الأسد: دخول الجيش إلى شمال شرق سوريا يعني عودة سلطة الدولة كاملة تدريجياً
November 1, 2019
مقابلات خاصة
توعد الرئيس السوري، بشار الأسد، تركيا بالحرب إذا لم تخرج قواتها من شمال شرقي البلاد، مشيراً إلى أن دخول الجيش السوري إلى تلك المنطقة "يعني عودة سلطة الدولة كاملة".. وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية: "هذا شيء يحصل تدريجياً، ونحن لا نعيد السلطة كما كانت سابقاً بشكل مباشرتوعد الرئيس السوري، بشار الأسد، تركيا بالحرب إذا لم تخرج قواتها من شمال شرقي البلاد، مشيراً إلى أن دخول الجيش السوري إلى تلك المنطقة "يعني عودة سلطة الدولة كاملة".
وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية: "هذا شيء يحصل تدريجياً، ونحن لا نعيد السلطة كما كانت سابقاً بشكل مباشر. هناك حقائق على الأرض، بحاجة لمعالجة تأخذ زمناً، هناك حقائق شعبية استجدت خلال غياب الدولة، هناك مجموعات مسلحة، لا يمكن أن ننتظر منها تسليم السلاح مباشرة. لن نطلب منهم هذا الشيء، فنحن أيضاً يجب أن تكون سياستنا تدريجية وعقلانية وتأخذ بالاعتبار الوقائع".
السيطرة الكاملة على شمال شرقي سوريا تدريجياً
وحول تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن تعهد ترمب لهم بالتواصل مع الروس لإيجاد حل للقضية الكوردية، عبر الاتفاق بين كل من الروس والدولة السورية، قال الأسد: "كل ما يقوله الأمريكي -بغض النظر عن حقيقة الاتصال أم لا- كما قلت قبل قليل، كل ما يقوله ليس له مصداقية، سواء قاله لعدو أو لصديق، النتيجة واحدة، لا يعوّل عليه. لذلك لا نضيع وقتنا بهذه النقطة".
وذكر أن "الاتفاق الروسي الوحيد مع الكورد هو ما تحدثنا عنه عن دور روسي في الاتفاق بين الجيش العربي السوري والكورد -أو مع المجموعات الكوردية التي تسمي نفسها (قسد) لكي لا نقول الكورد- من أجل دخول الجيش السوري".
وشدد على أنه: "طبعاً لا يمكن أن يدخل الجيش السوري فقط من أجل القيام بعمل أمني عسكري بحت، دخول الجيش السوري هو تعبير عن دخول الدولة، ودخول الدولة يعني الدخول بكل الخدمات التي يجب أن تقدمها الدولة، هذا الاتفاق حصل.. وصلنا لأغلب المناطق ولكن ليس بشكل كامل، ما زالت هناك عقبات تظهر. نتدخل لأنه لدينا علاقات مباشرة وقديمة مع هذه المجموعات من قبل الدخول التركي. تحصل استجابة أحياناً، لا تحصل استجابة في مكان آخر، ولكن بكل تأكيد سيتم الدخول السوري أو دخول الجيش العربي السوري بالتزامن مع دخول الخدمات كاملة، أي عودة سلطة الدولة كاملة".
وأوضح: "أعود وأقول أولا هذا شيء يحصل تدريجياً، ثانياً، نحن لا نعيد السلطة كما كانت سابقاً بشكل مباشر. هناك حقائق على الأرض، بحاجة لمعالجة تأخذ زمناً، هناك حقائق شعبية استجدت خلال غياب الدولة، هناك مجموعات مسلحة، لا يمكن أن ننتظر منها تسليم السلاح مباشرة. لن نطلب منهم هذا الشيء، فنحن أيضاً يجب أن تكون سياستنا تدريجية وعقلانية وتأخذ بالاعتبار الوقائع، لكن الهدف النهائي هو العودة إلى الوضع السابق، وهو سيطرة الدولة كاملة".
ورداً على سؤال بشأن إمكانية العيش مع الكورد مرة أخرى، قال الأسد: "لكي نكون دقيقين، هذا الموضوع يُطرح بشكل مستمر، ما حصل هو تشويه للمفاهيم خلال هذه الحرب.. أن نقول بأن هذه الشريحة تتصف بهذه الصفة سلبية أو إيجابية، هو كلام غير موضوعي وغير عقلاني، وأيضاً غير وطني. كان هناك من الكورد أشخاص أخذوا موقع العميل والمرتهن للأمريكي صحيح، ولكن أيضاً كان لدى العرب حالات مشابهة، في منطقة الجزيرة وفي باقي المناطق في سوريا.. وهذا ينطبق ربما على معظم الشرائح في سوريا".
