• Thursday, 05 December 2024
logo

ستیف لوتس: يجب التأكيد على القطاع المالي والمصرفي في العراق وإقليم كوردستان

ستیف لوتس: يجب التأكيد على القطاع المالي والمصرفي في العراق وإقليم كوردستان
زار وفد كبير من رجال الأعمال والتجار الأمريكيين إقليم كوردستان، في الأسبوع الماضي، وكان على رأس الوفد رئيس الغرفة التجارية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ستيف لوتس، الذي يرى بأن هناك فرصاً استثمارية كثيرة في إقليم كوردستان، وأن المسؤولين في الإقليم حريصون على استقدام الشركات الأمريكية إليه، وأنه سيطلع الأمريكيين على هذا عند عودته: يتحدث لوتس عن هدف زيارة الوفد الأمريكي إلى إقليم كوردستان: ,,
زار وفد كبير من رجال الأعمال والتجار الأمريكيين إقليم كوردستان، في الأسبوع الماضي، وكان على رأس الوفد رئيس الغرفة التجارية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ستيف لوتس، الذي يرى بأن هناك فرصاً استثمارية كثيرة في إقليم كوردستان، وأن المسؤولين في الإقليم حريصون على استقدام الشركات الأمريكية إليه، وأنه سيطلع الأمريكيين على هذا عند عودته: يتحدث لوتس عن هدف زيارة الوفد الأمريكي إلى إقليم كوردستان:

س: على ماذا اتفقتم مع مسؤولي إقليم كوردستان ورجال الأعمال وتجار إقليم كوردستان؟

ستيف لوتس: أسعدنا كثيراً أننا في أول أيام زياتنا وقعنا مذكرة مع الغرف التجارية في كوردستان. تؤكد المذكرة على عمل الطرفين معاً كمجموعتين تجاريتين. التركيز الكلي هو على التنسيق والتبادل، بعضه على أساس المعلومات، أي أن نقوم بتزويد الشركات الأمريكية بمعلومات عن الفرص الاستثمارية والنشاط التجاري في هذا الإقليم، والقسم الآخر يتمثل في قيامنا بتزويد المستثمرين والشركات هنا ببيانات عن إيجاد شركاء في أمريكا، بل والعثور على فرص استثمارية في أمريكا. إضافة إلى تبادل المعلومات، تهدف زيارتنا إلى استقدام رواد قطاع الاستثمار إلى المنطقة ليطلعوا بأنفسهم على الوضع، ويجلسوا إلى طاولة واحدة مع المستثمرين هنا ويتحدثوا إليهم وجهاً لوجه.

س: ما سبب تفكير الولايات المتحدة الأمريكية الآن في تطوير العلاقات التجارية مع إقليم كوردستان؟

لوتس: سؤال جيد. نحن في الغرفة التجارية الأمريكية نمثل ثلاثة ملايين شركة أمريكية، ذات أحجام مختلفة واختصاصات متنوعة، من الولايات الأمريكية الخمسين. نحن لا نزور كل الدول، بل نركز على المناطق التي يمكن أن نعمل فيها. نعلم أن العراق وإقليم كوردستان يمران بفترة مهمة. نعتقد أن هذه فرصة للشركات الأمريكية للمجيء إلى هنا، والاستثمار. نعلم أن التنافس شديد، وشركات المنطقة متواجدة هنا، تستثمر وتعمل في التجارة. كما سمعنا بوجود رغبة كبيرة هنا لاستقدام الشركات الأمريكية للعمل المشترك والاستثمار وزيادة النشاط التجاري وتثبيت موطئ قدم لها. زيارتنا تهدف إلى العمل على هذا.

س: إلى أي مدى يثير قطاع النفط والغاز بإقليم كوردستان اهتمامكم استثمارياً، أم أنكم تركزون على الاستثمار في قطاع الخدمات؟

