غزة وإسرائيل: الأنظار تتجه إلى خيارات السلام مع استمرار الهدنة
مع خروج غزة وإسرائيل من قتال دام 11 يوما، يسعى الوسطاء إلى ترسيخ الهدنة بينهما ومنع المزيد من العنف على المدى الطويل.
وزار فريق مصري إسرائيل يوم السبت، في حين أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يزور المنطقة الأسبوع المقبل.
وأعلنت كل من إسرائيل وحركة حماس عن انتصارهما في الصراع الأخير.
وقتل أكثر من 250 شخصا معظمهم في غزة.وبدأ القتال في 10 مايو/ أيار بعد أسابيع من التوتر المتصاعد الذي بلغ ذروته في اشتباكات في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. وبدأت حماس بإطلاق الصواريخ بعد تحذيرها إسرائيل بالانسحاب من الموقع، ما أدى إلى غارات جوية انتقامية.ومنذ إعلان الهدنة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إضعاف القوة العسكرية لحركة حماس بواسطة القصف الجوي كان "نجاحا استثنائيا"وأضاف: "إذا اعتقدت حماس أننا سوف نتسامح مع رشقات الصواريخ، فهذا خاطئ"، وتعهد "بمستوى جديد من القوة" ردا على ذلك.
وتحدثت حماس عما أسمته "نشوة النصر"، وقال زعيمها إسماعيل هنية إن الصراع "فتح الباب لمراحل جديدة ستشهد انتصارات كثيرة".الحياة ستعود
ودخلت الهدنة يومها الثاني يوم السبت ولا تزال قائمة فيما تعد شروطها غير واضحة. وقالت إسرائيل ببساطة إنها وافقت على وقف "متبادل وغير مشروط" للأعمال العدائية.
ويبدو أن مصر وقطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة قد شاركت في مساعي التوصل إلى الهدنة.
وأصدر مجلس الأمن الدولي، السبت، أول بيان له بشأن النزاع، مشيدا بالوسطاء ودعا إلى "الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار".
وتجري فرق الوسطاء المصريين محادثات يوم السبت مع الحكومة الإسرائيلية ومع القادة الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة.وقال دبلوماسي مصري إن الفرق تنفذ إجراءات متفق عليها وتحاول منع الممارسات التي أدت إلى اندلاع القتال الأخير، لكن لم ترد تفاصيل بهذا الشأن.
ومن المتوقع أن يزور بلينكن المنطقة الأسبوع المقبل. ولم يكشف عن خط سير الرحلة لكن مصدرا أمريكيا قال إنه سيتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية يومي الأربعاء والخميس. وقد يزور مصر والأردن. ولن تجري الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس التي تعتبرها منظمة إرهابية.
ومع ذلك، يعتقد معظم المحللين أن احتمالات تجنب المزيد من العنف تبدو قاتمة.
ويقول توم بيتمان، مراسل بي بي سي الموجود في غزة، إنه على الرغم من الترحيب بالهدوء هناك، فإن معظم الناس يعرفون أنه قد يعني مجرد عد تنازلي للصراع التالي المحتوم.
وتحدث المدنيون من كلا الجانبين عن رغبتهم في العيش من دون خوف من هجوم جوي.
لكن الكثيرين ليسوا واثقين.
ووصلت أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووصل المزيد من الشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة يوم السبت. وكان من المقرر أن تعبر قافلة مؤلفة من 130 مركبة من مصر.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن المرافق الصحية في غزة معرضة لخطر إغراقها بآلاف الجرحى.وقالت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، من مدينة غزة، إنها تأمل أن يستمر الهدوء.
لكنها تحدثت إلى العائلات "وهم يشعرون أنه ليس لديهم أي سيطرة على حياتهم وأنهم، كما قالت امرأة، عاجزون".
وتخضع غزة منذ حوالي 14 عاما لحصار على حدودها مع إسرائيل ومصر يقيد مرور الأشخاص والبضائع - وهي إحدى القضايا الرئيسية لأي وساطة مستقبلية.وتقول إسرائيل إن عليها تقييد وصول حماس إلى الأسلحة لأن مقاتليها يرفضون نزع أسلحتهم.وتقول الأمم المتحدة إن الحصار يجب أن ينتهي حتى يتحسن اقتصاد غزة.
كما يمكن أن تؤدي نقاط الاشتعال في القدس إلى تعقيد وقف إطلاق النار.
وقالت حماس لبي بي سي إن الهدنة المتفق عليها تشمل تنازلات إسرائيلية بشأن المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، حيث كانت هناك تحركات من قبل المستوطنين اليهود لطرد العائلات الفلسطينية.
ونفت إسرائيل أن يكون الأمر كذلك.
وسلطت بعض هتافات الفلسطينيين هناك الضوء على قضية رئيسية أخرى - التنافس بين حماس والسلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس وتدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وهتفت الحشود "الشعب يريد أن يرحل الرئيس". وسيحاول عباس دعم موقفه عندما يلتقي بلينكن.
وأشار بعض القادة الدوليين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، مرة أخرى إلى حل الدولتين طويل الأجل للشرق الأوسط - دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل - لكن الحفاظ على الهدوء الحالي هو التركيز الرئيسي في الوقت الراهن.