المختص في المجموعات الأسلامية برايان فليبس لـ (كولان):الكورد يملك الآن دولة أمر الواقع وينبغي تغييرها لتتحول الى دولة رسمية ومعترف بها
July 16, 2015
مقابلات خاصة
برايان جي فليبس الأستاذ و الباحث في مركز البحوث و التعليم الأقتصادي(CIDE) في مدينة مكسكو، و المختص في مجالات بقاء المجموعات الأسلامية و الصراع بين تلك المجموعات، وللحديث عن الأسباب التي ادت الى نشوء تنظيم داعش الأرهابي و الوحشي و المحاولات البائسة للمجتمع الدولي لأجتثاث هذا التنظيم، التقيناه وكان لنا هذا الحديث <<ترجمة/ بهاءالدين جلال
برايان جي فليبس الأستاذ و الباحث في مركز البحوث و التعليم الأقتصادي(CIDE) في مدينة مكسكو، و المختص في مجالات بقاء المجموعات الأسلامية و الصراع بين تلك المجموعات، وللحديث عن الأسباب التي ادت الى نشوء تنظيم داعش الأرهابي و الوحشي و المحاولات البائسة للمجتمع الدولي لأجتثاث هذا التنظيم، التقيناه وكان لنا هذا الحديث.
* يشير المسؤولون الأميركان بكل صراحة الى مشكلات الشرق الأوسط و ينكرون انّ وجود تلك المشكلات هي من نتائج السياسة الأمريكية، أو انّ امريكا هي المسؤولة عنها، السؤال هو ماهي الأسباب الحقيقية لمشكلات الشرق الأوسط؟
- فی الحقیقة هناك عدة عوامل مسؤولة عن ظهور هذه الموجة من العنف الآن في الشرق الأوسط، ولكن بشكل خاص العوامل المهمة هي: انعدام الأستقرار في العراق وسببه تشكيل النظام الجديد الحالي بعد عام 2003، مع الحرب الأهلية التي تلت هذا التشكيل، اسوة بالربيع العربي و ردودافعال الحكومة السورية ازائها، انّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق الكثير من اللاعبين في المنطقة، و كان بأمكان المجتمع الدولي ان يعمل اكثر للتصدي لهذا العنف، ومن الصعب على الديمقراطيات الجديدة و التي تمر بأوضاع حساسة و دقيقة انْ تحقق الأستقرار و النمو، و لاسيما عندما تحث المجموعات الأرهابية على العنف و الكراهية و الأخلال بالأستقرار.
* ولكن كما نشاهد الآن علناً ان امريكا لم تخطو و معها المجتمع الدولي كما ينبغي لمعالجة هذه المشكلة، وما يتم عمله هو الأبقاء على الخارطة القديمة للشرق الأوسط قسراً، هل ان الأصرار على بقاء هذه الخارطة يساعد على حل المشكلات القائمة؟
- انا متأكد من انّ الغرب و امريكا ترغبان في بقاء خارطة الشرق الأوسط القديمة، ولكن واشنطن اخطأت كما الدول الأخرى في التعامل مع داعش، لقد استجابت امريكا متأخرة عندما توسع تنظيم داعش في 2014، ولكنها تستطيع الآن العمل بشكل أوسع في معالجة الموضوع، لقد تأخرت امريكا في التعامل مع هذه القضية و السبب هو الأنهيار الداخلي و التخوف من التورط في حرب اخرى داخل العراق و كذلك الجدل مع شركائها الدولية . لقد قامت واشنطن خلال الفترة الماضية بتوجيه مئات الضربات الجوية لقوات داعش، وقد نجحت في اقناع دول اخرى في هذا المجال، اما بالنسبة الى مجلس الأمن فإنه لم يتمكن من التوصل الى قرارحول سوريا، هناك دول تروّج لأعمال العنف بين الشيعة و السنة، كما ان دولاً اخرى تشتري النفط من داعش أو تسمح له بالتعامل التجاري أما المجتمع الدولي ساكت و لايتصرف كما ينبغي.
* من المعلوم ان ارهابيي داعش استغل ضعف دول المنطقة و تباطؤ المجتمع الدولي، لذا نراهم يقومون بنشاطات ارهابية خلال الأسبوعين الماضيين في كل من تونس و فرنسا و الكويت و الصومال، نتساءل متى يقوم المجتمع الدول بايلاء هذه المسالة اهتماماً جدياً؟
- ليس من الواضح جداً هل ان هجمات داعش الأرهابية مؤخراً هي نتيجة قوة أو ضعف هذا التنظيم، ولو حاول التنظيم جلب انتباه المجتمع الدولي بهذا الأتجاه فإنه سوف ينجح في هذه المهمة، ان هذا التنظيم سبق و ان اعلن عزمه كسب المزيد من المقاتلين الأجانب الى صفوفه، ان اوروبا و الدول الغربية الأخرى تعيش الآن حالة من الوضع الأقتصادي الصعب، وهذا الأمر له تأثير مباشر على جذب الكثير من الشباب الأجنبي، ومن جانبه التحالف الدولي يواصل توجيه الضربات الجوية الى داعش و مؤسساته العسكرية ولكن في الوقت ذاته لااعتقد ان تلك الضربات كافية لتحطيم آلية التنظيم العسكرية.
