- البروفيسور ديفيد بولوك هو كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وكان لغاية عام 2002 كبير المستشارين لسياسات الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية وهو الآن مختص في دول الشرق الأوسط بصورة عامة والكورد والعراق بصورة خاصة وقد تحدث لمجلة كولان في هذا الحوار عن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركي (أحمد داود أوغلو) الى أربيل و بغداد ونتائج زيارة وفد أقليم كوردستان الى الكونكريس الأمريكي:

• بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركي السيد أحمد داود أغلو الى بغداد و أربيل، يجري الحديث حول مرونة بغداد و موقفها أزاء تصدير نفط أقليم كوردستان، فهل تتوقعون من بغداد أن تسحب موقفها الرافض سابقاًً؟
- بقناعتي هناك مساع أكثر للتوصل الى أبداء المرونة والتقارب بين بغداد و أربيل والأشارة الأوضح لذلك هي الأتفاق المؤقت بين الجانبين حول تصدير نفقط أقليم كوردستان وايراداته، وقد لاحظت أن بغداد قد أرسلت 500 مليون دولار مؤخراً الى حكومة أقليم كوردستان كجزء من تلك الترتيبات الجديدة ما أوجدت اجواء جديدة و تقدماً عملياً بين بغداد وأربيل وأنقرة ، و أسعد الترك والعرب والكورد معاً وهو وضع يتحقق لصالح جميع الأطراف.
• وكيف ترون مراجعة تركيا لموقفها وسياستها أزاء حرب أرهابيي داعش في المنطقة؟
- المسألة الرئيسة هنا هي: ترى ما هو موقف تركيا بشأن التدخل العسكري في سوريا، وأعتقد هنا أن الحكومة التركية لا تساند داعش وتحاول الحيلولة دون توفير الأموال والأسلحة والمسلحين الى أكثر المجموعات الجهادية تطرفاًً وهو بحد ذاته تقدم أيجابي)، و نتساءل هل أن تركيا تتخذ خطوات لاحقة و تشارك في هذه الحرب بصورة جدية عن طريق قواعدها العسكرية والدعم اللوجستي.. الخ ومنها المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا وفي مدينة كوباني وغيرها؟ وأعتقد أنه لا تزال لدى تركيا شروطها غير الواقعية مثل مناطق حظر الطيران والتركيز على التخلص من بشار الأسد ونظامه وليس التأكيد على مواجهة أرهابيي داعش كأولوية أساسية وهي مسألة لا تزال تحتاج الى مزيد من المساعي..
• لقد زار واشنطن مؤخراً وفد من أقليم كوردستان ضم السيدين فؤاد حسين و فلاح مصطفى لأقناع الولايات المتحدة بتقديم الأسلحة الثقيلة والمتطورة لقوات البيشمه ركه، فما هي نظرتكم أزاء ذلك؟
- نعم لقد التقيتهما أثناء جودهما هنا(في واشنطن) وأنا مطلع بإنهما قد أجريا مباحثات مطولة في الكونكريس حول هذه المسألة والتي حظيت بتغطية جيدة من لدن الصحافة الأمريكية، غير أنني أجد أن هذا الموضوع يحتاج الى مباحثات أوسع ولم يجد بشأنها أي أتفاق وبقناعتي أرى أنها فكرة صائبة بإن تقدم الولايات المتحدة اسلحة ثقيلة ومتطورة للبيشمه ركه وأن ذلك سوف يتحقق غير أن المسائل تشير بشكل بطئ وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تفي بوعدها في تعويض ضحايا الجرائم والدمار الذي أصاب شنكال(سنجار)؟
• هناك اليوم عدة مسائل مختلفة، وأرى أن أعتبار تلك الجرائم بإنها أبادة جماعية(جينوسايد) هو ليس ذا أهمية كبيرة صحيح أنها مسألة عاطفية غير أن الأهم بهذا الصدد هو تقديم مساعدات حقيقية وعملية للناجين في شنكال أو العالقين هناك حتى الآن وقد قدمت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات جيدة لهؤلاء و لجميع اللاجئين والنازحين في العراق وسوريا من الناحية الأنسانية.
- الى جانب تعاونها ومساعدتها عن طريق هجماتها الجوية ودعم مساعي البيشمه ركه والقوات العراقية لتحرير وأنقاذ الأيزديين وغيرهم من المحاصرين من قبل داعش وأنا مطلع بإنه ما زال هناك أناس محاصرون أو عالقون و يحتاجون الى المساعدة وآمل أن يحصل ذلك و تصلهم المساعدات وهي بعمومها أهم من أختيار تعريف لوصف هذه المأساة الأنسانية الكبرى.
