القنصل العام الصيني: التبادل التجاري بين الصين والعراق بلغ 30 مليار دولار السنة الماضية
October 1, 2019
مقابلات خاصة
افتتحت القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية منذ نحو خمس سنوات في أربيل، ويتولى (ني روتشي) منذ عام ونصف العام المسؤولية الأولى في القنصلية. خلال هذا الحوار يسوق روتشي أخباراً وبشارات سارة لشعب إقليم كوردستان، منها افتتاح قسم منح التأشيرات في القنصلية، وافتتاح قسم للغة الصينية في كبرى جامعات الصين...افتتحت القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية منذ نحو خمس سنوات في أربيل، ويتولى (ني روتشي) منذ عام ونصف العام المسؤولية الأولى في القنصلية. خلال هذا الحوار يسوق روتشي أخباراً وبشارات سارة لشعب إقليم كوردستان، منها افتتاح قسم منح التأشيرات في القنصلية، وافتتاح قسم للغة الصينية في كبرى جامعات الصين، وافتتاح قسم للغة الصينية في جامعة صلاح الدين، ويعلن أنهم يمنحون عشرة آلاف تأشيرة لمواطني إقليم كوردستان في السنة الواحدة.
* نود أن تكون النقطة الأولى التي سنتحدث بشأنها هي الأول من تشرين الأول الذي يوافق الذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية، ماذا كانت مكاسب السنوات السبعين الماضية؟
- الأول من أكتوبر هو ذكرى استقلال جمهورية الصين الشعبية، سنحتفل هذا العام بالذكرى السبعين لقيام الصين الجديدة. إن سبعين سنة لفترة قصيرة إذا قورنت بخمسة آلاف سنة من تاريخ الصين. خلال هذه السنوات السبعين، في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني والعمل الدؤوب لشعب الصين، حققنا الكثر من التقدم في مجالات مختلفة. لدي بيانات أود الإشارة إليها. مثلاً، قبل سبعين سنة، كان إجمالي الإنتاج المحلي الصيني 30 مليار دولار فقط، لكنه يتجاوز الآن ثلاثة عشرة تريليونات دولار، وتضاعف دخل الفرد 135 مرة، أي من 30 دولاراً إلى 9500 دولار. أصبح الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر بلد في مجال صناعة وتجارة البضائع. كما أن لديها أكبر احتياطي من النقد والمعادن الثمينة. تم خلال السنوات السبعين الماضية إنقاذ سبعمائة مليون صيني من الفقر، وهذا يعني أن في الصين أكبر طبقة وسطى في العالم، إذي يبلغ تعداد الطبقة الوسطى أربعمائة مليون فرد، ومن ناحية الخدمات الاجتماعية لدى الصين شبكة خدمات واسعة. فمثلاً، يشمل نظام الضمان والتأمين تسعمائة مليون شخص، ويشمل نظام الرعاية الصحية الأساس ملياراً وثلاثمائة مليون فرد. لذا يمكن القول إن الصين تغيرت كثيراً خلال السنوات السبعين الأخيرة.
* ألمس تطورات كبيرة في ما تشيرون إليه، ما هو السر وراء هذا النمو الضخم؟
- النقطة الأهم تتمثل في أن الحزب الشيوعي الصيني هو الذي يدير شؤون شعب الصين، الحزب الشيوعي الصيني يخدم الشعب، كما أن التقدم ناتج عن الجهد الشاق الذي يبذله شعب الصين. قمنا قبل أربعين سنة بصياغة سياسة التنمية والإصلاح، وهذه السياسة أدت إلى التقدم السريع للصين.
* والآن أود أن أعود بك من الصين إلى أربيل. أظن أنكم تشغلون منصب القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في أربيل منذ سنة ونصف، هل كانت لكم فرصة للتجوال في كوردستان خلال فترة عملكم هنا؟
- نعم، أنا هنا منذ سنة ونصف السنة، وخلال هذه الفترة، زرت السليمانية ودهوك، إضافة إلى أربيل. كما زرت مناطق جميلة مثل جبل كورك الذي يتمتع بمناظر جميلة جداً في الشتاء، وزرت بحيرة دوكان وهي أيضاً منطقة جميلة جداً.
* لو أجرينا مقارنة تراثية، هل تلمس نقطة مشتركة بين شعب كوردستان والشعب الصيني؟
- الصين وإقليم كوردستان كلاهما مهد لحضارة عريقة، فللصين تاريخ يعود إلى خمسة آلاف عام من الآن، وأعتقد أن لكوردستان أيضاً تاريخاً طويلاً، كما أن ثقافتي شعبي الصين وكوردستان قريبتان إلى بعضهما جداً، فالثقافتان آسيويتان شرقيتان. إنهما شعبان معطاءان مضيافان وهناك الكثير من الخواص المشتركة بين شعب الصين وشعب كوردستان.
