• Thursday, 05 December 2024
logo

الباحث الكبير في معد كاثوليك ميديا البروفيسور ويليام سورن لمجلة( كولان) الصحفي لايمكنه تجاهل تغطية عمليات الأرهابيين، ولكن بمقدوره تهميش أنتصاراتهم

الباحث الكبير في معد كاثوليك ميديا البروفيسور ويليام سورن لمجلة( كولان) الصحفي لايمكنه تجاهل تغطية عمليات الأرهابيين، ولكن بمقدوره تهميش أنتصاراتهم
البروفيسور ويليام سورن هو الباحث الكبير في معد كاثوليك ميديا للقضايا الأعلامية ، يشير في معرض رأيه حول كيفية استفادة الأرهابيين من وسائل الأتصالات المتاحة من خلال اللقاء الذي اجرته معه مجلة(كولان):
ترجمة/ بهاءالدين جلال


* التطورات الحاصلة في مجال وسائل الأتصالات، تم استغلالها و استخدامها من قبل الأرهابيين ما ادى ايضاً الى زيادة التفاعل بين الأرهابيين و الأعلام بصورة عامة، بحيث عندما يتم نشر نشاطاتهم فإنّ ذلك يعني خدمة لتحقيق اهدافهم، كيف تفسرون استغلال الأرهابيين للصحافة في مجال ايصال نشاطاتهم الارهابية؟
- اعتقد انّهم يدركون بالنسبة للأعلام الغربي أنه لايمكن عدم تغطية بعض نشاطاتهم،أمثال الذبح و بعض العمليات الأخرى اللافتة للأنتباه من قبل الأعلام الغربي، علينا انْ نتساءل هل انهم يتفهمون بأن ردود الأفعال بالنسبة للذين يشاهدون مثل هذه الجرائم تكون ايجابية أم سلبية؟ أو لا قيمة لها بالنسبة لهم، وبالخاصة الأعلام الخبري الأمريكي الذي لا يستطيع الصمود امام مثل هذه الأحداث، قد يحاول الأميركان معالجة الخبر يحيث يقللون من أهمية بعض جوانبه حتى لايدخل في صالح الأرهابيين، ولكنهم لا يستطيعون تجاهل تغطيته نهائياً، وهذه مشكلة تواجه غرفة الأخبار، نحن لم نجد مقاومة ضد هذا الأستغلال، وعلى سبيل المثال لو عدنا الى حرب فيتنام، لم يكن امامهم وسيلة لمقاومة حدوث جين فوندا في سايكون، التي كانت معروفة، والأحداث كانت كثيرة جداً، التي لم تكن بالأمكان تجاهل تغطيتها اعلامياُ و منحت لقب( هانوي جين)، ولكن كانت احدى الدعايات الناجحة للفيتناميين، نفس الشىء يحدث الآن في الشرق الأوسط، حيث يمكن استغلال الأعلام الأمريكي بسهولة و بذات الحدث و النوعية.
* في هذه الأوقات الصعبة استطاع الأرهابيون تحويل الأعلام التقليدي للتلفزيونات و الأذاعات و الصحف الى دعايات، وعلى سبيل المثال المؤسسات الأعلامية و الأتصالات تتنافس حول تغطية عمليات داعش في الشرق الأوسط، كما انها تنشر عروضاتها لترهيب و تخويف الناس كذبح الصحفيين، ألا تعتقد أنّ مثل هذه الأخبار تخدم اهداف الأرهابيين؟
- وصفهم بالأرهابيين لايكفي، و لا اعتقد ان هناك أية غرفة للأخبار في امريكا تؤمن بمقاطعة تغطية عمليات الأرهابيين، وبدلاً من ذلك تحاول اعطاءها اطاراً و وضعها في سياق خاص، أو التحدث بشأنها كأنّ هذه هي جرائم الأرهابيين دعهم وشأنهم! ولايجوز تجاهل تغطية الأخبار، وهنا تمت تغطية قليلة لتأريخ داعش و لا اعتقد انّ هناك خبراء يستطيعون تغطية صحيحة لعمليات الأرهابيين، اعتقد انّ معظم الناس لايميز بين«ISIS و ISIL» وهو محل اهتمام، وبالنسبة لي فإنّ الشرق الأوسط هي غامضة على الكثير من وكالات الأنباء ولاتعلم ان الثقافة تختلف، ولهذا فإنها لاتتفهم مايحدث في تلك المنطقة، وهذا يجعل الأرهابيين انْ يستخدموا وسائل الأعلام الأمريكية لأغراض الدعاية لهم.
* ارهابيي الدولة الأسلامية(داعش) منعوا العالم الحر من الأستفادة من تطور التكنلوجيا الحديثة لمواجهة الأرهاب، وذلك من خلال منع الصحفيين من تغطية احداث المناطق التي تحت امرتهم، ولديهم (VICE (NWES فقط شريطة انْ لايقوم الصحفيون بنشر اخبار ليست في صالحهم، ماهي قراءتك لهذه المسألة؟