• و كيف ترون السياسة النفطية لأقليم كوردستان وتأثيراتها على مستقبل الكورد؟
- هذه في الواقع مسألة ثانية يجري التباحث بشأنها، وقد كان الأتفاق المؤقت بين بغداد وأربيل مبعث تشجيع ودافعاً يسمح للأقليم أن يصدر النفط والغاز بالأتفاق مع بغداد و تقسيم عائداتهما.
وأرى أن هناك مستقبلاً وضاء بأنتظار تصدير الطاقة من الأقليم والذي تساعده تركيا حالياً في هذا المسعى وأن الولايات المتحدة راغبة في تقدم هذه المسألة ولكن بالتعاون مع بغداد، وجل تقييمي في الوقت الحاضر هو أن هذه المسألة هي أحتمال وتوقع واقعي إلا أن ذلك لم يكن واقعياً في ظل حكومة المالكي وسلطات الشهرستاني عندما كان وزيراً للطاقة في الحكومة العراقية الفدرالية أي أن هناك آخرين يتولون السلطة اليوم في بغداد ما يعني أمكانية معالجة الخلافات عن طريق الأتفاق وليس المواجهة.
• أي أنكم متفائلون بالتوصل الى أتفاق بين حكومتي العراق وأقليم كوردستان؟
- نعم وهي بحد ذاتها مبعث أمل كبير، صحيح هي مسألة صعبة و معقدة إلا أن تنويهات الأسبوعين الأخيرين كانت أكثر أيجابية بالمقارنة مع الشهور الماضية.
• مع الأنتصارات الكبيرة التي حققتها قوات البيشه ركه في مواجهة داعش، الى أي مدى سوف تدعم الولايات المتحدة و أوربا قوات البيشه ركه بتزويدها بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لدحر داعش؟
- أعتقد أن الولايات المتحدة سوف تستمر في مساندة قوات البيشمه ركه وتعتبرها أحد أقوى حلفائها ضد داعش، فنحن لدينا مصالح قوية و مشتركة في هذا الصدد، وهو بحد ذاته تحول كبير وفي غاية الأهمية في السياسة الأمريكية والذي حدث الصيف الماضي وكانت لها آثارها المباشرة في مواجهة التهديد المفاجئ لداعش على أقليم كوردستان والعراق وسوريا عموماً، ونحن مستعدون على الأقل لتدريب(3) فرق من قوات البيشمه ركه و تزويدها بالأسلحة والمعدات لرفع إمكانياتها الى أرفع المقاييس مع رغبة الولايات المتحدة في أجراء ذلك بالتعاون مع الحكومة العراقية والحقيقة هي أنها المرة الأولى التي يجري فيها تعاون فعال بين البيشمه ركه والجيش العراقي وهو برأيي تطور أيجابي للغاية.
• قراءتكم لذهاب وحدات من البيشمه ركه الى منطقة كوباني؟
- كانت هذه في الواقع مسألة خلاف بين أقليم كوردستان وبين(ب.ي.د) في سوريا و(ب.ي.ك) والحكومة التركية وقد توصلت هذه الأطراف الى أتفاق بشأنها والذي غير المسار في كوباني و حال دون تمكن داعش من أحتلال هذه المدينة الستراتيجية، غير أنها في الواقع عمل محدود لأننا نتحدث هنا عن عدة مئات من البيشمه ركه فقط والأفضل على المدى البعيد التوصل الى أتفاق أكبر لجمع مختلف القوات الكوردية في المناطق الحدودية للعراق وسوريا وتركيا و تحقيق ذلك بصورة عملية ليس بالنسبة لكوباني فحسب بل بالنسبة لعموم المنطقه من عفرين الى قامشلو أمتداداً نحو المناطق الحدودية تلك.
• وهل لديكم ما تقولون بشأن زيارة الوفد الكوردي؟
- أرى أن هذا الوفد و زيارته هما أشارة في غاية الوضوح حول تعاون أكبر بين حكومتي الولايات المتحدة وأقليم كوردستان غير أنه ما تزال هناك مسألة معينة موضع خلاف وهي عدم الشعور حتى الآن بتعاون قريب بين بغداد وأربيل وبرأيي أنه ليس أمراً واقعياً أن ينتظر الكورد بإن يكونوا الشركاء الوحيدين للولايات المتحدة في العراق فالمسألة عويصة وكبيرة وتتطلب أيضاً تعاوناً بناء و تحالفاً حقيقياً بين الولايات المتحدة وأقليم كوردستان والحكومة العراقية أيضاً وهو تحالف وتعاون ضروري أكثر من أي وقت آخر وهي نقطة تحتاج الى مزيد من وجهات النظر العملية بين عموم أطراف هذه المباحثات..
ترجمة / دارا صديق نورجان