الاديب والموسوعي الكوردي جلال زنكابادي: سعيت لتحقيق الكوردية الموحدة
September 15, 2019
مقابلات خاصة
قلم ذو قامة شامخة، لكنه يعيش منزويا في الظل. كاتب موسوعي مع ذلك نشر حتى الآن اقل عدد من الكتب. لغوي ضليع في الكوردية والعربية مع معرفة واسعة بعدد آخر من اللغات الشرقية والغربية، الا انه لم يتقدم الصفوف في المحافل الادبية والثقافية. انه جلال زنكابادی..حاوره: طارق كاريزي
حصریا لــ كولان العربی
قلم ذو قامة شامخة، لكنه يعيش منزويا في الظل. كاتب موسوعي مع ذلك نشر حتى الآن اقل عدد من الكتب. لغوي ضليع في الكوردية والعربية مع معرفة واسعة بعدد آخر من اللغات الشرقية والغربية، الا انه لم يتقدم الصفوف في المحافل الادبية والثقافية. مترجم متمرّس ذو قدرة نادرة على ترجمة ونقل النصوص بين اللغات التي يجيدها، مع هذا لم تشهد المكتبات ترجمات توازي امكانياته وقدراته. رجل مازال يحتفظ بالكثير من اناقة الشباب بهندامه المرتب وتنسيق ملابسه. مشكلته الكبرى هو ضعف قدرة السمع لديه.
التقيته في مقهى مجكو الشهير في قلب اربيل، اهداني مجموعة من مطبوعاته القيَمة، وانفتح حوار جميل بيننا. وجهت الكثير من الاسئلة اليه، الا انه كان يقتضب في الاجابة او يتحاشى التوضيح، ليس من باب الخشية ابدا، فهو يمتلك شجاعة واقدام البيشمركة (بالطبع في ساحات الادب والمحاوارات الثقافية وليس في ميادين القتال والوغى)، الا انه لا يفشي الكثير مما لديه. سألته:
*اراك والهم قد احاط بك؟
-تبقى الدنيا دار الهموم والضنون، لدي اربعة مرضى في البيت وبضمنهم سيدة المنزل التي تعاني من داء عضال. هذا الامر هو احد مصادر تراكم الهموم لدي، اضافة الى موت احد اولادي وهو في ريعان الشباب.
*اعانك الله استاذنا القدير، وبذلك قلما نراك في الاوساط الادبية والفعاليات الثقافية؟
-لقد اخترت العزلة، فالعمر تقدم نوعا ما ونمط الحياة قد طرأ عليها الكثير من التغيير والمكيجة بل وحتى التشويه، وامزجة جيلنا التي جبلت على الصدق والوفاء والتواصل، لا تتوافق مع قيم العولمة والقولبة الرهيبة التي باتت تبسط اجنحتها فوق كل حدب وصوب.
*قامة كبيرة ونتاجات منثورة، ما العلة في ذلك؟
-بداياتي مع عالم الكتابة كانت منذ وقت مبكر جدا، وبحكم الدراسة باللغة العربية فقد كانت هذه اللغة بالنسبة لي النافذة نحو عالم الادب والثقافة، واثناء دراستي في معهد المعلمين في بعقوبة، تيسر لي التعرّف على عدد من المواهب الثقافية الكوردية المشرقة منهم الكاتب الراحل جبار جباري والاستاذ شاكلي وآخرين، وقد فتحت تلك الزمالات مع هؤلاء الكتاب والنخب الكوردية لي باب الادب والثقافة الكوردية واسعا.
*من الملاحظ ان الجزالة سمة نصوصك الادبية وكتاباتك عموما؟
-اللغات بحور تثير فضول المتابع حتى توقعه في عشق الكلمات ومعانيها، والحس الجمالي وربما تحديات الابداع تدفعه الى الغوص عميقا في اعماق اللغة. مع ان صلتي بلغتي الام جاءت بعد المامي الواسع باللغة العربية، الا ان عشق الكلمات وما تخفيها من معان ومغاز، قد شكل لي دافعا قويا لاغوص حد العشق في اللغة الكوردية ومن ثم تتبعت كنوز مختلف لهجاتها، بل ان العشق الخفي والداهم قد مهد لي الطريق بان اختط لنفسي اسلوبا خاصا في الكتابة باللغة الكوردية، حيث اعشّق النصوص بلؤلؤ الكلمات من جميع اللهجات الكوردية، ومن المؤكد انا اتقصد ذلك ولي فيه مأرب بلورة اسس اللغة الكوردية الموحدة التي يستطيع من خلالها جميع الكورد التخاطب بينهم بغض النظر عن لهجاتهم المختلفة.
*ربما سؤال يتكرر باستمرار، لم اصداراتك قليلة بشكل لا يتناسب ومنزلتك الادبية والثقافية؟
-لا اعلن سرّا على الملأ حين اقول، بان الشطر الاعظم من كتاباتي قد نشرت في صفحات الجرائد والمجلات، وبذلك فقد نشر بيدر حصادي الثقافي منثورا وموزعا بين العشرات من الصحف والمجلات، مرّت الكثير من السنين من دون ان افكر باصدار نتاجاتي على شكل كتب. اقول بان الاقدار ربما هكذا شاءت بان تقودني الى النشر الآني دون الانتظار طويلا من اجل اصدار الكتب.