وتابع: "الخطأ الذي حصل هو أن مجموعة من الكورد الذين قاموا بهذا العمل، وضعوا أنفسهم نواباً ليس فقط عن الكورد، وإنما عن العرب أيضاً، وعن كل الشرائح المختلفة الموجودة في منطقة الجزيرة، وأتى الأمريكي من خلال دعم السلاح ودعم الأموال.. طبعاً ليس من الأمريكي بل من بعض دول الخليج العربية، ليكرّس سلطة هؤلاء على كل الشرائح، فأصبحنا نعتقد بأن كل من هو موجود هناك هو من الكورد".
واستدرك قائلاً: "لا، علينا أن نقول بأن التعامل الآن هو مع هذه الأحزاب، أما الكورد فمعظمهم كانوا دائماً على علاقة جيدة مع الدولة السورية، وكانوا دائماً يتواصلون معنا ويطرحون أفكاراً وطنية حقيقية، وفي بعض المناطق التي دخلنا إليها كان رد فعل الكورد لا يقل إيجابية وفرحاً وسعادة عن باقي الشرائح. فهذا التقييم غير دقيق، نعم بكل بساطة نستطيع أن نعيش مرة أخرى، وإذا كان الجواب لا، فهذا يعني أن سورية لن تكون مستقرة في يوم من الأيام".
تشكيك في حقيقة عملية تصفية البغدادي
وقال الأسد حول تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن شكر سوريا لدورها في عملية تصفية زعيم داعش السابق، أبو بكر البغدادي إن "الهدف من وضع عدد من الدول والجهات المساهمة في هذه العملية هو إعطاء العملية المصداقية، لكي تشعر هذه الدول بأنها ليست محرجة، ولديها رغبة أن تكون جزءاً من عملية (عظيمة) -كما حاولوا تصويرها.. وبالتالي سيُعطى لها نوع من الرصيد بمكافحة الإرهاب. نحن لسنا بحاجة لهذا الرصيد.. نحن من يكافح الإرهاب".
وأوضح: "لم يكن لنا أية علاقة بتصفية البغدادي، ولا يوجد أي تواصل بيننا وبين أية مؤسسة من المؤسسات الأمريكية، والأهم من كل ذلك لا نعرف إذا كانت العملية حصلت حقاً أم لا".
وتابع: "سيُعاد إنتاج البغدادي باسم آخر، وبشخص آخر، وربما يُعاد إنتاج داعش كلها، تحت عنوان آخر، ولكن يبقى الفكر نفسه.. والاستخدام نفسه.. والمدير هو الأمريكي نفسه"، مبيناً أن "كل ما يتعلق بموضوع تصفية البغدادي هو خدعة.. السياسة الأمريكية لا تختلف عن هوليوود وهي تعتمد على الخيال، والسياسي الأمريكي متهم حتى يثبت العكس، وليس بريئاً حتى يثبت العكس".
الأسد يهدد تركيا بالحرب
وحول الاتفاق الروسي - التركي الأخير بشأن شمال شرقي سوريا، قال الأسد إن هذا الاتفاق "مؤقت وليس دائم. وهو خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء، ولكنها تخفف الأضرار، وتهيئ الطريق لتحرير هذه المنطقة في القريب الذي نتمنى أن يكون قريبا.. وعاجلاً".
وتابع أن "الجانب الروسي لم يكن جزءاً من الاتفاق الأمريكي التركي والاتفاقات الروسية دائماً معلنة ولا يوجد أشياء مخفيّة في السياسة الروسية وهذا شيء مريح جداً بالنسبة لنا".
وأكد أن "المبادئ الروسية واضحة خلال هذه الحرب.. وهي تستند إلى القانون الدولي، وسيادة سوريا، ووحدة الأراضي السورية. هذا الموضوع لم يتغير لا قبل ولا بعد ولا بتغير الظروف".
