القنصل العام الإيراني بأربيل لا يتوقع تأثر علاقات إيران وإقليم كوردستان بالخطاب الأمريكي
June 1, 2019
مقابلات خاصة
أعلن القنصل العام لجمهورية إيران الإسلامية في أربيل، مرتضى عبادي، أن أمريكا حذرت مسؤولي إقليم كوردستان مرات وطلبت منهم إيقاف التبادل التجاري مع الجمهورية الإسلامية، وقال إنه يعتقد أن هذه التهديدات لن تؤثر على العلاقات الثنائية وأن "مسؤولي إقليم كوردستان أكدوا رفض تدخل طرف ثالث في علاقاتهم مع الجيران".جاءت تصريحات عبادي هذه في لقاء: وهذا أهم ما جاء فيه:,,أعلن القنصل العام لجمهورية إيران الإسلامية في أربيل، مرتضى عبادي، أن أمريكا حذرت مسؤولي إقليم كوردستان مرات وطلبت منهم إيقاف التبادل التجاري مع الجمهورية الإسلامية، وقال إنه يعتقد أن هذه التهديدات لن تؤثر على العلاقات الثنائية وأن "مسؤولي إقليم كوردستان أكدوا رفض تدخل طرف ثالث في علاقاتهم مع الجيران".
جاءت تصريحات عبادي هذه في لقاء: وهذا أهم ما جاء فيه:
س: ما هو حجم التبادل التجاري بين إيران وإقليم كوردستان؟ وما هي توقعاتكم للسنة القادمة؟
مرتضى عبادي: بموجب علاقات الصداقة بين الجانبين وبمراعاة المصالح المشتركة، بلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي أربعة مليارات دولار، ولا نستبعد ارتفاعه إلى خمسة مليارات دولار هذا العام. لا شك أن انخفاض حصة إقليم كوردستان من الصادرات الإيرانية واحد من عيوب هذا التبادل التجاري وتجب الإفادة من كل إمكانيات السلم والتآخي بيننا لتجاوز تلك العيوب.
س: وجهت أمريكا مراراً تحذيرات لمسؤولي إقليم كوردستان مطالبة بالتوقف عن التعامل التجاري مع جمهورية إيران الإسلامية. على حد علمكم، هل سمع مسؤولو إقليم كوردستان لتلك التحذيرات؟
عبادي: علاقات شعب ومسؤولي إقليم كوردستان العراق مع جمهورية إيران الإسلامية تعود إلى الفترات الصعبة التي كان فيها الأمريكيون يدعمون صدام حسين ويقفون موقف المتفرج من عمليات الأنفال والقصف الكيمياوي، وقد قامت تلك العلاقات على أسس الإحترام المتبادل والأخوة والمصالح المشتركة. هذا الخطاب الأمريكي البالي الفاقد للصلاحية لن يؤثر على علاقاتنا. كما أن مسؤولي إقليم كوردستان "أكدوا رفض تدخل طرف ثالث في علاقاتهم مع الجيران".
للأسف، مازال الأمريكيون يفكرون على ضوء ذكريات أوروبا في زمن المستعمرات، ولم يدركوا أن تلك الحقبة انقضت وأن زمن الاستعمار والمستعمرات قد ولى.
س: يلتزم إقليم كوردستان بالسياسة العراقية في التعاملات الخارجية، هل أنتم راضون حتى الآن عن السياسة العراقية تجاه إيران؟
عبادي: التعاون المميز بين الجمهورية الإسلامية مع حكومة وشعب العراق وجيشه وقواه الجماهيرية والبيشمركة عند مقارعة زمرة داعش التكفيرية، زادت من الارتباط بين صفوف الجانبين، ومن الطبيعي أن تقوم علاقات حكومة وشعب إيران مع حكومة وشعب العراق على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة حسن الجوار والمصالح المشتركة، وقرارات الجانبين تبنى على هذا الأساس. فعلاقات الجانبين، وبضمنها العلاقات مع الإقليم، قائمة على المصالح العليا التي يشكل تصدير النفط جزءاً صغيراً منها.
