• Thursday, 25 April 2024
logo

المجتمع الدولي يراقب،هل يفي الأسد بوعوده بعد دخول بلاده مرحلة أخرى؟

المجتمع الدولي يراقب،هل يفي الأسد بوعوده بعد دخول بلاده مرحلة أخرى؟
ترجمة/ بهاءالدين جلال


موافقة نظام الأسد على النقاط الست الواردة في برنامج الأمم المتحدة ليس فيها بصيص من الأمل ولاتبعث على ارتياح أي جهة ،وينظر الدبلوماسيون الغربيون و القسم الكبير من الدول العربية نظرة ريب و شكوك الى هذا النظام ويعتقدون أنّ أفضل طريقة لأسقاطه هي تسليح المعارضة السورية من أجل تسهيل هذه العملية،وفي اطار هذه المسألة التقى وزير الخارجية الامريكي بالمعارضة السورية لدى زيارته الاخيرة الى تركيا،ولكن رغم كل هذه الامور لاتزال القوات السورية تجوب شوارع المدن و تقوم بقتل المدنيين الأبرياء، لذا لايُتوقّع السيطرة على الأوضاع،وحول ماتؤول اليه الاوضاع في سوريا بعد موافقة نظام الأسد على خطة كوفي عنان ، سألنا البروفسور ريجارد هيرمان استاذ العلوم السياسية في جامعة اوهايو و المتخصص في سياسة الشرق الأوسط، و قد أدلى بتصريح حول الموضوع الى (كولان) قائلاً: ((اعتقد من الصعب جداً الحكم على ارادة الشعب السوري،الأنباء التي تصل من سوريا الى الغرب محدودة جداً،وذلك بسبب عدم وجود المجال الكافي لنقلها،ولكن من الواضح أنّ سوريا منقسمة على مؤيدين للأسد و معادين له،وأتساءل هل هناك توازن بينهما؟ولكن أرتأي وجود عملية لحل الأزمة بعيداَ عن العنف في اطار ديمقراطية مستدامة عن طريق المؤسسات ولكن من المعلوم أنّ هذه العملية لاتسري في سوريا بسبب طبيعة الحكم الفردي للنظام،ولو كان الرئيس السوري ينوي تدمير بلاده،لكان قد ترك السلطة سلمياً،لذا فإنني أشك في هذا الأمر لأنه يستخدم هذه الخطة لتعزيز سلطاته و بقائه فترة أطول في الحكم، وليست عملية لأبعاده عنه،وأعتقد أنّ المعارضة السورية لن تقبل بمثل هذا النوع من النتائج،خاصة أنها اليوم لديها مصادرللمقاومة العنيفة المسلحة،لذا لاأؤمن بنجاح أي خطة سلمية ترضى بها المعارضة،لآنها لاتقبل ببقاء الأسد في سدة الحكم ،كما لاأجد أي دليل يثبت رغبة الآسد في ترك السلطة،ولكنه يستطيع نقل سلطاته الى غيره بكل سهولة،كما حدث في مصر،حتى وإنْ يقلق المقربون منه بشأن الاشخاص الذين كانوا في السلطة،ولكن هذا يحتاج الى المزيد من دفع الثمن،ولم يحدث لحد الآن أي انشقاق أو انحلال كبير في الجيش السوري،صحيح حدث بعض التمرّد ولكن الغالبية من الجيش بقيتْ كما هي و تدعم الأسد حالياَ،في الحقيقة التدخل يعني اندلاع حرب دولية،واوضاع سوريا تختلف عن ليبيا، وهناك انقسام بين دول الجامعة العربية حول دعم التدخل،وفي الوقت ذاته لن تقبل به روسيا و الصين،لذا اعتقد أنّ الأمم المتحدة لاتدعم العملية،كما هناك تجربتان سابقتان يمكن أخذهما بنظر الأعتبار، لقد أخذتْ روسيا العبرة من ليبيا و لاتعطي الضوء الأخضر وبدون موافقة روسيا من الصعب على المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات بشأن المسألة،كما أنّ تجربة العراق جعلتْ اوروبا و أمريكا تترددان في موضوع التدخل،لأنّ العراقيين و الأمريكان دفعوا الثمن غالياً،ولهذا لاأجد حماساً شديداَ بشأن التدخل العسكري،وكذلك الأستطلاع الذي أُجري في أمريكا أظهر أنّ ثلثي أو ثلاثةأرباع من المستطلعةآراؤهم يدعمون فرض العقوبات على النظام السوري أو أي عمل دولي،ولكن 85% منهم لايرغبون في ارسال جنود أمريكان الى سوريا،وهذا يعني أنّ الرأي العام لايؤيد مشاركة الجنود الامريكان في حرب برية أخرى في الشرق الأوسط)).