وشدد على أن "العدوان التركي يعبر عن مطامع تركيا السيئة، وأيضاً عن رغبة أمريكية.. والروسي بهذا الاتفاق لجم التركي. وقطع الطريق على الأمريكي، وعلى دعوة التدويل التي طرحها الألماني"، موضحاً: "إن لم يخرج المسلحون في إدلب إلى تركيا سيكون أمامهم خياران، إما العودة إلى حضن الدولة وتسوية الأوضاع، أو الحرب. لا يوجد خيار آخر لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لهم، هذان هما الخياران الوحيدان".
وذكر أن "الساحة السورية هي ساحة واحدة ومسرح عمليات واحد، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. التركي هو وكيل الأمريكي لهذه الحرب، وفي كل مكان نحارب الوكيل التركي، فعندما لا يخرج بكل الوسائل فلن يكون هناك خيار سوى الحرب. هذا شيء بديهي ولكن أنا أقول بالمدى المنظور علينا أن نترك المجال للعملية السياسية بأشكالها المختلفة، إن لم تعط نتائج، فهذا عدو، سنذهب إلى الحرب.. لا يوجد خيار آخر".
"ترمب أفضل رئيس أمريكي"
ورداً على سؤال بشأن وجود لقاءات غير معلنة بين أمريكا وتركيا وما إذا كان يعتقد أن أوباما كان أفضل من ترمب لرفضه إنشاء المنطقة العازلة، قال الأسد: "علينا ألا نراهن على أي رئيس أمريكي. أولاً بالنسبة لأردوغان أن يتحدث بأننا قررنا أن ندخل وأبلغنا الأمريكيين، أي يحاول الظهور بمظهر الدولة العظمى، أو صاحب القرار، هذه كلها مسرحية بينه وبين الأمريكيين. وعندما فشلت كل الرهانات على الساحة الميدانية، كان لابد من الدخول التركي لقلب الطاولة، هذا هو دوره".
وتابع: "أما بالنسبة لترامب فقد تسألني سؤالاً وأعطيك جواباً قد يبدو غريباً، أقول لك هو أفضل رئيس أمريكي، لماذا؟ ليس لأن سياساته جيدة، ولكن لأنه الرئيس الأكثر شفافية. كل الرؤساء الأمريكيين يرتكبون كل الموبقات السياسية وكل الجرائم، ويأخذون جائزة نوبل، ويظهرون بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان، وعن القيم الأمريكية الراقية والفريدة، والقيم الغربية بشكل عام ولكنهم عبارة عن مجموعة من المجرمين الذين يمثلون ويعبّرون عن مصالح اللوبيات الأمريكية وهي الشركات الكبرى، السلاح والنفط وغيرها".
وأوضح: "ترمب يتحدث بكل شفافية. يقول نحن نريد النفط. هذه حقيقة السياسة الأمريكية -على الأقل ما بعد الحرب العالمية الثانية.. نحن نريد أن نتخلص من فلان.. نحن نريد أن نقدم خدمة مقابل مال.. هذه هي حقيقة السياسة الأمريكية. ماذا نريد أفضل من خصم شفاف؟ فلذلك لا، الفرق شكلي، الحقيقة واحدة".
وأشار إلى أن "الدور الطبيعي للدولة أن تهيئ كل الظروف وكل الدعم لأية مقاومة شعبية تحصل ضد المحتل. والمقاومة بحاجة لحالة شعبية نقيض العمالة، فالعامل الأساسي الذي جلبَ الأمريكي وغير الأمريكي والتركي إلى هذه المنطقة هو سوري عميل، وعندما يكون السوري وطنياً ولا تكون الخيانة مجرد وجهة نظر كخلاف على أي موضوع سياسي سيخرج الأمريكي لوحده"، مؤكداً أن "عملية مكافحة الإرهاب لا تتم بالتنظير ولا بالكلام الإنشائي ولا بالمواعظ".
أين تكمن المشكلة مع الكورد؟
وفي رده على هذا السؤال، قال الأسد: "هذه المجموعات منذ عقود، مع أننا وقفنا معها، وكدنا ندفع الثمن في عام 1998 بصدام عسكري مع تركيا بسببها، ولكننا كنا نقف معهم انطلاقاً من الحقوق الثقافية لهذه المجموعات، أو لهذه الشريحة. بماذا تتهم الدولة السورية؟ تتهم الدولة السورية بأنها شوفينية، وتتهم أحياناً حزب البعث بأنه حزب شوفيني، وهناك طروحات انفصالية، هناك خرائط تسوّق بأن هذه (كوردستان سوريا) وهي جزء من كوردستان الكبرى".