س: ما مدى تأثير العقوبات الأمريكية ضد إيران على التبادل التجاري بين إقليم كوردستان وإيران؟
عبادي: العقوبات الأمريكية الظالمة والاستكبارية ضد جمهورية إيران الإسلامية رافقتها منذ بداياتها حملة إعلامية أثارت قلق بعض التجار الذين لم يكونوا مطلعين على قدرات الجمهورية الإسلامية في إدارة الأحداث.
من جهة أخرى، أدى ارتفاع طلب العوائل الإيرانية على بعض السلع، إلى مشاكل في تصدير تلك السلع، ما أثر على الأسعار في إقليم كوردستان. لكن بعد فترة قصيرة، وبعد السيطرة على الوضع، عادت العلاقات الاقتصادية مع الجيران إلى حالتها الطبيعية.
لقد عمد الأمريكيون إلى فرض عقوبات حتى على تصدير الأدوية ونقل أموال المساعدات لضحايا الفيضانات، ثم وفي آخر خطوة لهم، حاولوا من خلال الحرب النفسية إثناء التجار من الجانبين عن التعامل مع بعض. لكن إلتزام الجانبين ببعضهما البعض وتقديرهما للقدرات والمصالح المشتركة أضعف تلك التأثيرات، ولن تستطيع الحرب النفسية الأمريكية تغيير معايير العلاقات التجارية.
س: هناك سبع منافذ حدودية رسمية وغير رسمية بين إقليم كوردستان وجمهورية إيران الإسلامية، ماذا حل بمحاولات تحويل كل المنافذ إلى منافذ رسمية؟
عبادي: وجود المنافذ السبعة يعتبر رأسمالاً هاماً لسكان المناطق الحدودية، ويعمل الجانبان على تعزيز قدرات الأسواق (المنافذ غير الرسمية) والمنافذ الحدودية، وأكد السيد رئيس جمهورية إيران الإسلامية، الدكتور روحاني، خلال زيارته إلى العراق، من بين أمور أخرى هامة، على تعزيز مكانة هذه الأسواق. ثم تم إيفاد وفد عراقي للاطلاع على قدرات المنافذ الحدودية بمحافظة السليمانية، ونأمل أن تظهر نتائج إيجابية لزيارات الوفد في وقت قريب.
س: عبر إقليم كوردستان مراراً عن الاستعداد لفتح الأسواق الحدودية على مدار 24 ساعة في اليوم، لكنكم قلتم في حوار معكم: "للأسف لم يلق مقترح الإقليم ترحيباً، بل جرت أعمال غير منظمة في النقاط الحدودية أزعجت الطرف العراقي وأضرت بالتجار من الطرفين"، ما هي تلك الأعمال غير المنظمة؟
عبادي: الإدارة المحلية للمنافذ الرسمية وغير الرسمية واحدة منها. فمثلاً نجد مدير منفذ أو ناحية حدودية يوقف االتبادل التجاري لأسبوعين، كما جرى في سوق كيلي، أو يخالف مدير في حاجي عمران تعليمات وزارة المالية والاقتصاد بإقليم كوردستان ويجبر السياح الذين يريدون السفر بسياراتهم الخاصة إلى إيران على دفع 250 دولاراً، في حين أن خدمة كابوتاج (السفر إلى الخارج بالسيارة الشخصية) تأتي من خلال موافقة المديرية العامة لجمارك إقليم كوردستان، ولها نفقات، كما تستوفي إيران من جهتها ثلث المبلغ المشار إليه. هناك أيضاً تحديد عدد وسائط النقل العراقية للبضائع من حاجي عمران إلى أربيل أو تحديد استخدام طرق الذهاب والإياب من وإلى منفذي باشماخ وبرويزخان.
لكن هناك مساعي كثيرة لتحسين هذا الوضع من خلال التشاور بين مسؤولي الجانبين، وهناك اتفاقيات أبرمت، ونتوقع تحسن الأحوال إذا لعبت وسائل الإعلام دوراً إيجابياً.
