• Friday, 19 April 2024
logo

النظام السوري لن يتحفظ عن ارتكاب جرائمه و المجتمع الدولي لايتّخذ أي قرار

النظام السوري لن يتحفظ عن ارتكاب جرائمه و المجتمع الدولي لايتّخذ أي قرار
ترجمة/بهاءالدين جلال

الاوضاع في سوريا تتأزم يوماً بعد يوم،المراقبون بأنتظار الأعلان عن فشل خطة عنان في الوقت الحاضر واتخاذ المجتمع الدولي موقفاً آخر حيال سوريا، وبصدد مبادرة عنان لتهدئة الأوضاع فإنّ نظام الأسد يحاول استغلالها لمصالحه الخاصة واظهار نفسه أمام انظار العالم بأنّ تصرفاته هذه، هي من اجل الدفاع عن النفس و مكافحة الأرهاب،أما المعارضة فهي تحاول جعل عدم التزام نظام الأسد كورقة ضغط لجمع التأييد الدولي،البروفسورجوشوا لانديز استاذ العلاقات الدولية في جامعة اوكلاهوما و المتخصص في المسألة السورية يحلل الأوضاع في سوريا قائلاً: (تتجه الاوضاع في سوريا الى التأزم و تتحسن قدرة المعارضة في تحطيم المواقع العسكرية ومقار المخابرات وتفجير الحافلات التي تنقل الجنود ضمن القوافل العسكرية،اعتقد أنّ المعارضة سوف تيحث عن وسيلة للحصول على السلاح،ولقد حصلت مؤخراً على بعض الصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة المتطورة،في حين تتزايد قدرة المواد المستخدمة في التفجيرات،ومن هذا المنطلق فأنّ المعارضة تستخدم خطة عنان لمصلحتها الخاصة كما أنّ نظام الأسد يعمل ذلك ايضاً،ويحاول النظام وصف المعارضة بأنّها اسلامييون وقد قدموا من الخارج،وهذه المرة حاولت المعارضة استخدام ذلك من اجل التسليح و احكام سيطرتها على الأمور،لأنها سوف تتعرض الى التشتت اذا لن تحصل على المعدات و التجهيزات العسكرية و لن تكون لها قيادة موحدة،هاتان نقطتان تحاول المعارضة تحسينهما و تطويرهما،وعندما تتسلم الأسلحة المتطورة وتتحسن امورها المالية فإنّ الدول الأوروبية سوف تساعدها بأجهزة الأتصالات لتتشكل لديها قيادة موحدة،ولكن بشأن التدخل العسكري كما جرى في ليبيا، لاأتوقع أنْ تتدخل امريكا عسكرياً،ولكن تزيد من مساعداتها وأمريكا بصدد التعرف على شخصيات و اطراف المعارضة و التأكد من أنّ أي منها هي أكثر فاعلية كما تسعى الى تزويدها بأجهزة الأتصالات و المعلومات الأستخباراتية و الخرائط .....الخ،وبرأيي إنّ امريكا لاترغب في أنْ تظهر بصماتها على الأسلحة،خشية اتهامها بالارهاب،وهي تفضّل تورط السعودية في هذا الأمر،لذا فهي توفر دعماً غير التسليح،وبشأن تركيا فالواضح أنّهاتلعب دوراَ مهماَ في تأمين الحماية و التعاون في تنظيم المعارضة،ولكن تركيا تخشى من أنْ تتدخل عسكرياً من طرف واحد،لأنها واثقة من أنّ امريكا لن تقود هذا التدخل،كما أنّها قلقة جداً ازاء الكورد،حيث حدثت بعض الحوادث من قبل حزب العمال الكوردستاني في منطقة هكاري والتي تعتبرها تركيا انتقاماً من الأسد مقابل مساعدتها للمعارضة السورية).
ولكن الدكتور لؤي صافي الباحث في مركز التفاهم بين الأسلام و المسيحية في جامعة جورج تاون و هو احد المواطنين السوريين،تحدث عن الأوضاع في سوريا قائلاً: اذا لم يلتزم نظام الأسد بخطة عنان،فإنّ المجتمع الدولي يضطر الى وضع سوريا تحت الفصل السابع للأمم المتحدة،وهذا يعني أنّ المجتمع الدولي سوف يتدخل عسكرياً لأسقاط النظام ،وحول هذا الجانب قال: ((إنّ المبادرة التي اطلقتها الأمم المتحدة أيدتها القوى الكبرى،وحتى روسيا،كما كانت تدعمها المعارضة ويدّعي النظام السوري بأنّه يدعمها ايضاً،اذاّ هذا يعني في حال عدم التزام سوريا بها فأنّ المجتمع الدولي سوف يصدر قراراً يُجبر سوريا على أتخاذ مايلزم بهذا الصدد،والاّ فسوف يتحمل عواقبها،وبتعبير آخر قد يُمنح النظام السوري آخر انذار ثم يَصدر قرار وفق البند السابع لميثاق الأمم المتحدة من قبل مجلس الأمن الدولي،اذاً الى أنْ يعمل المجتمع الدولي بأتجاه الحسم ويدعم المطالب المشروعة لشعب سوريا لتحقيق الديمقراطية،فإنه من المحتمل أنْ لاتستقر الأوضاع في عموم المنطقة،وحسب فهمنا فإنّ امريكا تطرح على روسيا عدة خيارات لأجبار سوريا على الأستعداد للحضور على طاولة المفاوضات وترضى بالتغيير الديمقراطي عبر الحوار، ولكن نلاحظ أنّ الناتو و تركيا و امريكا و فرنسا لاتتخذ أي خطوة من شأنها اجبار نظام الأسد على وقف القتل الذي يمارسه بين المواطنين).