لوتس: تاريخياً، لقي قطاع الطاقة في المنطقة عموماً، وفي دول الشرق الأوسط والعراق وإقليم كوردستان، اهتماماً كبيراً، لا شك أنه يحظى بجانب من اهتمامنا. نعلم بوجود حاجة وفرص للاستثمار في العديد من القطاعات. كما نعلم أن الحكومة هنا تولي اهتماماً خاصاً بالزراعة، وكذلك بالصناعة والاستثمار، إضافة إلى تنمية قطاع السياحة. نلمس فرص استثمار متاحة للشركات الأمريكية، لنقل خبراتها وتجاربها إلى هنا، مثلاً في قطاعات، المالية، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، النقل والأمور اللوجستية. بصراحة، نعتقد أن فرص الاستثمار واسعة، لذا أردنا استقدام وفد موسع لا يمثل صناعة أو قطاعاً بعينه، بل شركات تعمل في كافة المجالات.
س: في كوردستان ماء وأرض ملائمة للزراعة، ماذا ستكون خطط الشركات الأمريكية لهذا القطاع الستراتيحي؟

لوتس: أنا أحب قطاع الزراعة كثيراً، فقد نشأت في مزارع إنديانا. أمريكا دولة كبيرة المساحة وهناك اهتمام كبير بالزراعة. لدي معرفة كبيرة بهذا القطاع لأن لي خبرة فيه. هناك الكثير لتركز عليه الشركات الأمريكية في قطاع الزراعة بإقليم كوردستان العراق. مثلاً يمكنها التركيز على الأمن الغذائي. السؤال هو: إن جرى العمل هنا، هل لديكم حقول زراعية خاصة صغيرة، أم تريدون التأكيد على الإنتاج الموسع، أم اتباع طريق وسط تعمل فيه شركات كبيرة متخصصة في هذا المجال، مع المزارعين على زيادة إنتاجهم وخدمة الأمن الغذائي. هذا يخدم مصالح ثلاثة أطراف، المزارعين والشركة الزراعية الكبيرة وهذا الإقليم، من خلال ضمان الأمن الغذائي.

س: يجري بناء أكبر قنصلية أمريكية في أربيل. أليست العلاقة الاقتصادية الخجولة بين أمريكا وإقليم كوردستان، غير متناسبة مع العلاقات الواسعة الأمنية والعسكرية والسياسية بينهما؟

لوتس: هذه ملاحظة هامة. نحن نعتبر العلاقات الاقتصادية هي الأعلى قيمة، فهي عماد كل العلاقات. هناك أعمدة أخرى تقوم عليها العلاقات، كتلك الأمنية والدبلوماسية، وهي أيضاً هامة. لكننا كمشجعين للاستثمار والتجارة وكممثلين لشركات القطاع الخاص وصغار المستثمرين والشركات الكبرى، لا شك نركز بالدرجة الأساس على الجانب الاقتصادي. النقطة المهمة هي أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب أن يقوم به القطاع الخاص الأمريكي هنا في إقليم كوردستان، وفي العراق عموماً، وفي الشرق الأوسط أيضاً. إنه أمر نريد التفكير فيه بطريقة ستراتيجية، ولأن وفدنا التجاري هذا زار المنطقة، نعمل على استقدام رواد التجارة إلى هنا ليروا الوضع بأنفسهم. ليلتقوا صناع القرار، ويشهدوا حالة الاستثمار هنا ويدركوا الفرص. رغم وجود تقدم، فإن هناك الكثير لعمله.

س: انسحبت الشركات النفطية بعد مجيء داعش، هل تعتقد أن بإمكان الشركات الأمريكية أن تعمل هنا من جديد على تطوير قطاع الطاقة في إقليم كوردستان؟

لوتس: من المؤكد أننا نعتقد بأن عدداً كبيراً من الشركات الأمريكية سيتوجه إلى هذه المنطقة للعمل، ليس في قطاع الطاقة فحسب، بل في الكثير من القطاعات التي ذكرتها. نعتقد أن هذا مهم جداً. لا شك أن قرار الاستثمار هو بيد الشركات لتستثمر في بلد آخر، وهذا يختلف من شركة إلى أخرى. يتمثل دورنا في توفير فهم أفضل للوضع الاستثماري، وفهم الآليات السياسية التي يقف بعضها وراء تلك القرارات التي تتخذها الشركات للاستثمار في المنطقة. لا شك أننا متفائلون، ليس فقط بقدوم شركات الطاقة، بل شركات الصحة، تكنولوجيا المعلومات، والزراعة إلى هنا وانتهاز الفرص الاستثمارية.

