• Thursday, 05 December 2024
logo

مدير مدرسة الصحافة و الأعلام الألكتروني في جامعة تينس، بيتر كروس لمجلة (كولان):بأمكان الصحفيين تغطية نشاطات الأرهابيين شريطة عدم الترويج المباشر لها في وسائل الأعلام

مدير مدرسة الصحافة و الأعلام الألكتروني في جامعة تينس، بيتر كروس لمجلة (كولان):بأمكان الصحفيين تغطية نشاطات الأرهابيين شريطة عدم الترويج المباشر لها في وسائل الأعلام
البروفيسور بيتر كروس مدير مدرسة الصحافة و الأعلام الألكتروني في جامعة تينس الأمريكية له رأي خاص حول قيام الصحفيين بتغطية الأحداث الأرهابية و المعوقات التي يواجهونها على مستوى العالم، و يشير في حديث خصّ به (كولان) الى ان تغطيتهم تؤدي الى ايصال رسالة من الأرهابيين، و بصدد هذا الموضوع كان لنا معه هذا اللقاء:
ترجمة/ بهاءالدين جلال


* تواجه وسائل الأعلام في عصر ثورة المعلومات و الأتصالات مشكلة من حيث تغطية الأحداث الأرهابية، حيث تؤدي مهامها على اكمل الوجه ولكن تصبح عاملاً لأيصال رسالة الأرهابيين ، كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة؟
- هدف الأرهابيين هو ايصال رسالتهم بالسرعة و النجاح، و الأعلام هو الوسيلة، وبالتالي فإن الأرهابيين يستغلون وسائل الأعلام لتحقيق هدفهم هذا، أي انهم يريدون نشر و ايصال رسالتهم بأي وسيلة سواء عبر ترهيب و تخويف الناس أو تحقيق اهدافهم الستراتيجية و التكتيكية، و لكن المسألة تكمن في انهم يستطيعون استخدام اعلامهم التقليدي، وهذا ليس بأمر جديد حيث انهم اعتادوا عليه منذ فترة طويلة، و يعتبرونه وسيلة ناجحة ليتعرف الناس على نشاطاتهم، وكذلك كورقة سياسية يستخدمونها ضد الحكومة، وبالتأكيد فإنّ استخدام الأعلام من قبل الأرهابيين له عدة اهداف: اشرت قبل ذلك الى هدفين رئيسين( الضغط على السياسيين و تخويف الناس)، كما يهدفون الى اثبات وجودهم بين الناس و ابداء طاقاتهم من اجل كسب المزيد من الأفراد الى صفوفهم، لذا اكررها ثانية انه ليس بأمر جديد، بل انه اجراء متبع استخدموه قبل عشرات السنين.
* وهل يمكن اتخاذ أي اجراء حول ذلك؟
- بصورة عامة لايمكن عمل اي شىء، لأنه عندما يقوم الأرهابيون بعمل ما، فأنه يتحول الى خبر و ينبغي تغطيته، والوسيلة الوحيدة التي يمكن بواسطتها عدم مساعدة الأرهابيين هي حجب نشاطاتهم في التلفزيون أو في الأذاعة أو تصريحاتهم المباشرة، أي عدم توجيه اللاقطات اليهم ولكن لاضير في تغطية عملياتهم، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتفادي مساعدتهم و في الوقت ذاته تغطية نشاطاتهم لأنها تؤثر على حياة الناس.
* ألا تعتقد انّ بعض الصحفيين يخدمون اهداف الأرهابيين دون غرض أو مصلحة تذكر؟
- بالتأكيد انهم يخدمون اهدافهم، ولكن دون أي غرض، ولكن كما ذكرتُ ينبغي تغطية نشاطاتهم، وبهذا يكون قد غطّوا موضوعاً صحفيّاً مشروعاً، ومن هنا على الصحفيين أنْ يكونوا حذرين حول ماهية الصور التي ينشرونها، و الأفضل التحدث معهم ولكن من غير تسليمهم اللاقطة مباشرة، وبهذا تستطيعون تقليل تأثيرهم المباشرعلى المتابعين لوسائل الأعلام، وبالأخص اعلامكم الذي هو تحت سيطرتكم.
* الأرهابيون لايسمحون للصحفيين بتغطية اخبار المناطق التي يديرونها، ولكن يسمحون فقط للصحفيين الذين يروّجون لهم، ماهي قراءتك لهذا الجانب؟