* لقد اشرتَ الى انّ هناك دولاً لاتزال تقدم الدعم الى تنظيم داعش و تتبادل معه التجارة و تشتري منه النفط، ولكن في الفترة القليلة الماضية قام التنطيم بالتسلل الى مدينة كوبانى و ارتكب فيها مجزرة كبيرة ألا تعتقد ان هذه تعتبر تسهيلات اقليمية لأرهابيي داعش؟
- يعاني التحالف الدولي ضد داعش من مشكلات عدة، لقد دخلت دولاً كثيرة التحالف مغتنمة تنظيم داعش لتبرهن المقولة و مفادها( عدو عدوك صديقي)، لذا فإن أية دولة تساند داعش الآن فإنها سوف تندم مستقبلاً، لأن هذا التنظيم هو من اخطر المجاميع الأرهابية و لايمكن الأعتماد عليها و سوف تجلب الكوارث و الدمار و المذابح الأكثر للمنطقة على مدى البعيد.
* لقد اثبتت حكومة بغداد حالياً انها تستطيع دحر داعش على الصعيد العسكري، ولكنها لاتستطيع حل المشكلات على الصعيد السياسي،اذاً كيف ترون مستقبل العراق؟
- مستقبل العراق غير واضح، طالما هناك اراضي يحتلها هذا التنظيم لذا لايمكن التفكير في دولة موحدة و قوية، على كل حال، لقد حدثت الكثير من الحروب الداخلية و انتهت بدحر المتمردين. لقد طرح العديد من المراقبين حلاَ واحداً للعراق يكمن في تقسيمه الى ثلاثة اجزاء، ولكن ليس من الواضح ان يكون هذا الحل مقبولاً، الآن يتمتع الكورد بدولة امر الواقع، ولكن هذه الدولة تختلف عن الدولة المعترف بها، لقد انفرد الكورد في مواجهة تنظيم داعش و اعترف المجتمع الدولي بهذا الأمر علناً، و من الصعب جداً تحطيم آلية داعش العسكرية من دون الوجود الكوردي و دوره المشهود، و الأكثر من ذلك هناك دول و الكثير من الأطراف و الشخصيات العالمية تؤيد حق تقرير المصير للشعب الكوردي، ويؤمنون بأقامة الدولة الكوردية، ولكن بالرغم من ذلك لم اسمع من اية دولة مشاركة في مواجهة داعش انْ تعلن بأن اقامة الدولة الكوردية ضرورة لدحر داعش، لأن اقامة دولة جديدة بحاجة الى العديد من العوامل، اعتباراً من الدول الأقليمية وصولا الى مجلس الأمن الدولي، وهذا أمر ليس بهيّن، ولكن في الوقت الذي يحارب العراق بدعم ايران تنظيم داعش نرى ان الدولة الكوردية اكثر ضرورية و تتلقى التأييد الأقليمي من أي وقت آخر، ولكن مع ذلك هناك احتمال ان تقوم دول اخرى بأعاقتها.
* وبالنسبة الى مستقبل داعش، هل يمكن اجتثاث هذا التنظيم فكرياً و عسكرياً؟
- لا اعتقد بقاء تنظيم ارهابي مثل داعش انْ يكون شيئاً مستحيلاً، أو ظهور جماعة متشددة تأتي من بعده و تمارس العنف على الساحة، تلك الجماعات الأرهابية تملأ الفراغ السلطوي و تستفيد من انعدام السلطة و تستغل الخوف و التأييد لأشخاص الذين يقفون ضد المجموعات الأرهابية، هناك حرب في الأسلام حول مستقبل الدين، الكثير من المعتدلين اعلنوا عن موقفهم المعادي للمتطرفين، هذه حرب فكرية، حيث تحتاج الى مواقف المعتدلين، اما بالنسبة لنا كغير مسلمين علينا دعم الأشخاص الذين يقفون ضد المتشددين و عدم اعطاء الفرصة للراديكاليين للقيام بعمليات ارهابية متطرفة و انْ يعملوا من اجل التقسيم و التناحر و الأنشقاق، قد يكون هناك حقد و كراهية ولكن في ظروف معينة يمكن احتواء ذلك بسبب الوضع الأقتصادي السائد والسياق السياسي وتأييد النخبة و عوامل اخرى، لذا على الجميع بذل كل الجهود و المحاولات من اجل مواجهة كل ما يؤدي الى زيادة الحقد و الكراهية.