الفنان جتو حسن: الفلكلور الكوردي يتعرض للتشويه
May 27, 2019
مقابلات خاصة
فنان درامي مخضرم، وهو ايضا احد الفنانين التشكيليين المتمكنين في رسم اللوحات المائية. عرفه الجمهور بادواره الجادة في المسرح والاعمال الدرامية عبر الشاشة الصغيرة.شهرته كفنان مسرح ودراما تفوق شهرته كرسام تشكيلي...حاوره: طارق كاريزي- خاص لــ كولان العربي
فنان درامي مخضرم، وهو ايضا احد الفنانين التشكيليين المتمكنين في رسم اللوحات المائية. عرفه الجمهور بادواره الجادة في المسرح والاعمال الدرامية عبر الشاشة الصغيرة. شهرته كفنان مسرح ودراما تفوق شهرته كرسام تشكيلي يتعامل بحذاقة وحرفية عالية مع اللوحة مستخدما الالوان المائية بشفافية عالية. التقيه في دار آشتي (كشك لبيع الكتب والمطبوعات الصحافية يقع في قلب اربيل). كان يرتدي البزة الكوردية وبدى في منتهى الالق والاناقة، مع ان العمر قد تقدم به، لكنه مازال يحتفظ بحيوية الشباب من حيث الحركة والنشاط وملامحه لم تفارق بعد الق الشباب، خصوصا وانه من ذلك الجيل الذي يعتني بهندامه ويراعي متطلبات الظهور بما يليق في الاماكن العامة. انه الفنان الاربيلي المعروف جتو حسن.
علاقة صداقة وتعانق روحي في عالم مفردات الفن تجمعني واياه، لذلك فاتحة اللقاء كانت تبادل التحيّات الحارّة، ولم يكن حوارنا رسمي او تقليدي، سألته:
*هل من جديد لدى الاستاذ الفنان جتو حسن؟
-الفوضى هي سيدة الموقف على مستوى الفن حاليا، كثرة القنوات الاعلامية باتت ساحة مباحة لاستيعاب واستقبال اكبر عدد من المنتسبين، وهؤلاء قلما يمتلكون ملكة الفن ويفتقرون للمؤهلات اللازمة. عليه فان مستوى النتاجات التي تقدم باسم الفن عبر هذه القنوات سيكون مثلما هو منتظر، متدنيا لا يتوافق مع ما ينتظره الجمهور، ويفتقر عناصر ومرتكزات الفن الحقيقية.
*البرامج التراثية والفلكلورية تمتلك جمهورا عريضا من المشاهدين، وانت لك باع يشهد له في هذا المجال. لم اخترت العزلة حاليا؟
-سؤالك هذا وجيه ومهم جدا، حقيقة فان البرامج التراثية والفلكلورية التي قدمت قبل وبعد عام انتفاضة 1991 استحوذت على اكبر قدر من جمهور المشاهدين. ولا غرابة في ذلك، لان مثل هذه البرامج قريبة من احاسيس ونبضات قلب الجمهور المتعطش لمعرفة ذاته وتراثه، هذا التراث النابع من صميم احلام وتطلعات ومعانات الشعب، ويؤرخ مسيرة شعب وتجاربه في الحياة. ومثل هذه البرامج لم يكن تقديمها متاحا امام كل من هبّ ودب، وذلك عندما كانت قنوات التلفزة محدودة، وبذلك فان نوعيتها حتى نهاية القرن الماضي كانت جيدة وتليق بما يتطلع اليه جمهور المشاهدين. اما الآن فان هذه البرامج تشهد نكسة كبيرة بسبب تصدي جيل جديد غير ملم بما فيه الكفاية بمفردات التراث الكوردي والفلكلور الكوردستاني، لذلك فان الذي يقدمونه فيه تشويه كبير للتراث والفلكلور، تشويه فاضح يؤلمني ويؤلم كل حريص وملم بتراث كوردستان وفلكلور شعبها حد الوجع. وعزلتنا نحن الفنانين القدامى بسبب العمر وبعد عقود قضيناها في مخاضات عسيرة من اجل تقديم نماذج مشرقة وصفحات وضاءة من تراثنا وفلكلورنا. حقيقة يؤرقني الاخطاء والزلاّت الفاضحة التي يقع فيها مقدموا هذه البرامج. لذلك اتوجه بالطلب الى المتنفذين في القنوات الاعلامية فلترة البرامج الخاصة بالتراث والفلكلور الكوردستاني، وانشادهم ايقاف هذا التشويه الفاضح ضد تراثنا وفلكلورنا الشعبي، من خلال الاعتماد على ذو الخبرة والمتخصصين كي يقوموا بمراجعة وتدقيق هذه البرامج، بالشكل الذي يضع حدا للاخطاء الفاضحة في هذه البرامج.
*طيب، وهل مازلت تواصل الرسم؟
-بمزيد من الاسى اقول، بانني اعتزلت حرفة الرسم. ربما للعمر حكمه في ذلك، وسبق وان قدمت ما كان بالمستطاع من خلال لوحات ومعارض شخصية وجماعية. لدي المزيد من الشوق والحنين الى عالم الرسم، خصوصا وانني قد امضيت سنين شبابي في محترف الرسم، ولا استبعد العودة يوما ما الى هذا العالم الجميل.