* لو ركزنا على مجال التنمية، وأراد إقليم كوردستان محاكاة الصين في مجال ما، أي مجال تقترحون؟ وماذا على كوردستان أن يفعل ليحقق تقدماً كبيراً؟
- سبق وأن أشرت إلى نمو الصين في السبعين سنة الماضية، وخاصة بعد إعلان سياسة الإصلاح قبل أربعين سنة، حيث شهدنا تقدماً كبيراً، خاصة في المجال الاقتصادي. لدينا خبرة كبيرة ونحب أن نتقاسم تلك الخبرة مع حكومة كوردستان من خلال نشاطات مشتركة وتبادل وفود متنوعة. انتهت حرب داعش في كوردستان والوضع الأمني أكثر استقراراً، خاصة وأن الكابينة الحكومية الجديدة تشكلت بنجاح. أعتقد أن إعادة البناء تبدأ بعد الحرب. فالحرب أوقفت النمو الاقتصادي، وسيعود إلى مساره. في هذه المرحلة، تشجع الحكومة الصينية الشركات الصينية على القدوم إلى هنا والتنسيق مع شركات إقليم كوردستان.
* هل هناك شركة تنوي المجيء إلى إقليم كوردستان قريباً للبدء بالعمل؟
- عملت شركات صينية عديدة هنا في السنوات العشر الأخيرة، وحتى عندما كانت حرب داعش قائمة، وبنوا معامل في السليمانية وأربيل، مثل معامل السمنت والحديد. كما أن شركة هواوي ناشطة هنا في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وفي قطاع النفط لدينا فرق تدريب هنا، وخلال السنة والنصف التي أعمل فيها هنا، جرى الحديث عن التعاون في قطاع الكهرباء والنفط والغاز الطبيعي، وكذلك في الصناعات الصديقة للبيئة وفي الزراعة.
* أشار بيان لكم إلى نيتكم زيادة الاستثمار في كوردستان؟
- لأن الشعب الصيني صديق لشعب كوردستان، نحن مستعدون لمساعدة إقليم كوردستان وخاصة في المجال المالي. نحن ندعو الشركات الصينية للمجيء إلى هنا والاجتماع مع الشركات المحلية للعثور على فرص عمل مشترك. أعتقد أن هناك الآن شركات صينية متواجدة هنا تعمل في المجالين الصناعي والزراعي.
* كيف تقيم الوضع الأمني لإقليم كوردستان ودوره في رفع مستوى استثماراتكم هنا؟
- سؤال جيد، الاستثمار يقصد دائماً المناطق المستقرة. عانى إقليم كوردستان لسنوات طويلة من الحرب. من دواعي السرور أن الحرب انتهت. الوضع الأمني في تحسن يومي. لهذا أعتقد أن الصينيين سيتوجهون إلى هنا أكثر من أجل التنسيق مع شعب كوردستان.
* ما هو حجم التبادل الاقتصادي بين العراق وجمهورية الصين الشعبية؟
- لدينا علاقات وتنسيق جيد جداً مع العراق. أعتقد أن الصين هو أكبر شريك تجاري للعراق. فمثلاً في العام 2018، كان حجم التبادل التجاري بين الصين والعراق نحو 30 مليار دولار أمريكي، وأظن أن الصين هو أكبر شريك تجاري للعراق منذ عشر سنوات، وفي نفس الوقت فإن العراق هو ثالث أكبر شريك تجاري للصين من بين الدول العربية.
* أود الآن الانتقال للحديث عن الثقافة والتعليم، لا أدري إن كانت لكم معلومات عن افتتاح قسم للغة الصينية بجامعة صلاح الدين، في العام الدراسي الجديد، ما هو دوركم في هذا المشروع؟
- نعم، هذا خبر سار. بعد سنة من المحاولات المشتركة، وقع معهد كونفوشيوس الصيني اتفاقاً مع جامعة صلاح الدين، وسيتم في الشهر القادم افتتاح قسم اللغة الصينية في جامعة صلاح الدين. سيقبل القسم ما بين 20 و25 طالباً، وأرجو أن يتمكنوا بعد أربعة أعوام دراسية من التحدث باللغة الصينية بصورة جيدة جداً. كما نخطط لفتح قسم للغة الكوردية في جامعة بكين التي هي كبرى جامعات الصين.
* هل مازال ذلك في طور المحادثات، أم هناك خطة كاملة بهذا الخصوص؟
- نعم لدينا خطة، ومازلنا نجري محادثات حول الموضوع. نحن متفائلون بأن يفتتح قسم اللغة الكوردية في جامعة بكين في السنة القادمة.