س: عبر إقليم كوردستان باستمرار عن رغبته في أن تكون علاقاته مع أمريكا جيدة جداً. كان الأمريكيون فاترين جداً في البداية تجاه تطوير قطاع النفط والغاز في كوردستان. لماذا تصرفت أمريكا بتلك الطريقة في السنوات الماضية؟

لوتس: ليس قلب صفحات الماضي من شأننا. نحن سعداء بأننا هنا. التقينا الرئيس نيجيرفان البارزاني. التقينا رئيس الوزراء مسرور البارزاني. تعشينا مع قوباد الطالباني. كل محادثاتنا مع كبار المسؤولين هؤلاء وأعضاء البرلمان والمحافظين، أكدت على المستقبل. لم يذكر إلا الشيء القليل جداً عن الماضي. الجميع تحدثوا عن المستقبل. ما سمعناه من المستثمرين ورجال الأعمال، هو أن الحكومة تصر على الإصلاح ليكون إقليم كوردستان العراق محط أنظار الشركات الدولية والأمريكية، لتأتي وتستثمر هنا. الإصلاح يشمل جعل المؤسسات إلكترونية وتفعيل كافة مفاصل الحكومة. تعزيز حكم القانون وزيادة فعالية النظام المالي. كل هذا سيساعد في توجه الشركات الأجنبية إلى هنا لتبدأ الاستثمار. بعد زيارتنا هذه واجتماعاتنا مع المسؤولين والتجار تبين لنا أنه لا توجد فقط إرادة، بل هناك إصرار على إجراء مجموعة إصلاحات تستقطب النشاطات التجارية والاستثمار.

س: كنتم في السابق المدير القانوني للشؤون الدولية في وزارة التجارة الأمريكية، كيف تجدون قوانين وإجراءات إقليم كوردستان المتعلقة بالاستثمار؟ ما هي التغييرات القانونية التي ترون أن على حكومة إقليم كوردستان إجراءها للفت انتباه المستثمرين الأمريكيين؟

لوتس: أعتقد أن هيئة استثمار كوردستان قامت بعمل جيد، وهناك قانون استثمار جيد. هناك نواقص قد تكون خارجة عن إرادتهم كتلك المتعلقة بالقطاعين المصرفي والمالي. مثل طمأنة المستثمرين على حصولهم على مستحقاتهم في الموعد المحدد. هناك أيضاً نقطة تتعلق بتطبيق القانون عند ظهور خلاف على بنود العقود. ربما تكون هذه الأمور خارجة عن سلطة هيئة الاستثمار، لكننا عرفنا من مسؤولي الحكومة أن لديهم إرادة لتنفيذ الإصلاحات، لتحسين بيئة الاستثمار والتجارة ولفت انتباه المستثمرين الأمريكيين.

س: لديكم اطلاع كامل على الوضع الاقتصادي لدول الشرق الأوسط، وتتولون الآن إدارة المجلس الاقتصادي الأمريكي المشترك مع العراق، مصر، قطر والسعودية. أي هذه الدول يمكن أن يتخذ منه إقليم كوردستان نموذجاً يتبعه؟

لوتس: سؤال جيد. نحن ندرك أن كل بلد مختلف من حيث شعبه وثقافته عن غيره من البلاد، كذلك تختلف أساليب التجارة. هناك معايير دولية ستساعد في حال اتباعها. منها حماية الملكية الفكرية. خاصة عند تعلق الأمر بالتكنولوجيا المتقدمة، أو المجالات الأخرى كصناعة الأدوية، شركات تكنولوجيا المعلومات، أو مجالات الإبداع الأخرى كصناعة الأفلام. إذا أردت اجتذاب الاستثمار في تلك المجالات، وعرفوا أن حقوق الملكية الفكرية محفوظة هنا، فإنه يهمهم كالدم الذي في العروق. لذا يجب أن يكون هذا الضمان موجوداً لاجتذاب تلك الصناعات للعمل في إقليم كوردستان.

س: ما هي النواقص التي لمستها في النواحي الاقتصادية والتنموية، والتي يجب أن تسرع حكومة إقليم كوردستان في العمل على حلها؟

لوتس: أنا لم أجد شيئاً بهذه الدرجة من السوء. أعتقد أن أهم شيء هو أن لديكم قيادة ملتزمة بإجراء الإصلاحات، حسب ما فهمنا. سننقل هذه الرسالة إلى واشنطن، ونبلغ الغرف التجارية والمستثمرين بأن حكومة إقليم كوردستان ترغب في العمل مع الشركات الأمريكية. قد تكون هناك شركات بحاجة للمزيد من الوقت مقارنة بغيرها. الأمر الأهم هو أن لكم مسؤولين يتمتعون بإرادة الإصلاح، أبوابهم مفتوحة على المناقشة وبحث كل المواضيع، لتقديم التسهيلات لنا لاستقدام المستثمرين والبدء بالعمل. هذه الإرادة هامة جداً بالنسبة لنا.

