الفنان التشكيلي فارس تمر: لم ادخل اية معهد فني او اكاديمية انما صقلت موهبتي ذاتيا
May 18, 2019
مقابلات خاصة
نا لا افضل لوحة على الاخرى لوحاتي احبها مثل اطفالي احبهم اجاملهم اضحك معهم اداعبهم انظفهم لكن اللحو المفضلة عندي هي لوحة سنان او موضوع سنان او مجنون زاخو...اجرى الحوار: جمال برواري
بناء مميز فيه صالة لاستقبال الأصدقاء والضيوف وقاعة ورشة للرسم وأخرى للتصميم والإعلان معلقة على جدرانها لوحات فنية تتحدث عن أزمنة مختلفة ولكل لوحة سحر ورمز وجمال خاص وبمضمون ومعاني راقية تمس الإنسان والمجتمع وقد لفت نظري هذا الكم الجميل والراقي من اللوحات الانطباعية والسريالية التي تأخذك إلى عالم روحاني وفكري وإحساس ينبض له القلب بأمان وراحة نفسية ،
وكان هذا الحوار مع الفنان التشكيلي وهو ممسك بفرشاة لوضع اللمسات الاخيرة على لوحة فنية :
+وانت ممسك بهذا الفرشاة هل تذكرمتى واين امسكت الفرشاة وكانت البداية في مشوارك الفني التشكيلي ؟
=اتذكر كانت في بدايات الثمانينات ومنذ الطفولة البداية كانت من البيت ثم في المدرسة حيث تليقت تشجيعا من المعلمين لصقل موهبتي الفطرية في مجال الرسم ولا انسى تشجيع والدي اذكر في عام 86عندما بنى والدى دارا وكانت كل جدرانه ابيضا اقترح والدي علي ان ارسم بعض الرسومات الملونه على جدران غرفة الضيوف واشترى لي الالوان والاصباغ والفرش وبناءا على رغبة الوالد رسمت لوحة او منظر طبيعي لغرفة الضيوف بعد ان شاهدت والدتي اللوحة طلبت مني ان ارسم لغرفتها لوحة مماثلة ثم تحولت كافة غرف البيت الى لوحات ورسومات فنية وكان هذا تشجيعا وودعما من الوالدين .
+من اكتشفك كرسام ؟
=كانت هبة من الله ان اتعلم هذه المهنة او هذا الفن اثناء الدراسة في المرحلة الابتدائية او حتى قبل مرحلة الابتدائية وانا طفل ولدت عندي هواية الرسم كنت اتلقى التشجيع من المعلمين ومن الطلبة وكان المعلم يقول لي انت سوف تكون فنانا كبيرا وان مستقبلك ليس في الدراسة بل في الرسم والفن ومن هناك بدأت مسيرتي الفنية في مجال الرسم حيث شاركت في المعارض المدرسية حيث وفرت لي ادارة المدرسة مستلزمات الرسم من الاصباغ والالوان والفرش
+كيف صقلت موهبتك اكاديميا ؟
=لم ادخل اية معهد فني او اكاديمية فنية اينما صقلت موهبيتي ذاتيا حاولت ان ادخل معهد الفنون الجميلة في السلمانية لانه في حينه كانت دهوك تفتقر الى معهد الفنون الجميلة للاسف لم يحالفني الحظ في القبول في معهد الفنون الجميلة في السليمانية قدمت الى المعهد بعد فوات الاوان وانتهاء التقديم والقبول والمقابلة ولم اعلم ان التقديم قد انتهى وكانت الماجاة عندما ذهبنا الى السليمانية برفقة الفنان كلحي نعمة من اجل التقديم الى المعهد استقبلنا الفنان كريم كابان ورحب بنا اخبرناه اننا جئنا للتقديم الى معهد الفنون الجميلة ومانت المفاجأةعندما اخبرنا مدير المعهد الفنان كريم كابان بأنالتقديم قد انتهى منذ شهر وانتهت المقابلة وسألنا اين كنتم كل هذه المدة ،هكذا عدنا خائبين رجعنا بخفي حنين وضاعت الفرصة التاريخيةهنا اود ان اذكر وللتاريخ تشجيع والدي ودعمه لي عندما مدني بالمال لافتح محل او مرسم للرسومات والاعلانات وكان هذا بابا اخر لكي امارس هوايتي في الرسم وكان هذا المرسم او المحل ملتقى للاصدقاء حيث تلقيت الشجيع منهم وكثيرا كنت استشيرهم للاستفادة من ملاحضاتهم
+هل تقرأالكتب او المصادر التي تتعلق بفن الرسم او الفن التشكيلي ؟
=نعم باستمرار لكي اعوض مافاتني من الدراسة في المعهد
+بعد ان فاتك فرصة القبول في معهد الفنون الجميلة في السليمانية وانت في اعدادية الزراعة في زاخو هل مارست هوايتك في الرسم ؟
=نعم انا اعشق فن الفن التشكيلي اينما اكون ارسم في الاعدادية او في البيت او في المحل تراني دائما امسك الفرشاة وامامي لوحة وحتى اثناء زياراتي للاصدقاء تراني ارسم
+وماذا عن المعارض الفنية التي شاركت فيها او اقمتها ؟
=المعرض التي شاركت فيها من عام 92 والى عام 2000اقمت ستة معارض خاصة وكانت قمة نشاطاتي الفنية حيث كنت اواصل النهار مع الليل في الرسم من اجل اقامة تلك المعارض الخاصة ولي ما يقارب اكثر من 60 مشاركة في المعارض الفنية في الاقليم وخارج الاقليم
+تجولت في مرسمك شاهدت الكثير من اللوحات الفنية كنت متاثرا بكثير من تلك اللوحات الفنية وانت اي من تلك اللوحات تأثرت بها اكثر ؟
