الأديبة کوردستان موکریاني: جريدة هاوكاري غيرت اسمي إلى "الحكم الذاتي"
September 27, 2019
مقابلات خاصة
في الحوار الآتي مع (د. كوردستان موكرياني) الأديبة والكاتبة والشخصية المعروفة، وهي في نفس الوقت ابنة الكاتب الكوردي المعروف (كيو موكرياني). تدلي فيه بشهادتها على مجموعة أحداث وتكشف عن بعض أسرار وخبايا عالم الثقافة الكوردستانية في العقود السابقة.في الحوار الآتي مع (د. كوردستان موكرياني) الأديبة والكاتبة والشخصية المعروفة، وهي في نفس الوقت ابنة الكاتب الكوردي المعروف (كيو موكرياني). تدلي فيه بشهادتها على مجموعة أحداث وتكشف عن بعض أسرار وخبايا عالم الثقافة الكوردستانية في العقود السابقة.في الحوار الآتي مع (د. كوردستان موكرياني) الأديبة والكاتبة والشخصية المعروفة، وهي في نفس الوقت ابنة الكاتب الكوردي المعروف (كيو موكرياني). تدلي فيه بشهادتها على مجموعة أحداث وتكشف عن بعض أسرار وخبايا عالم الثقافة الكوردستانية في العقود السابقة.
* قبل الحديث عنك شخصياً، كان لوالدك وعمك دور هام في مجالات الأدب والطباعة وحتى التصوير الفوتوغرافي، يسرني أن تحدثينا عنهما: من مهاباد إلى حلب، ولماذا انتقل والدك من مهاباد وحلب؟
- قبل أن يهاجر والدي إلى حلب، هاجر عمي، من مهاباد إلى تبريز ومراغة ثم إلى الدول المجاورة، ليبني نفسه. في الأخير توصل إلى فكرة شراء مطبعة ونصبها في مكان ما. اختار حلب لأن 90% من سكانها في تلك الأيام كانوا من الكورد، كما يقال. كما كان من المستحيل حينها إيصال جريدة (كوردستان) التي كان يطبعها البدرخانيون في الخارج، إلى كوردستان، فقرر عمي إنشاء مطبعة في كوردستان وينشر نتاجاتها ويعمل في الصحافة.
* هل عملت المطبعة في مجال الأدب والثقافة الكورديين في حلب؟
- نعم، لكن اندلعت الحرب العالمية الأولى وباتت سوريا من نصيب الفرنسيين الذين لم يكونوا يسمحون بأي نشاط للكورد، حتى النشاط الثقافي، رغم نشر أعداد صغيرة من مجلات وجرائد كوردية، لكنهم منعوها، وطبع هناك كتاباً بالكوردية بعنوان "برعم بلاد الربيع" وهو كتاب تاريخي، وعندما استقر عمي هناك دعا من بقي من أخوته للحاق به ليرعاهم.
* أي أن الاستاذ كيو ذهب إلى حلب بناء على طلب من المرحوم حسين حزني موكرياني؟
- نعم، أخذه أبوه، وعندما وصل إلى هناك استأجر له معلماً علمه العربية والفرنسية. بعدها التحق بكلية طب الأسنان، ولما كان في المرحلة الثانية في 1923، بدأ الفرنسيون يضايقون حزني ثم سجنوه بسبب نشاطه الثقافي الكوردي، وأطلقوا سراحه بشرط الرحيل عن البلد.
* هل كان الفرنسيون يعارضون كل نشاط ثقافي كوردي؟
- نعم، وأخبره الفرنسيون بأن الانكليز سيشكلون شبه دولة أو حكومة كوردية في شمال العراق، فاذهب ومارس نشاطك الكوردي هناك.
جاءا في 1925 إلى كوردستان، وأسسا مطبعة في رواندز سنة 1926، وفي نفس السنة أصدرا مجلة (زاري كرمانجي) استمرت في الصدور حتى 1932، وصدر منها 24 عدداً، قبل إيقافها من جانب حكومة بغداد.
* إلى جانب المطبعة، كان لوالدك وعمك دور هام في مجال التصوير الفوتوغرافي، ما الذي دفعهما للانخراط في هذا المجال؟
- جاءا بعنصرين تكنولوجيين إلى كوردستان، وأشار عمي إلى ذلك في أول أعداد زاري كرمانجي، حيث يقول فعلت هذا لأن الكورد يستطيعون التقدم فقط عن طريق العلم والتعلم ويجب أن يتوجهوا إلى المدارس، وهم بحاجة إلى كتب، والكتب بحاجة إلى مطابع تطبعها. يمكنني القول إنه كان يفكر في ثورة ثقافية وعلمية عندما جلب المطبعة. أما والدي فقد ركز على التصوير، وكانا أول من جاء بكاميرا إلى كوردستان، كان هدفهما الرئيس تصوير المثقفين الكورد بها ليقولوا للناس والعالم إن الكورد لم يلجأوا للسلاح فقط من أجل نيل حقوقهم، بل عندهم مثقفون أيضاً.
* كيف كانت نظرتهما إلى الفكر القومي الكوردي؟
- كانا قوميين جداً، بحيث سميا مطبعتهما (كوردستان) وكان معجمه يحمل اسم كوردستان، وأنا اسمي كوردستان، وكل أولاده وعددهم ثمانية يحملون أسماء كوردية، وكلما علم بولادة مولود في أربيل ذهب ليطلق عليه اسماً كوردياً.