ومن المؤسف أيضاً، تلك العطل التي لا حاجة إليها والتي تتكرر بكثرة، وكذلك الإغلاق اليومي المبكر للتبادل التجاري بقرارات تصدر عن المدراء المحليين من جانبنا، وسنعمل على نقل هذه الأمور المقلقة إلى الجهات المعنية، وعلى تنظيم اجتماعات بين مديري ومحافظي المحافظات الحدودية للتغلب على تلك النواقص وتجاوزها.
س: كان إنشاء سوق حرة من المواضيع الرئيسة التي شغلت كثيراً من الاجتماعات بين مسؤولي الإقليم والجمهورية الإسلامية، لماذا لا توجد خطوات في هذا الاتجاه حتى الآن؟
عبادي: غياب تعرفة مشتركة للسوق الحرة، وعدم تحديد المكان وتفاصيل وعوائق أخرى كحرب داعش والمشاكل المالية، من الأسباب التي أعاقت تنفيذ تلك القرارات. تميل الجمهورية الإسلامية إلى إنشاء مدينة صناعية مشتركة على الحدود، ويبدو أن هذا الموضوع سيدرج في جدول الأعمال في ضوء تحسن الوضع المالي للإقليم وتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة.
س: يؤكد مسؤولو الجمهورية الإسلامية باستمرار على الشراكة التاريخية والثقافية مع إقليم كوردستان، لكن هذه الشراكة لم تتجسد في المجال الاقتصادي، فمازال حجم التبادل التجاري بين إقليم كوردستان وتركيا أكبر من الذي بين الإقليم وإيران، لماذا؟
عبادي: لدينا مآخذ على هذه الحال، فليس هناك ما يبرر أن لا تكون العلاقات الاقتصادية في مستوى العلاقات التاريخية والثقافية العميقة. رغم أن علاقاتنا الحالية هي نتاج جهود المسؤولين وتحسينها بحاجة إلى جهود أكبر من مسؤولي الجانبين.
منفذ إبراهيم الخليل هو المنفذ التركي الوحيد على العراق، لهذا تذهب السلع التي تدخل عبره إلى مناطق خارج إقليم كوردستان أيضاً، في حين أن البضائع القادمة من إيران هي لإقليم كوردستان، مع أن بعضها يذهب إلى محافظات مجاورة كنينوى وكركوك. كما أن للتسهيلات الحالية تأثيراتها.
أعتقد شخصياً أن العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان العراق تقتصر حالياً على التجارة وحدها، ولكن يجب التركيز أيضاً على الاستثمار والإنتاج المشترك.
س: يتوجه عدد كبير من مواطني إقليم كوردستان إلى إيران للسياحة، كل سنة، وقد أعلنت إيران مؤخراً أنها توقفت عن تقاضي رسوم تأشيرات السفر من مواطني الإقليم، ما تأثير ذلك على عدد السياح المتجهين إلى إيران؟
عبادي: السبب الرئيس لزيارة عدد كبير من مواطني إقليم كوردستان العراق لجمهورية إيران الإسلامية، هو كثرة المشتركات، جمال الطبيعة، الموروث الثقافي، القدرات التجارية والعلاجية الإيرانية، وإحياء ذكريات بلنسبة للذين كانوا لاجئين في إيران.
حاولت جمهورية إيران الإسلامية على مدى سبع سنوات لإلغاء رسوم تأشيرات السفر بين إيران وجهورية العراق، لكن العراق كان يرى أن الأساس والبنية التحتية لهذه الخطوة غائبان، فلم يرحب بالخطوة بحماسة. لكنه وافق مؤخراً، ولقي هذا ترحيباً من مواطني الإقليم.
وأجد من الجدير أن أشير إلى أن قنصليتي بلادي في أربيل والسليمانية منحتا في العام الماضي نصف مليون تأشيرة لمواطني إقليم كوردستان، وقد ارتفع عدد التأشيرات التي تمنح يومياً إلى 2500 تأشيرة بفضل التسهيلات الجديدة، وأتوقع أن يتجاوز عدد التأشيرات التي ستمنح لمواطني الإقليم في العام الحالي 800 ألف تأشيرة.
اجرت المقابلة شبكة روداو الاعلامية