ومضى بالقول: "من حقنا أن ندافع عن وحدة أراضينا وأن نكون حذرين من الطروحات الانفصالية، ولكن لا توجد لدينا مشكلة مع التنوع السوري، بالعكس التنوع السوري هو تنوع جميل وهو تنوع غني وهذا الغنى يعني قوة. الغنى والتنوع شيء، والتقسيم والانفصال وتفتيت البلد شيء آخر، شيء مناقض.. هذه هي المشكلة".
وأردف: "فعلياً المشكلة هي مع الأطفال بالدرجة الأولى ومع الجيل الشاب بالدرجة الثانية، أي مشاكل عدة، واحدة منها أن هذا الجيل لا يعرف ماذا تعني دولة وقانون. لم يعش في كنف الدولة وإنما عاش في كنف مجموعات مسلحة، لكن التأثير الأسوأ والأخطر هو على الأطفال الذين البعض منهم لم يتعلم اللغة العربية في بعض المناطق. البعض منهم تعلم مفاهيم خاطئة قد تكون مفاهيم متطرفة أو مفاهيم ضد الدولة، أو مفاهيم ضد الوطن وغيرها من المفاهيم التي طُرحت خارجياً وكُرّست لهم في مناهج رسمية. هذا الموضوع كان الحديث الأساسي خلال الأسابيع القليلة الماضية وخاصة خلال الأيام القليلة الماضية، لأن دخول الجيش السوري إلى مناطق واسعة دفعة واحدة في المناطق الشمالية أظهر هذه المشكلة".
واستدرك قائلاً: "لكن على نطاق واسع. الآن هناك وزارات.. وخاصة وزارة التربية وأيضاً وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية يقومون بدراسة هذا الموضوع، وأعتقد أنه سيصدر بيان وحلّ -ولو بالعموميات بالمرحلة الأولى- ولاحقاً تتبعه إجراءات إدارية من أجل استيعاب كل هؤلاء في نظام الدولة السوري، أي: من سيلتحقون بخدمة العلم؟ من سيلتحق بالشرطة؟ من سيتابع دراسته بالمدارس؟ شخص أصبح عمره مثلاً اثني عشر عاماً كيف نتعامل معه؟ هو لا يعرف شيئاً عن المنهاج السوري، وبالتالي لا بد أن يتابع المنهاج السوري الوطني. الشيء نفسه لمن كانوا في المرحلة الابتدائية.. فأعتقد أن الحل بأن نستوعب الجميع ضمن المنظومة الوطنية، ولكن لابد من إجراءات خاصة من أجل إعادة دمجهم بهذه المنظومة، وأعتقد خلال أيام ربما نكون أمام تصوّر ما".
"المحتل الأمريكي سيخرج لوحده"
وفي ما يتعلق بنية الولايات المتحدة إبقاء عدد محدود من جنوده في سوريا، قال الأسد: "بغض النظر أيضاً عن هذه التصريحات. بالواقع، الأمريكي محتل. هو موجود.. سواء وُجِد شرقاً أم شمالاً أم جنوباً.. النتيجة واحدة، ومرة أخرى أقول لا نأخذ بتصريحاته، لكن الآن نتحدث عن الواقع".
وأوضح: "عندما تصل لمرحلة تقول إنني انتهيت -من باقي المناطق كما قلت هناك أولويات عسكرية- عندما ننتهي من هذه المناطق حسب الأولويات ونصل لتحرير منطقة فيها الأمريكي.. لن أمارس العنتريات وأقول بأننا سنرسل الجيش لمواجهة أمريكا، نحن نتحدث عن دولة عظمى – هل لدينا الإمكانيات؟ أعتقد بأن هذا الكلام واضح بالنسبة لنا كسوريين، هل نذهب باتجاه المقاومة، إذا كان هناك مقاومة فسيكون مصير الأمريكي كما حصل في العراق. ولكن كلمة مقاومة بحاجة لحالة شعبية نقيض العمالة، حالة شعبية وطنية تقوم هي بعملية المقاومة".