الجانب الذي يقف الجميع عنده هو عدم ايفاء رئيس النظام السوري بوعوده،وحول هذا الموضوع تحدث ل(كولان) البروفسور نازلي شكرلي استاذ العلاقات الدولية في جامعة ماسوشيد قائلاً: ((أعتقد أنّ الأسد لن يلتزم بوعوده ويمكن أن يتخذ بعض الخطوات لخرق الأتفاقية،ولكن لو يحترم الاتفاقية و يُقدّم نوعاً من التعويضات- خارج الاتفاقية- فإنّه يكسب وقتاً اطول،ولكن لايمكن أن ينسى غالبية المواطنين تأثيرات هذه الاوضاع،لذا فإنّ أي توقّع أمر صعب،لأنّ بقاء (الأسد) في السلطة عن طريق استخدام القوة و العنف تمنح البلاد انطباعاً سيئاً وتنعكس أيضاً على الدول التي تدعمها، أتفهّم سؤالكم ومطّلع على احتمالات اندلاع حرب اهلية،واليوم قد حدثتْ مثل هذه الحرب وقد قوتل لحد الآن عدد كبير من المواطنين )).
كل العيون ترنو الى تركيا
تستطيع تركيا أنْ تلعب دوراً مهماً في مشكلة سوريا لعدة أسباب سيما أنها أغلقت سفارتها في دمشق في الوقت الحاضر وفتحت الأبواب أمام المعارضة السورية،ولكن لا يُسمع صوتها كما ينبغي،وبصدد الموقف التركي ازاء الأزمة السورية يواصل البروفسور ريجارد هيرمان حديثه قائلاً: (( لاأعتقد أنّ تركيا ساكتة وقد انتقدتْ النظام السوري بشدة و أنشأتْ مخيمات على الحدود، ولاأعتقد أنّها سوف تتدخل عسكرياً اذا لم يكن في اطار عمل دولي،لاأعلم ماذا يمكن أنْ تقوم به تركيا فيما بعد،لقد انتقدت الآوضاع واوردوغان أشار الى ضرورة تنحّي الأسد عن السلطة،لأنه فقد الشرعية الداخلية،كما أعلن ذلك أوباما،لذا لاأعلم ماذا يمكن أنْ يعملوا بعد،هل يرسلون الأسلحة و أظن أنّ السعودية سوف تتولى هذا الأمر،ولكني غير متأكد من ذلك،وهذا ما جعلني أقول منذ بداية كلامي أنّ المعارضة السورية لن ترضى بخطة لا تتضمن تخلّي الاسد عن السلطة،واعتقد أنها تملك مصادر عسكرية ليست لحسم الحرب الأهلية،بل للأستمرار في المقاومة المسلحة العنيفة ضد النظام وشن الهجمات الى أنْ يترك الأسد السلطة،ولكن هناك انقساماً بين المجاميع المعارضة،ولكن من الواضح أنّ قسم منها لديه مصادر عسكرية لتفجير مراكز الشرطة وشن الهجمات،حتى في بعض المناطق المحمية في دمشق، واعتقد أنه من الممكن الأستمرار فيها،وذلك عن طريق مجاميع مسلحة صغيرة وبأسلحة متواضعة وقليلة قد يتم استيرادها من السعودية أو تركيا أو منفذ آخر،لاأجد أي سبب في ايقافها ،لأنّ الحكومة السورية غير قادرة على منعها،كما أنّ السعودية لاتمنع العملية،وللأسباب التي ذكرناها فإنّ السعودية تنتهز فرصة لأبعاد سوريا عن ايران،كما أنّ ظهور خلاف و نزاع أقليمي احتمال قوي،وهذا تهديد جدي وأعتقد أنّه يؤدي الى وقوع السعودية في نزاع مع الحكومة الجديدة في العراق،ومن المحتمل أنْ يخلق التوتر في العراق مرة أخرى حول منْ سيحكم سوريا و يمكن أنْ يتم ملاحظة التحالفات التي يُتوقع تشكيلها بكل سهولة،كما لايمكن لأيران أنْ تقف مكتوفة الأيدي،اذاَ المخاوف تتزايد بشكل كبيروذلك بسبب القلق من التدخلات،لأنها لو حصلتْ لايمكن التكهن بما قد تؤول اليه الأمور ولاأظن أنْ تنتهي قريباَ،وفي الوقت الحاضر نجد الاوضاع وصلت الى حالة من الجمود فلاتوجد أي طريقة أخرى و يجوز أنْ تتحول الامور الى ماكان عليها لبنان في السبعينات و الثمانينات والتي استمرت لأكثر من عقد من الزمن)).
ولكن البروفسورنازلي شكوري يُعيد سبب فتور تركيا الى أنها لاتريد تثير حفيظة كل من ايران و العراق،كما تخشى من لجوء عدد أكبر من المواطنين السوريين اليها،وحول هذه المسألة و الموقف التركي خصوصاً قال في اطار حديثه ل(كولان) : (( إمّا أنْ تخشى تركيا من أنّ التدخل سوف يؤدي الى نزوح اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى البلاد وإمّا أنها لاتريد أنْ تزعزع علاقاتها مع الدول التي لاتنتقد نظام الأسد مثل العراق و ايران،ولهذا تتعامل تركيا مع المسألة بحذر،الجانب الآخر هو أنّ الغرب لايؤيد سفك الدماء ولكنه لايملك ستراتيجية واضحة و ضرورية بصدد هذه المشكلة،كما أنه لايرغب في ارسال قوات عسكرية ونجد أيضاَ أنّ كلاَ من الصين و روسيا تمنعان التدخل في سوريا، لذا كرأي شخصي أجد من الأفضل أنْ يتجه الجنود السوريين الى الأنشقاق و يلجأون الى الجهة المقابلة)).
Top