عبدالامير مهدي: هناك جهل مطبق عن الكورد
July 30, 2019
مقابلات خاصة
منتسب يعمل في احدى مؤسسات وزارة الداخلية العراقية. سابقا كان واجبه في احدى محافظات اقليم كوردستان، نقل مع زملاءه منسبين في محافظة ديالى. انه المواطن عبدالامير مهدي رب اسرة محبة للثقافة والفنون. اولاده (بنينا وبنات) من المواظبين على زيارة مكتبة كاريز واستعارة الكتب والمطبوعات منها، محقيين ارقاما قياسية في قراء اكبر عدد من مطبوعات المكتبة. في آخر زيارة له الى مكتبة كاريز، تحدث المواطن عبدالامير مهدي رب الاسرة المولعة بالقراءة ومنتسب وزارة الداخلية العراقية حول حالة اثارة استغرابه. نستعرض من خلال الاسئلة التي طرحناها على عبدالامير، سبب حالة استغرابه:حاوره: طارق كاريزي
منتسب يعمل في احدى مؤسسات وزارة الداخلية العراقية. سابقا كان واجبه في احدى محافظات اقليم كوردستان، نقل مع زملاءه منسبين في محافظة ديالى. انه المواطن عبدالامير مهدي رب اسرة محبة للثقافة والفنون. اولاده (بنينا وبنات) من المواظبين على زيارة مكتبة كاريز واستعارة الكتب والمطبوعات منها، محقيين ارقاما قياسية في قراء اكبر عدد من مطبوعات المكتبة. في آخر زيارة له الى مكتبة كاريز، تحدث المواطن عبدالامير مهدي رب الاسرة المولعة بالقراءة ومنتسب وزارة الداخلية العراقية حول حالة اثارة استغرابه. نستعرض من خلال الاسئلة التي طرحناها على عبدالامير، سبب حالة استغرابه:
*انت من سكنة اقليم كوردستان ودوامك في احدى المحافظات العراقية التابعة للحكومة الاتحادية؟
-نعم، سابقا كان محل واجبنا في احدى محافظات اقليم كوردستان، اما الآن فاننا منسبون لاداء مهامنا وواجباتنا في محافظة ديالى.
*ما طبيعة الوضع الامني في ديالى؟
-سبق وان شهدت المحافظة في السنين الماضية حالة واسعة من عدم الاستقرار الامني بعد سيطرة التنظيمات المتطرفة والمسلحين الارهابيين على مناطق واسعة من ديالى. واستطاعت القوات الامنية العراقية بما فيها قوات بيشمركة كوردستان، من تطهير كافة مناطق المحافظة من المجاميع الارهابية التي سبق وان بسطت السيطرة على مساحات واسعة من المحافظة. تتمتع محافظة ديالى حاليا بحالة من الاستقرار الامني نسبيا، فالمدن والبلدات التي سقطت بيد المجاميع المسلحة المتطرفة تم تحريرها بالكامل، مراكز المدن والبلدات والطرقات الرابطة بينها، مؤمنة جميعا، الا ان المناطقة الريفية النائية مازالت تشكل مسرحا لحركة مسلحي المجاميع المتطرفة حيث تنشط هناك، وهي بذلك تشكل تهديدا امنيا جادا ضد الاستقرار والسلم الاهلي في المحافظة. باعتقادي وبحسب الذي تنقله وسائل الاعلام وقنواته، تنظيم داعش يعيد حاليا اعادة ترتيب تنظيمه.
*هل تجد تفاوتا في العادات والتقاليد بينك وبين زملاءك من العراقيين العرب؟
-المشترك بين الجانبين ليس بقليل، مع هذا فهناك فروقات في السلوك والتقاليد اليومية وصولا الى نمط التفكير وتفهم الآخر. من غرائب الامور ان اسمع من زملائي العراقيين العرب بان تأريخ الكورد في العراق يبدأ منذ عام 2003 وكأن الكورد قوم هبطوا على حين غفلة من السماء ليحلوا في ارض كانت فارغة فعمروها خلال سنين قلائل، او حلوا في ارض الآخرين طاردين اياهم بقوة سحرية. يبدو ان جهلا مطبقا يلف العلاقة بين الشعبين، جهل يثير الاستغراب والدهشة، خصوصا عندما اسمع غرائب الحديث والآراء عن شعبي الكوردي من زملائي العرب.
*وهل تقوم بتوضيح الامور فيما يتعلق بالكورد لهم؟
-المهمة ليست سهلة، احد زملائي من العراقيين العرب وهو معمر قال، لا تحمل نفسك عناء التحدث لهؤلاء لانهم يعيشون في ظلمة وعتمة تجاه الكورد، انا سبق لي وان خدمت في الجيش العراقي السابق في حلبجة وسيد صادق، انا اعرف الكورد.
*وما هو تعليقك على ايضاح زميلك المعمر هذا؟
-شيء غريب ان يعرفك الآخر من خلال حملات القمع العسكري التي قادها النظام السابق ضد شعب كوردستان وثورته التحررية، ومن جهتي قلت له بانني اشفق على حال زملائي هؤلاء الذين يعيشون العتمة فيما يتعلق بالشعب الجار لهم وبالشعب الذي يشاركهم الوطن منذ تأسيس الدولة العراقية.
*وهل انت بصدد تقديم مبادرة من اجل رفع ستار العتمة بين شرائح من كلا الشعبين؟
-قدومي الى مكتبة كاريز هو لهذا الغرض. فهل تتوفر في المكتبة كتبا عن الكورد وتاريخهم باللغة العربية؟ انا بصدد ان آخذ معي في كل فترة دوام كتابا عن الكورد وكوردستان كي يطلع عليه زملائي في الدوام. وقدر تعلق الامر بي، فانني ساقوم بما لدي من معلومات متواضعة ومن خلال المصادر التي تزودني بها مكتبة كاريز، بتبصير زملائي من العراقيين العرب بواقع أمر الكورد وتأريخهم.
مكتبة كاريز اعارت السيد عبدالامير مهدي كتابا بعنوان (الكورد) للمستشرق الروسي باسيل نيكيتين والصادر عن الاكاديمية الكوردية في اربيل باللغة العربية. عسى ان يكون هذا الكتاب بوابة لاطلاع هؤلاء المواطنين العراقيين الذين لا يعرفون شيئا عن واقع الشعب الكوردي وموطنه كوردستان، بل انهم يعيشون وسط تخيلات واوهام ما انزل فيها الله من سلطان