* هل لديكم أي مشروع لدعم طلبة كوردستان ومنحهم زمالات دراسية في الصين؟
- فيما يخص التبادل الثقافي، يجب أن يكون هناك المزيد من العمل المشترك بيننا. نقوم سنوياً بدعوة أكثر من عشرة طلاب جامعيين من كوردستان لزيارة الصين، والبقاء هناك فترة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين. كما منحنا في هذه السنة ست زمالات دراسية لطلاب من جامعات كوردستان للدراسة في الجامعات الصينية. في مطلع هذه السنة أرسلنا نحو 60 شخصاً من هنا إلى الصين للمشاركة في دورات تدريبية في مجالات متنوعة. كما أقمنا دورات تدريبية هنا شارك فيها نحو 20 شخصاً. افتتحت القنصلية الصينية هنا منذ خمس سنوات، وقد قامت خلال هذه الفترة بتدريب نحو 500 مواطن من إقليم كوردستان. أعتقد أن هذا جزء هام من التبادل الثقافي بين الصين وإقليم كوردستان.
* لديكم مجموعة مؤسسات للسفر إلى الصين، للدراسة أو العمل التجاري، لكن هناك مشكلة كبيرة وهي أنكم لا تمنحون تأشيرات سفر إلى الصين من هنا، من كوردستان ومن أربيل، لماذا؟ يجب على المواطن أن يسافر إلى بغداد ويخوض إجراءات معقدة ليحصل على التأشيرة وأحياناً لا يحصل عليها؟
- صحيح، شكا كثيرون من هذا. لا تستطيع القنصلية الصينية في إقليم كوردستان منح تأشيرات حالياً. القنصلية افتتحت قبل خمس سنوات، وعدد دبلوماسيينا قليل، وفتح قسم لمنح التأشيرات بحاجة إلى المزيد من الموظفين والدبلوماسيين. طلبنا من الجهات العليا إرسال المزيد من الدبلوماسيين إلى إقليم كوردستان.
* هل استقدام دبلوماسيين صعب للغاية؟ وهل هناك مانع؟
- نعم، لدينا نحو 300 سفارة وقتصلية في أنحاء العالم، وعدد موظفي وزارة الخارجية قليل. نحن بحاجة إلى المزيد من الدبلوماسيين. لدينا الآن خمسة دبلوماسيين فقط في قنصليتنا هنا.
* لماذا لا تأتون بالمزيد، فتعداد سكان بلدكم يتجاوز المليار؟
- كقنصلية رفعنا الطلب إلى السفارة الصينية في بغداد، وفي العام الماضي منحت السفارة عشرين ألف تأشيرة للعراقيين، ونصف هذا العدد كان لمواطني إقليم كوردستان، أي عشرة آلاف تأشيرة.
* هذا يعني أن من الصعوبة بمكان منح تأشيرات السفر هنا في كوردستان، بينما أغلب المسافرين إلى الصين من مواطني كوردستان، ألا ينبغي التعامل مع هذا كمسألة جدية؟
- نعم، لو منحنا عشرة آلاف تأشيرة في السنة سنحتاج إلى المزيد من الدبلوماسيين هنا.
*هل يمكن أن تقدم لي جواباً محدداً، متى ستتمكنون من منح التأشيرات من هنا، من كوردستان؟
- نبذل كل جهودنا لفتح قسم لمنح التأشيرات هنا في السنة القادمة.
* إذن ستمنح تلك التأشيرات لرجال وسيدات الأعمال والطلبة والسياح؟
- أعتقد أن أغلبهم رجال وسيدات أعمال، أي الأشخاص الذين يريدون زيارة الصين لأغراض تجارية، وكذلك بعض الطلبة والمسؤولين الذين يريدون زيارة الصين.
* مازال النظام المصرفي في إقليم كوردستان في مرحلة النمو. ماذا يمكن أن تقدموا لتحسين النظام المصرفي في كوردستان ولتكون أعمالكم الاستثمارية في كوردستان أيسر؟
- القطاع المصرفي هام جداً في مجال التنسيق الاقتصادي. من المؤسف أنه لا توجد بنوك صينية هنا. على حد علمي، بدأت الصين وإقليم كوردستان قبل سنة محادثات حول سبل التنسيق في هذا المجال. التنسيق في القطاع المصرفي سيعود بالنفع على التعاون الاقتصادي. نحن نشجع البنوك الصينية على المجيء إلى هنا والتحدث إلى البنوك المحلية والتنسيق لإقامة نظام مشترك. المحادثات مستمرة حالياً. نأمل أن تسفر عن نتائج جيدة وأن ينشأ تعاون وتنسيق بين الجانبين في هذا المجال.
* يزور رئيس الوزراء العراق الصين لعقد اتفاقيات تجارية جديدة، ماذا سيكون موقع إقليم كوردستان في تلك التعاقدات؟
- أعتقد أن هذه الزيارة ستعزز العلاقات بين الصين والعراق أكثر من قبل. كما سيتم خلال هذه الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية. دعنا ننتظر ونعرف ما هي الاتفاقيات التي سيتم توقيعها. لكنني واثق من أن مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين سيرتفع، ما سيعود بالفائدة على شعب العراق وشعب إقليم كوردستان.
حاورته شبكة روداو الاعلامية