سفين دزةيي: المظاهرات غيرت أولويات بغداد وجعلت حل الخلافات مع أربيل ملفاً ثانوياً
November 11, 2019
مقابلات خاصة
أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي، أنه كان هنالك تفاهم جيد مع حكومة بغداد قبل انطلاق المظاهرات في العراق، لكن ملف الإقليم تحول إلى مسألة ثانوية بالنسبة لبغداد بسبب الاحتجاجات....أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي، أنه كان هنالك تفاهم جيد مع حكومة بغداد قبل انطلاق المظاهرات في العراق، لكن ملف الإقليم تحول إلى مسألة ثانوية بالنسبة لبغداد بسبب الاحتجاجات.
وقال دزيي في مقابلة إن العديد من الدول أعلنت رغبتها بافتتاح قنصليات لها في إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن دائرته تدرس فتح عدة ممثليات لحكومة الإقليم في الخارج.
وفيما يلي نص المقابلة:
* كيف تسير أعمال دائرة العلاقات الخارجية؟
سفين دزيي: لسنا على المسار بعد، بسبب انشغالنا بأحداث بغداد وسوريا ولم نتفرغ لأعمالنا الاعتيادية بعد.
* تحدثت عن مظاهرات العراق، هل أثرت على إقليم كوردستان؟
دزيي: لم تؤثر بشكل مباشر، لكن من الناحية النفسية فلا شك أن قتل وإصابة كل هؤلاء الناس كان له تأثيرات، هناك فوضى وعدم شفافية بشأن إلى أين تتجه الأوضاع في بغداد. حكومة إقليم كوردستان أبدت دعمها لرئيس وزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، وفي الوقت ذاته عبرت عن تأييدها لمطالب المتظاهرين، لكن ليس للعنف الممارس من قبل القوات الأمنية وبعض المتظاهرين، لأنه للأسف يبدو أنه تم استغلال الوضع في بعض المناطق واختفاء الجانب الحقيقي للمظاهرات، وبالتأكيد إذا ما تعقدت الأوضاع فإن ذلك سينعكس على إقليم كوردستان أيضاً، لأنه كان هنالك حوار جدي بين أربيل وبغداد لحل جملة من الملفات ومنها موضوع الموازنة.
* منذ أكثر من شهر أبدى وفد إقليم كوردستان استعداده لزيارة بغداد، هل لتأخير هذه الزيارة صلة بالأوضاع الراهنة؟
دزيي: تبلور تفاهم مشترك جيد نهاية أيلول الماضي بين أربيل وبغداد بشأن بعض آليات حل الخلافات، لكن بسبب المظاهرات تغيرت أولوية بغداد، وبات تركيزها على هذه الأحداث، وبالنسبة لبغداد فإن ملف الإقليم أصبح ثانوياً.
* لدى إقليم كوردستان عدد من الممثلين في الخارج، هل في نيتكم تغييرهم؟
دزيي: ليس بالشكل الذي يقضي بتغييرهم مع تغير الحكومة، الممثلون يستمرون بعملهم حتى صدور قرار آخر، لكن لا بد من معرفة أن الممثلية ليست مماثلة للسلك الدبلوماسي للدول المستقلة فالإقليم ككيان غير قادر على إرسال سفراء، وعلى سبيل المثال إذا ما أرسلت بغداد سفيرها إلى بريطانيا فإنه لن يواجه مشاكل من ناحية الإقامة وتأشيرة الدخول، لكننا لا نستطيع إرسال كادر من دائرة العلاقات الخارجية ليكون ممثلاً عنا في لندن أو واشنطن، لذا فإننا نعتمد دائماً على الذين يقيمون في الخارج ولديهم جنسيات تلك الدول، وبالدرجة الأولى الكوادر الحزبية، لأن تقاسم الممثليات يكون وفقاً لحصص الأحزاب.
* هل للأحزاب المشاركة في الحكومة حصتها من الممثليات، ومتى ستستلم تلك الحصص؟
دزيي: خلال اتفاقات تشكيل الحكومة تم التحدث عن الممثليات، لكن لم يتم التفاوض عليها بشكل خاص بعد.
* هل سيتم افتتاح قنصليات جديدة في إقليم كوردستان؟
دزيي: أبدت عدة دول نيتها لذلك وتحدثت عن هذا الأمر، لكن لا يمكنني الإفصاح عن اسمائها، لأن المفاوضات لا زالت جارية وتتم دراسة المسألة مع بغداد، حيث يمكن للدول التي لديها سفارات في العراق أن تفتتح قنصليات لها في الإقليم.
* يجري الحديث عن عزم قطر فتح قنصلية لها في الإقليم، إلى أي مدى يعد ذلك مهماً لإقليم كوردستان؟
دزيي: بعد زيارة رئيس إقليم كوردستان إلى قطر تم بحث هذا الأمر، ولعدد من الدول العربية قنصليات هنا، وقطر دولة ذات أهمية في الخليج، ولديها رغبة بإرسال بعثة دبلوماسية كما عبرت عن استعدادها لتعزيز العلاقات في المجال الاقتصادي والاستثماري.
* سبق أن أكد السفير الإسباني في العراق خلال مقابلة مع رووداو عن نية بلاده فتح قنصلية في إقليم كوردستان وتؤخر ذلك بسبب مشكلة مالية، هل يمكنكم مساعدتهم من الناحية المالية لإكمال ذلك؟
دزيي: حينما تعرض إقليم كوردستان لأزمة مالية كانت لدينا ممثليات في الخارج ولم يساعدنا أحد، كان ممثلونا يسيّرون أعمالهم بتقشف كبير، يسعدنا أن يكون لدولة مثل إسبانيا قنصلية لها في أربيل، لكن إقليم كوردستان لا يمتلك القدرة المالية على تمويل ذلك، وهذا ليس ضمن عادات وأعراف دائرة العلاقات الخارجية أو حكومة إقليم كوردستان.