سو: هل يمكن أن يصبح إقليم كوردستان مركزاً كبيراً لتوفير الطاقة، وخاصة الغاز، لدول المنطقة، خاصة تركيا أو الدول الأوروبية التي تعد حليفة رئيسة لأمريكا؟

لوتس: أرى أن من المهم جداً أن تكون هناك آمال وأهداف. تسنت لنا فرصة اللقاء مع وزير الموارد الطبيعية، آشتي هورامي. تحدث عن أن هناك فرصاً كثيرة للاستثمار هنا، ليس في قطاع النفط والغاز فقط، بل في قطاع الثروات المعدنية أيضاً. تعمل شركة HKN منذ سنوات عديدة في إقليم كوردستان. إنها مثال الشركة الأمريكية التي تعمل منذ فترة طويلة هنا، ومستمرة في الالتزام بالعمل في إقليم كوردستان. نريد أن نرى المزيد من هذه الأمثلة وأن نرى أن إقليم كوردستان قد حقق أهدافه في قطاع الطاقة.

س: كيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد في تطوير القطاع المالي والمصرفي في إقليم كوردستان، وخاصة ستي بانك الذي هو واحد من أكبر بنوك العالم وهو موجود ضمن وفدكم؟

لوتس: ما سمعناه وندركه هو أنه يجب التأكيد كثيراً على القطاع المالي والمصرفي في كل العراق، وبضمنه إقليم كوردستان. إن إجراء الإصلاح في القطاع المالي والمصرفي وتحديثه مهم جداً، ومن طرق تحقيقه تطبيق السياسات والمعايير الدولية للقطاع المصرفي. ليصبحوا جزءاً من المجتمع الدولي للقطاع المصرفي. يعمل ستي بانك منذ سنوات عدة في العراق، يستطيع المساعدة من خلال الإشراك في خبراته وتقديم المشورة والتوجيهات للمسؤولين الحكوميين والشعب ولشركائه. القطاع المالي يؤثر على كل الاقتصاد. تحديث النظام المصرفي في العراق واحد من أهم الأمور التي نركز عليها كمجتمع مستثمر. أسعدنا أن يكون ستي بانك جزءاً من وفدنا.

س: بعض التجار والشركات التي معكم، كانت هذه زيارتهم الأولى إلى كوردستان، هل قرروا بعد هذه الزيارة العودة إلى هنا مرة أخرى للاستثمار؟

لوتس: هذا هو هدفنا. معنا خليط من الشركات، بعضها كان هنا من قبل، وعمل بعضها هنا من قبل، بينما هذه هي الزيارة الأولى لبعضها. سنقوم لدى عودتنا بتقييم زيارتنا. لكي نعرف ما هي نوايا تلك الشركات، خاصة التي تزور المنطقة للمرة الأولى. يجب أن تدرس الوضع، وسنساعدها من خلال توفير المعلومات أو الاجتماع معها إذا دعت الحاجة. يجدر بي أن أقول إننا وجدنا الأبواب هنا مشرعة في وجهنا، وأكدت السيدة ممثلة حكومة إقليم كوردستان في أمريكا، بيان سامي عبدالرحمن، على أن الأبواب مشرعة في وجهنا.

كما يجدر بي أن أقول إن اثنين من مساعدي كانا معي في هذه الزيارة، وكانت هذه زيارتهما الأولى للعراق، ولم يريا أربيل من قبل، ودهشا كثيراً. كما استثمرنا بعض الوقت لزيارة جبل كورك ودوكان وقلعة أربيل. يجب علي أن أقول كما أن فرص الاستثمار في إقليم كوردستان كثيرة، كذلك هي طبيعته الجميلة. هذا يعني أن قطاع السياحة قابل للتنمية. نأمل أن نتمكن من جذب بعض الشركات الأمريكية للاستثمار في القطاع السياحي.







اجرته شبكة روداو الاعلامية
Top