* ما هي المجلات والجرائد التي أصدروها؟
- أولاً زاري كرمانجي في رواندز، ثم (رووناكي) التي صدر منها 11 عدداً في أربيل خلال الفترة 1935-1936، وأغلقت بسبب نشر موضوع يطالب فيه بتوفير الماء لأربيل. ثم في مطلع الخمسينيات كانت جريدة (هولير) تطبع في مطبعة كوردستان، وخلال الفترة 1954-1960 طبعت مجلة (هتاو) التي كان كيو موكرياني رئيس تحريرها.
كان كيو موكرياني يكتب أغلب مواد الأعداد الأولى من هتاو، كما كان حزني موكرياني يفعل في رووناكي، وزاري كرمانجي، إلى أن بدأ الناس بالكتابة لهم. فكانت تأتي مواد تعنى بالصحة لهتاو من أمريكا يكتبها الطبيب (طاهر مريواني)، وكذلك كانت ترده مواد من إسطنبول وطهران وبغداد وأغلب مدن أجزاء كوردستان الأربعة.
* كيف كانت علاقات عائلتكم بالمستشرقين والشخصيات غير الكوردية؟
- كان المستشرقون يبحثون عن أشخاص مهتمين بالكتابة والتاريخ والشعر، كما كان يولون اهتماماً كبيراً بالمطابع، وقد نشرتُ رسائل وجهها مينورسكي إلى حسين حزني موركياني، ولما كان في بغداد تلقى حسين حزني زيارات من مستشرقين ومن بينهم (مكنزي) الذي أذكر أنه زارنا وأنا طفلة، فقال له أبي لماذا شكلتم للعرب 22 دولة وبخلتم على الكورد بدولة واحدة، ثم ناداني وقال هذه ابنتي وقد سميتها كوردستان، وكذلك فعلت مع عشرات الأطفال في أربيل، لتحفظ بناتنا هذا الإسم الذي سيبقى.
* يبدو أنه أطلق عليك هذا الاسم لغاية ما؟
- نعم، بعد سقوط جمهورية كوردستان في شرق كوردستان، كان يريد لهذا الاسم أن يبقى، فأطلقه على كثيرين، وأنا منهم، كان يعتز بهذا الاسم كثيراً، وكلما زارنا أجنبي ناداني وطلب مني ان آتيهم بالشاي، لكي يخبرهم بأن اسمي كوردستان، لكن هذا الاسم سبب لي مشاكل فيما بعد.
فكانت الجهات الحكومية تقول لي اسمك كوردستان إذن أنت انفصالية وحرموني لهذا السبب من الجنسية العراقية التي طلبتها لألتحق بالدراسة الجامعية وكان أبي حينها سجيناً في الكوت أو الحلة. كان اسم الموظف (يعرب شيت خطاب) وأخبرني بأني لن أحصل على الجنسية طالما أحمل هذا الاسم، وقال غيري اسمك إلى عربية، فقلت لا لأن هذا الاسم هو أول هدية من والدي. استغرق حصولي على الجنسية سنة، وقد دفعت 500 دينار لأحصل عليها.
بلغت مشكلتي تلك رئيس الوزراء (طاهر يحيى) وهو الذي وافق على منحي الجنسية لقاء 500 دينار.
* تسبب أحد كبار مسؤولي البعث، وكان يدعى (فائق عثمان) وقتل في 1976، في مشكلة لك في واحدة من الجرائد؟
- لدى عودتي من موسكو، جاءني مراسل جريدة هاوكاري (فرياد جاف) لإجراء مقابلة معي، ونشرها بعنوان "حوار مع د. كوردستان موكرياني" فخط فائق عثمان بقلمه خطاً على كوردستان وكتب "الحكم الذاتي"، لينشر الحوار بذلك العنوان. في اليوم التالي، وكان (برهان قانع) هناك وذهب لتسلم الجريدة، فوجد اسم كوردستان قد غير وكتب بدلاً عنه الحكم الذاتي، فقال لا ينبغي أن ينشر بهذه الصورة، وذهب إلى المدير العام وقال هذه اسمها كوردستان وليس الحكم الذاتي.
* بدأت الدراسة في مدرسة الأيوبية؟
- نعم كنت في مدرسة الأيوبية الابتدائية للبنات في حي (طيراوا)، وقد تأسست هذه المدرسة في 1936، وكانت مدرستي المتوسطة وكذلك الإعدادية قريبة منها، لكن أغلب مدرسينا كانوا من الموصل، والقليل منهم كورد.
* يعرف عن الموصليين أنهم عروبيون متطرفون، هل كان ذلك بيناً؟
- لم ألمس ذلك عندهم، فمثلاً كان يتم رفع العلم، وكنت في الصف الثاني وجعلوني أرفع العلم، لكن عندما كنت أذهب إلى البيت كانت تحدث مشكلة، كانت أختي (كوهر) معي في المدرسة، وتخبر أبي بما يحدث، وكان والدي يقول أي بنيتي أنت اسمك كوردستان كيف ترفعين علماً لا يحمل أي رمز يدل على كوردستان.
* أصر والدك على أن تدرسي في القسم الكوردي، هل لذلك علاقة بخلفيته الكوردية وعمله في مجال الأدب والكتابة، أم ماذا؟
- كان يحب أن يواصل أحد أولاده المسير في هذا الاتجاه، الذي اتخذه هو وأخوه، ولمس فيّ القدرة على الكتابة وأني كنت أحب المطالعة، كذلك كانت أخواتي الأخريات كثيرات المطالعة لكنهن لا يكتبن، وكنت الوحيدة التي تكتب من بين أولاده الثمانية.
حاورتها شبكة روداو الاعلامية