامت بها الحكومة في الفترة الأخيرة إلا أن التفجيرات التي تعرضت لها الخطوط ساهمت بشكل كبير في تراجع تجهيز الطاقة.

من جهته قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن الحكومة الحالية وصلت إلى مرحلة جيدة من إنتاج الطاقة الكهربائية، لكن هناك استهدافات متكررة ومقصودة لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات.

وأضاف في جلسة للحكومة العراقية  ، أن هذه الاستهدافات تؤثر في ساعات تزويد المناطق  بالطاقة وتفاقم من معاناة المواطنين.

ووجه الكاظمي قيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية بمعالجة هذه الاستهدافات وحماية إبراج الطاقة وملاحقة الجماعات الإجرامية.

من يقف خلف الهجمات

ويرى سياسيون ومختصون في الشأن الأمني، أن بعض العمليات التي تستهدف ابراج الطاقة ليست "إرهابية" وانما "تخريبية" تقوم بها جهات متنفذه الهدف منه إبقاء ملف الطاقة في وضع متدهور والإستفادة من عقود الصيانة والحماية للأبراج الطاقة .

من جهته أكد عضو لجنة الأمن والدفاع ، النائب جاسم جبارة ، أن "الهجمات التي استهدفت خطوط نقل الطاقة غير معهودة إطلاقا" مشيراً إلى "تسجيل أكثر من 20 تفجير في أقل من شهرين".

وقال جبارة في تصريح صحفي: إن "الأبراج التي تم استهدافها تمر في مناطق مسيطر عليها من قبل القوات الأمنية، وهي في مناطق مستوية وقريبة من خط المرور السريع ومن السيطرات الأمنية، حيث يسهل حمايتها وليست في مناطق وعرة ".

مستبعداً ، أن "يكون تنظيم داعش هو من يستهدف هذه الخطوط "مشيراً إلى أن "الخطوط التي تقع في المناطق الوعرة وخلف الجبال والتي من المنطق ان يتم استهدافها من قبل داعش الا انها لم تتعرض إلى أي تفجير".

وأضاف، أن "هذه الهجمات انعكست سلباً على الموسم الزراعي في عموم المحافظات الغربية بسبب نقص تجهيز الطاقة الكهربائية نتيجة تفجير ابراج نقل الطاقة".

ويعتمد العراق على مولدات أهلية، يملكها تجار أو مواطنون عاديون، لتغطية جزء من التشغيل اليومي، حيث لا توفر الشبكة الوطنية، ساعات تجهيز كاملة، كخطة بديلة، فيما تمتلك شبكات سياسية وجهات متنفذة بعض تلك المولدات، التي تدر أرباحاً طائلة، مع ارتفاع المبالغ المتحصلة جرّاء الاشتراكات الشهرية.

العدو الخفي

وفي حال توفرت الطاقة الوطنية، فإن تلك أصحاب تلك المولدات، سيتعرضون إلى خسائر كبيرة، جرّاء عدم التشغيل لوقت أطول، ما يعني هبوط العائدات، أو الاستغناء عن تلك البدائل، بشكل نهائي.

 من جهته قال العقيد المتقاعد كمال البياتي إن "الجهات التي تستهدف ابراج الطاقة ليست مجهولة بشكل كامل".

وأضاف البياتي، في تصريح  أن " بصمات داعش واضحة في بعض تلك الأعمال، ولا يمكن نكرانها، خاصة في الحوادث التي حصلت بالمناطق النائية "، مردفاً " أما الحديث عن وجود جهات متنفذة مستفيدة من هذه التفجيرات، فيجب إثباتها بالتحقيقات المستقلة، والتي لا تغيب عن الأجهزة الامنية، ولا يمكن إظهار أي حقيقة في العراق، ودائماً ما تكون التحقيقات ونتائجها طي الكتمان".

وتابع أن "العدو الخفي، يجب أن يظهر أمام العراقيين، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من التعقيد والمشكلات، وعلى وزارة الداخلية، وضع خطة عاجلة، وسريعة، تتمثل بعدة اتجاهات، أبرزها، نصب كاميرات حرارية ، وطائرات مسيرة، للاستطلاع، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، في هذا المجال، حيث قطعت الدول الأخرى، أشوطاً طويلة في مجال الرصد والتعقب، ومنع مثل تلك الحوادث وأشباهها".  

 

 

باسنيوز

Top