وأشار إلى أن "الدور الطبيعي للدولة في هذه الحالة هو أن تهيئ كل الظروف وأن تهيئ كل الدعم لأي مقاومة شعبية تحصل ضد المحتل. ولكن بعيداً عن العقلية الأمريكية الاستعمارية وعن العقلية التجارية التي تأتي لتستعمر منطقة من أجل المال والنفط وغير ذلك.. من غير المنطقي أن نتحدث عن كل هذه العوامل وننسى أن العامل الأساسي الذي جلبَ الأمريكي وغير الأمريكي والتركي إلى هذه المنطقة هو سوري عميل. هو سوري خائن. فالتعامل مع كل الحالات الأخرى هو تعامل مع الأعراض.. يجب أن نتعامل مع الأسباب.. يجب أن نتعامل مع هذا السوري ونحاول أن نعيد صياغة الوضع الوطني في المجتمع السوري.. استعادة الوطنية، واستعادة وحدة الرأي وألا يكون هناك خائن سوري، ووطني سوري.. بل أن يكون السوري وطنياً وألا تكون الخيانة في ذلك الوقت مجرد وجهة نظر كخلاف على أي موضوع سياسي.. أن نكون كلنا موحدين تجاه الاحتلال. عندما نصل لهذه الحالة، أنا أؤكد لك أن الأمريكي سيخرج وحده، لن تكون لديه فرصة للبقاء في سوريا، ولن تكون لديه القدرة -وهو دولة عظمى- على أن يكون موجوداً في سوريا. هذا الشيء رأيناه في لبنان في مرحلة من المراحل، ورأيناه في العراق في مرحلة لاحقة. هذا ما أعتقد أنه الحل السليم".
"مستعدون للقاء تركيا من أجل المصلحة الوطنية رغم شعورنا بالاشمئزاز"
وبشأن عقد لقاءات مع تركيا، أوضح الأسد: "كل المستويات لهذه اللقاءات كانت أمنية، ولكن بمستويات مختلفة. بضعة لقاءات منها -ربما لقاءان أو ثلاثة- حصلت عند كسب داخل الحدود السورية قرب الحدود المشتركة، ولقاء أو أكثر حصلت في روسيا، لا أذكر بدقة عددها لأنها تمت خلال العامين الماضيين، ولكن لم يكن هناك أي نتائج حقيقية، على الأقل كنا نتوقع أن نصل لحل بالنسبة للانسحاب المتفق عليه في أستانا لمسافة 15 كم غرباً وشمالاً في منطقة خفض التصعيد في إدلب. لم تحصل أي نتائج"، مبيناً: "حصلت لقاءات ثلاثية بوساطة روسية وبوجود روسي، ونحن أصررنا على الوجود الروسي لأننا لا نثق بالتركي، كي يكون هناك شاهد". قبل الاتفاق الروسي التركي الأخير.
ورداً على سؤال بشأن مدى استعداده للجلوس مع الطرف التركي، قال: "إذا سألتني، ماذا سأشعر لو اضطررت أنا شخصياً لكي أصافح أو ألتقي مع شخص من جماعة أردوغان أو من يشبهه أو من يمثل نهجه.. لن أتشرف بمثل هذا اللقاء وسأشعر بالاشمئزاز، ولكن المشاعر نضعها جانباً عندما تكون هناك مصلحة وطنية، إذا كان هناك لقاء سيحقق نتائج.. كل ما يحقق مصلحة الوطن لا بد من القيام به وهذه مهام الدولة. لا أتوقع أنه إذا حصل لقاء أن تكون هناك نتائج إلا إذا تغيرت الظروف بالنسبة للتركي. ولأن التركي الأردوغاني هو شخصية انتهازية ومنظومة انتهازية وعقيدة انتهازية، فهي ستحقق نتائج -بحسب تغير الظروف- عندما تكون مضغوطة، بحسب الظروف الداخلية أو الخارجية أو ربما فشلها في سوريا. عندها ربما تحقق نتائجها".
ولفت إلى أن "الموضوع طُرِح مع أكثر من طرف صديق، وهذا كان نقاشاً مع الأصدقاء الروس والإيرانيين بأننا صحيح نحن ندافع عنكم ولكن بالنهاية أنتم أصحاب القضية، وهذا صحيح، الأرض أرضي والقضية قضيتي، فلماذا لا أطرحها مباشرة معهم وأقوم بواجبي ولو أنني لا أتوقع نتائج، ولكن ربما في يوم من الأيام تكون هناك نتائج وخاصةً مع تغير الظروف داخل تركيا وفي العالم وكما قلت في سوريا".
نقلا عن شبكة روداو الاعلامية