- واحد من الأمور التي يفهموها هو انهم يعرفون قرار نشر الخبر في وسائل الأعلام الأمريكية، كما انهم انطلاقاً من هذا السياق العجيب للشرق الأوسط بالنسبة للأميركان يجهلون التعامل مع هذا الأمر، في البداية كانت هناك محاوف من أنْ تتحول الجزيرة الى مشكلة للصحفيين الأمريكيين، ولكن قد تكون الجزيرة اصبحت مصدراً يملك اكثر مصداقية بالنسبة للصحفيين الأميركان، لأنّ الكوادر العاملين في هذه القناة يتفهمون الديناميكية المعقدة للشرق الأوسط، والأميركان غير متميزين في هذا المجال، لذا فأنهم ينجرون وراء تغطية قد تكون مجرد دعاية.
* تطور التكنلوجيا لا يقتصر فقط على تغطية الأحداث، بل يشمل جوانب عدة، مثل فيديوكليب و التسجيل الصوتي، كما كان يفعله رئيس منظمة القاعدة و الآن يمارسه ابوبكر البغدادي، السؤال هو: ما تأثير السلبي لهذه الظاهرة؟
- مسألة التكنلوجيا ليست جديدة، حيث كان آية الله الخميني يستخدم الراديو و التلفزيون لحث مناصريه عندما كان في المنفى بباريس، حيث كان يعتقد أنّه لم تكن لديه أية علاقات مع جماهيره داخل ايران، لذا كان يتحدث معهم بأستمرار عبر الأشرطة الصوتية.
* مامدى الخطورة التي تشكلها هذه الأستخدامات على الليبرالية الديمقراطية في المجتمعات الغربية؟
- المجتمعات الليبرالية الديمقراطية تولي اهتماماُ كبيرة بالتسامح و حرية التعبير و التي يمكن استغلالها، ولكن هذه مشكلة علينا التعاطي معها، نحن نفضل أنْ تكون لدينا حرية التعبير و التسامح، وليست حكومة قمعية.
* ألا يمكن منع هذا الأستغلال؟
- يتم ذلك فقط عند وجود المحررين و الصحفيين الذين يفهمون جيداً ما يحدث للرد عليها، أو نقول نحن نردعليها لدى تسلمنا لها، لأننا نعتقد انها مجرد دعاية، وهذه الطريقة الوحيدة للمحافظة على حرية التعبير، المحررون يستخدمون حرية التعبير بغية عدم وصولهم صفحاتهم الخاصة، القضية تعود الى الأشخاص الذين لديهم خبرة في الأخبار، وعلى سبيل المثال في الحرب العراقية، عندما كانت الشبكات التلفزيونية تجري لقاءات مع المقيمين في بغداد، كان الناس يقولون كيف ذلك، نحن في حالة حرب معهم؟ وكان الجواب هو علينا جمع الأخبار، وهم جزء منها، ولكن صعب جداً أنْ تقول لأحد الصحفيين لايجوز تغطية فحوى اخبارهم، الاّ في حالة الحرب عندما تقول لهم الحكومة تجاوزوا تغطية اخبار هؤلاء لأنّ ذلك يؤثر على الأمن الوطني.
* وماذا بشأن العمليات المتشددة و الأجرامية التي تنفذها الدولة الأسلامية، كذبح الصحفيين الأميركان، اذاً كيف ينظر اليهم الرأي العام الأمريكي، وكيف يمكن فصل هذه التصرفات عن الأسلام؟
- بالنسبة لي، ارى انّ الرأي العام الأمريكي يعتقد انّها خطرة و انّ هؤلاء عطشى الدم، المشكلة هي انّ الرأي العام الأمريكي يظن أنّ هذه الجرائم لا تقتصر على داعش فقط، بل انها تمثل كل منْ يؤمن بالأسلام، وهذا ليس بالأمر المشروع، ان فصل هذه الجرائم عن الأسلام يكون عبر تصريحات يدلي بها قادة الأسلام هنا في (امريكا) و في اوروبا و المناطق الأخرى في العالم، يشيرون فيها بأنهم جماعة صغيرة داخل الأسلام و بشكل عام فإنهم لايمثلون الأسلام، لي صديق هنا في قسمنا اسمه(مارك هيد) و هو مسلم و عندما أتحدث معه حول هذا الموضوع، يقول:بالنسبة لي الأسلام هو دين السلام، وانا ارد عليه:هذا هو تفكيرك الخاص، وما تعليقك على ما يفعله الأرهابيون، يجيب:انهم لايستفيدون جيداً من الدين، اعتقد أنّ المسألة تحتاج الى اشخاص امثال صديقي هذا، ليتحدثوا و يقولوا: ان الأرهابيين لا يمثلون المبادىء الأسلامية أو الثقافة الأسلامية، و بهذا يستطيعون الرد على السمعة السيئة التي يلصقونها بمنْ هو مسلم.
Top