=انا لا افضل لوحة على الاخرى لوحاتي احبها مثل اطفالي احبهم اجاملهم اضحك معهم اداعبهم انظفهم لكن اللحو المفضلة عندي هي لوحة سنان او موضوع سنان او مجنون زاخو
" سينان " الذي يتكأ على صخرة ما بجسده وهيئته المعروفة لدى أهل زاخو بملابسه البسيطة ولحيته الكثة فهو شخص من المجتمع اعرفه ا من زمن قديم وهو أيضا يعرفني وكأنه في اتصال إنساني غير منظور بيننا فكلما اراه في أي مكان أو يسمع صوتي يصيح بأعلى صوته ينادي اسمه ، ليوجه من خلال اللوحة رسالة الرحمة وقد كتبت في يسار اللوحة بالخط الكاريكاتيري " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " فاهتمامنا بالفقراء والضعفاء والمجانين والمساكين والمحرومين قضية إنسانية مهمة جدا ، فلا يمكن هذا الإهمال واللا مبالاة من المؤسسات الحكومية والأنظمة الإنسانية التي تدعي وترفع شعار حقوق الإنسان أن لا تراعي مثل حال " سينان " وغيره ،
وقد اقترح الفنان فارس تمر على المعنيين اختيار مكان لمثل حالة " سيبان " ورعايتهم فكريا وصحيا واجتماعيا ويكون مع جماعته الفنيين متطوعين لهذا الأمر ، لكن لا حياة لمن تنادي ، لو كان الفنان التشكيلي فارس تمر في غير دولة مثلا أوربية لوفرت له ما يحتاجه لينتج ويبدع ورغم العروض الخارجية التي هالت عليه أبى أن يترك بلدته وأهله ، ومن اهتماماته التراث والفلكلور الكوردي والمرأة الكوردية كلوحة المهد الخشبي وقطع من السجاد اليدوي القديم وجعبة مزركشة كان يحملها الفلاح وراعي الغنم يحمل فيها زاده وماءه وما يحتاجه بمزيج بهي من الألوان الغامقة والفاتحة الأحمر والأخضر والأسود والأصفر وجاء حبه للتراث تأثير القرية والأشياء البسيطة التي خزنت صورها في ذاكرته ليعتبر كوردستان كلها خزين ثري لأعماله التشكيلية ولوحة الدومينو التي جمعت مدرستين الانطباعية والسريالية معا قطع النرد الدومينو بلونها الأبيض والنقط السوداء فوقها جعبة فلكلورية بألوانها الغامقة تخرج منها يد قوية عليها آثار التعب والعمل ليجسد من خلالها ويعالج كيف يكون قضاء الوقت بالعمل بعيدا عن اللعب فالإنسان الحقيقي بعمله وإنتاجه ليعكس وجوده وفائدته للإنسانية ،
وهناك لوحة فانوس الذي يعتبره رمز للطبقة الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة وهي الطبقة المضحية دائما في المجتمع لكن هذه المرة يد مسالمة جميلة تخرج من الفانوس بألوانها الفاتحة لتعكس المحبة والسلام والتعايش والتسامح والتواصل والتقارب المجتمعي بين الطبقات وهذه اللوحة اختيرت في المهرجان التشكيلي في السليمانية من بين " 174 " فنانا تشكيليا لتجوب معارض العالم كله وأول محطة عالمية ألمانيا ، وهناك لوحات راقية كل لوحة تشكيلية تحمل رسالة إنسانية وفنية هذه بعض اللمحات عن الفنان الموهوب الكوردي فارس تمر الذي وصل بإصراره وإبداعه وثقته بنفسه وإخلاصه في عمله الفني من المحلية إلى العالمية . فعلى الجهات المعنية الاهتمام بالأدباء والمفكرين والتشكيلين فهم يعبرون عن المجتمع بصورته الحقيقية وينقلون حضارة البلد للعالم
ولوحة(المصيادة)تنقلنا هذه اللوحة الى عالم الطفولة البريئة هذه اللوحة تعبر عن اشياء كثيرة الطفل يوجة مصيادته صوب المشاهد ليقول له قف مكانك ولا تتعدى حدودك .
***************************
فارس تمر درويش / تشكيلي وخطاط ومصمم
مواليد 6 / 6/1972 قرية بيزهي / زاخو – دهوك
خريج إعدادية زراعة زاخو 1992 م
اقام ستة معارض فنية تشكيلية .
مشاركات عديد في اغلب المعارض التشكيلية التي أقيمت في إقليم كوردستان العراق تقدر بأكثر من 70 مشاركة فنية .
مشاركات في مهرجانات ومعارض تشكيلية في تركيا .
عام 2005 م عين موظفا في دائرة الثقافة في زاخو .
عام 2010 م عين مديرا لكاليري زاخو وما يزال .
عام 2012 م تم انتخابه كمسئول للبيت التشكيلي في زاخو .
وأعيد انتخابه وما زال .
حصل على العديد من الجوائز وشهادات تقدير .
تم اختيار بعض لوحاته لأغلفة المجلات والكتب داخل وخارج العراق وخاصة في السويد .
شارك في المهرجان التشكيلي الكبير الذي أقيم في السليمانية 12 / 7 / 2017 م مع 174 فنانا تشكيليا واختيرت لوحته لعرضها عالميا في كافة الدول وأول محطة ألمانيا .
المصدر: جريدة صباح كوردستان