* يثور الحديث منذ مدة حول زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى إقليم كوردستان، بحسب المعلومات المتوفرة لديكم متى ستجرى هذه الزيارة؟
دزيي: لم يتم تحديد التاريخ واليوم بعد، لكن الرئيس ماكرون وكذلك القنصل الحالي والسابق قبل استقالته في شهر تموز الماضي، أكد في اليوم الوطني الفرنسي، أن الرئيس الفرنسي يعتزم زيارة إقليم كوردستان قبل نهاية العام الجاري.
* ما أهمية زيارة الرئيس الفرنسي لإقليم كوردستان، خاصة أن فرنسا ساهمت في رفع الحصار الدبلوماسي على إقليم كوردستان بعد استفتاء 2017؟
دزيي: لا شك أن زيارة مسؤول رفيع لأي دولة ينظر إليها باهتمام من قبل إقليم كوردستان، ولا يمكن إنكار دور فرنسا، وإذا ما تحدثنا عن قادة البلدان، فإنه إلى جانب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الذي زار الإقليم، زار فرانسوا هولاند خلال فترة رئاسته إقليم كوردستان مرتين، إحداهما في ذروة الحرب على داعش، والأخرى كانت زيارة رسمية أيضاً، كما زار كوردستان مرة ثالثة قبل فترة بصفته رئيس فرنسا السابق، لذا فإذا أجرى الرئيس ماكرون هذه الزيارة فإن ذلك دليل على اهتمام فرنسا البالغ بالمنطقة وعلاقاتها مع إقليم كوردستان وشعبه.
* هل هناك أي زيارات مرتقبة على مستوى رفيع من الدول لزيارة إقليم كوردستان خلال هذه الفترة إلى جانب الرئيس الفرنسي؟
دزيي: تم خلال الفترة الماضية إجراء زيارات إلى إقليم كوردستان على مستوى رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية ونواب رؤساء الوزراء والوزراء الآخرين وخاصة من ألمانيا، حيث زارت وزيرة الدفاع إقليم كوردستان ست مرات، كما زار وزير الدفاع الفرنسي الإقليم ثلاث مرات، وثلاث مرات أخرى بصفته وزير الخارجية، كما أجرى وزراء خارجية روسيا وبريطانيا وأمريكا ووفود من الكونغرس والبرلمان، إقليم كوردستان، والأمر برمته يتعلق بما يطرأ من أحداث وتغيرات، إضافة إلى تغير أجندة وبرامج الدول، لكن من ناحية العلاقات فإنها جيدة بين أربيل وعواصم هذه الدول.
* كم عدد الدعوات التي وصلت إلى رئيس الإقليم ورئيس الحكومة من قبل الدول الأخرى؟
دزيي: بالنسبة لرئيس إقليم كوردستان، كانت هنالك خطط سابقة لزيارة الولايات المتحدة وبريطانيا، كما زار هذا العام فرنسا وقطر وتركيا، أما رئيس مجلس الوزراء، فإنه لم يجرِ زيارات خارجية منذ تسلمه المنصب، لكنه تلقى دعوة رسمية من الحكومة التركية، وكان يفترض إجراؤها نهاية الشهر الماضي لكنها تأجل بسبب الوضع في العراق.
* كونكم على رأس دائرة العلاقات الخارجية، كما هي خططكم لتوطيد أواصر العلاقات بين إقليم كوردستان والخارج؟
دزيي: هذا يعتمد على برنامج عمل وسياسة الحكومة، فنحن في دائرة العلاقات الخارجية لا نتبنى سياسة فردية، بل نتبع السياسة الخارجية للإقليم والقيادة السياسية للحكومة، وهذه السياسة تهدف لتوسيع العلاقات ورفع عدد الزيارة الدبلوماسية إلى الإقليم، إلى جانب تحفيز الشركات الأجنبية على الاستثمار في كوردستان، علاوة عن التعريف أكثر بكوردستان في الخارج من الناحية الثقافية، ونحن ندرس بدقة فتح عدة ممثليات جديدة في المستقبل بعدة دول بما يعود بالمصلحة لإقليم كوردستان من الناحيتين السياسية والاقتصادية.
* دائرة العلاقات الخارجية تابعة لمجلس الوزراء، هل لديكم مشروع لنيل بعض السلطات الذاتية للعمل على شكل وزارة؟
دزيي: إذا ما نظرنا إلى دائرة العلاقات الخارجية خلال الأعوام الـ13 الماضية فإنها كانت جيدة على الرغم من وجود قصور هنا وهناك، لكننا نحاول تقديم مشروع لمجلس الوزراء لتقوية موقع وهيكلية دائرة العلاقات الخارجية، لأنها الآن مرتبطة مباشرة بمجلس الوزراء ولا تملك عدة صلاحيات ذاتية، ومن الممكن تحويل الدائرة إلى وزارة الإقليم لشؤون العلاقات الخارجية أو منحها سلطات أوسع في العمل واتخاذ القرارات، على الرغم من أن مجلس الوزراء كان ظهيراً لنا ولم يقصر في دعمنا.
حاورته شبكة روداو الاعلامية