وحول ما تؤول اليه الاوضاع بعد سقوط نظام الأسد و حقوق الكورد في سوريا والذي يشكلون مكوناً رئيساً في هذا البلد،استطرد الدكتور لؤي صافي قائلاً: (يجب أخذ الأوضاع الحالية في سوريا على محمل الجد وفي الحقيقة فإنَ الشعب السوري لايشعر بالراحة الاّ بسقوط النظام وبتطبيق الديمقراطية في بلدهم،وإنّهم مصرّون على ذلك ونحن ننتظر المجتمع الدولي للتدخل والعمل من اجل تداول السلطة سلمياً بدلاَ من اندلاع الأقتتال الداخلي والذي يتضررفيه الجميع وقد تنجر اليه القوى الكبرى،كما أنّ سقوط نظام الأسد سوف يؤدي الى تحسّن العلاقات في المنطقة،لأنّ هذا النظام تصرّف بشكل غير لائق مع دول الجوار واستخدم القضية الفلسطينية ليست لتطوير القضية وإنّما كورقة في لعبة الحكم،اذاّ بسقوط النظام سوف تتاح لشعوب المنطقة فرصة لتحسين أوضاعهم المعيشية،وهذا صحيح فيما يتعلق بالكورد،واستطيع أنْ أقول لكم بأنّ المعارضة السورية مستعدة للأعتراف بجميع حقوق الشعب الكوردي،منها منحهم الحرية في مدنهم و مناطقهم،واستخدام لغتهم و الأحتفال بمناسباتهم و التعبير عن هويتهم القومية بدلاً من الهوية العربية أو فرض الهويات الأخرى عليهم،ولأنّ الكورد شركاء اساسيون في هذه الثورة وهم جزء من الشعب السوري،نحن ندعم تحقيق اوضاع يتمتع فيها الكورد بكافة حقوقه،منها حرية استخدام لغتهم الأم و الأقرار في بعض المسائل و المواضيع الخاصة،ولكن يبقون كجزء من الدولة السورية،ونحن الآن في حوار مستمر مع المجلس الوطني الكوردي ولنا طرف يضم ممثلين عن الكورد).
ما أشار اليه الدكتور لؤي يظهر نوعاً من استعداد المعارضة من اجل قيام المجتمع الدولي بالتدخل في سوريا،وبدون شك فأنّ هذا الأمر ومع أنه خطوة ايجابية لزوال نظام الأسد و انهاء اراقة الدماء التي تعصف بسوريا،ولكن في الوقت ذاته يؤدي الى ظهور المخاطر الأنسانية و اللجوء في البلاد،وحول هذا الموضوع سألنا البروفسور داون جاتي مدير مركز دراسات اللاجئين في جامعة اوكسفورد حيث قال: ((يتخذ المجتمع الدولي حالياً موقفاً سياسياً حيال سوريا،ولكن ليس مهماً المستوى الذي تصل اليه حدة العنف،فهو لايعني ما فعله التدخل الأنساني و العسكري في ليبيا،فالمجتمع الدولي الآن بصدد انهاء أو تقليل العنف،ولكنه لايملك خطة للأوضاع المرتقبة،وبالنسبة لمآسي الشعب السوري ومن الذين فرّوا من اعمال العنف،أنا لاأعتقد أنّ بناء منطقة آمنة داخل سوريا يلقى النجاح،ولكن بناءها داخل الأراضي التركية أو اللبنانية أو الأردنية خطوة مهمة،ومن أكبر المشكلات هي الحصول على المساعدات الأنسانية و الطبية للمواطنين السوريين الذين نزحوا داخل البلد،اذاّ الأوضاع الآن في غاية الخطورة،لقد شعرنا من قبل بالمخاطر التي استجدت من جراء انفجار الأوضاع في لبنان و العراق،لذا فإنّ المجتمع الدولي لايرغب في انفجارها في سوريا ايضاً،لأنها سوف تشكّل خطراَ كبيراً على عموم المنطقة)).
وحول جهود المعارضة السورية ودعمها على المستوى الدولي ،اضاف البروفسور جاتي في اطار حديثه ل(كولان): (( لستُ متأكداً من اننا نرى قريباً معارضة سورية موحدة،صحيح أنّ الكورد في سوريا تعرضوا الى معاملة سيئة،ولكن نظام الأسد يحاول منع الكورد من المشاركة الفاعلة في الأنتفاضة الحالية،و الأمر يتوقف على دور جوار سوريا،وأهمها تركيا، وأتصور أنها سوف تستخدم ورقة تتعلق بقوتها الذاتية،و من الصعوبة بمكان معرفة ماتخفي تركيا من نوايا،ولكن هناك بعض العوامل علينا وضعها في الأعتبار،لأنّ تركيا قلقة ايضاً بشأن سكانها الكورد و اذا تعرضت سوريا كلياً الى عدم الأستقرار هل سيكون لذلك تأثير مباشر على المشكلة الداخلية لتركيا مع الكورد القريبين من الحدود مع سوريا،وكل هذه الأحتمالات تتوقف على كيفية اجبار النظام للتخلي عن السلطة،واذا ماتم التباحث بشأنه في غضون عام واحد فأنّ التغييرات على مستوى المنطقة سوف تكون أسهل،أمّا اذا قاد الأسلاميون و الجهاديون حملة لأسقاط النظام عبر استخدام العنف ، حينها تحدث تغييرات كبيرة في لبنان و حتى في العراق)).
Top