- بدون شك انها دعاية و ترويج لهم، الاّ عندما يُسمح للصحفيين الوصول الى المناطق التي يديرونها، أو تغطية اخبارهم بوسيلة اخرى، لأنهم لايستطيعون السيطرة على ما سيطروا عليها، وهذا مستحيل، و هم يقومون بذلك عبر منع الصحفيين، حيث انّ الأرهابيين يحاولون التحكم بالأخبار، لذا ينشرون منظر لذبح انسان و تصريح خاص به، أو أي شىء آخر و ينتظرون قيام الأعلام الغربي لطبع و نشر المنظر، وهنا فإنكم تستطيع بأعتباركم صحفيين و محررين و كمدير التلفزيون أو الأذاعة انْ تؤدوا الدورو تتحولوا الى رقابة حول ما يتم نشره، ولكن تغطية ما يقومون به في مناطقهم أمر مستحيل، لأنهم لا يسمحون لكم بالعبور الى مناطقهم، وهذا يجعلكم عاجزين عن اداء دوركم الأعلامي، واذا لم يسمحوا لكم تغطية الحدث فليس بأمكانكم السيطرة على الوضع،و لكن من جهة اخرى تستطيعون منعهم من السيطرة الكاملة عبر عدم نشر أي مادة المرسلة من قبلهم.
* ما تأثير استخدام اللقطات الفيديوية(you tube) على شعب الغرب للألتحاق بداعش، لأن هناك عدداً من المواطنين الأمريكيين و الأوروبيين التحقوا بهم، اذاً ما مدى تأثيرذلك؟
- تتحدثون عن وسيلة اعلامية شخصية، كفيس بوك ومواقع التواصل الأجتماعي الأخرى.. وهي وسائل شخصية انك لن تستطيع ايقافها، بل عليك التعامل بمرونة مع الأعلام الخاص، والشيء الوحيد التي يمكنك التحكم فيه هو القيام بمواجهة الرسائل التي تبث عبر وسائل الأعلام التقليدية و غير التقليدية والتي تشجّع المقيمين في اوروبا أو امريكا على الألتحاق بالأرهابيين. اذاً انك لا تستطيع التحرك الكثير في هذا المجال، كما انني لا اجد أي حل لذلك، و بالتأكيد لايوجد حل مباشر قد يكون هناك حل غير مباشر، و توجد وسائل تحث الناس على التوجه الى الراديكالية، وليس من الشرط ان تكون دينية، قد تكون وسائل سياسية او فكرية، او المسالة تتعلق بالشخص ذاته حيث يسلك طريقاً خاصاً يشعر من خلاله انه مضطر على العمل ضمن حركة معينة، وفعلاً ان هؤلاء هم المضللين.
* وما بصدد العاب الفيديو التي يقوم الأرهابيون ببيعها عبر الأنترنيت، وما تأثيرها على الشباب الغربيين؟
- الألعاب جديدة، و استخدامها من قبل الأرهابين هو جديد، لذا انك لا تستطيع فغل أي شىء بصدد هذه الألعاب، قد يكون بأمكانك التحرك نحو منع جزء منها انْ كانت في اوروبا أو في امريكا، ولكن حينما يريد الأرهابيون نشر مثل هذه الألعاب، فإنك لن تستطيع منعها ابداً، الجواب على ذلك تجده لدى الوكالات التي تتبنى تنفيذ القانون، ولكنني لا اجد أي رد عليه ، انا لا أتعامل مع هؤلاء، بل اتعامل مع الأعلام، و بالتأكيد كل وسائل الأتصالات من الموسيقى أو الكتب أو الأعلام التقليدي و غير التقليدي فأنها تُستخدم لأغراض مختلفة سواء كانت ارهابية أم غيرها، في العالم الحر لانريد الرقابة، بل نريد أنْ نرد على شىء سلبي، حرية التعبير تُحمّلك مسؤولية هذا التعبير و تمنحك حق الرد على التساؤلات و النقاشات و ما يُنشر من مقالات أو اخبار، ونحن في العالم الحر لا نفعل ذلك، وهذا لا يخلو من الخلل، الاّ انه قد حقق النجاح، أما الذين يريدون ايذاء الاخرين، قد يستطيعون تحقيق ذلك على المدى القصير و لكن ليس على المدى البعيد.
Top