الخبير في الشون الأمنية للشرق الأوسط بيتر كراوس لمجلة كولان: مالم يتمكن حيدر العبادي من تصحيح أخطاى المالكي، فإنه لن يبقى للعراق أي وجود كدولة
September 8, 2014
مقابلات خاصة
*هل هناك مساع أممية للتعاون مع نظام دمشق لمواجهة داعش؟
- لقد سبق لمجلس الأمن الدولي أن حاول التدخل في سوريا إلا أن الصين و روسيا بدرجة أكبر قد حالتا دون ذلك، بسبب أحتمالات بأستهداف نظام الأسد و بصدد متابعة داعش فإن هناك أحتمالات حقيقية، بسبب ممارسات داعش، إذا ما أرادت الولايات المتحدة وروسيا والقوى العظمى الأخرى فعل أي شئ بهذا الصدد، أن تتوصل الى قرار مشترك حول داعش في سوريا ولا أتصور أن العائق الرئيس في ذلك هو أستخدام حق النقض(الفيتو) من قبل أي منها، بل التساؤل هنا هو: هل أن الولايات المتحدة والقوى الغربية تثق بالعمل المباشر أو غير المباشر مع نظام الأسد وليس شرطاً أن يستجد أو يحدث ذلك على المدى القريب غير أن تلك هي مسألة تم تدارسها على أعلى المستويات في تلك الدول وقياداتها، كونها تدرك أنه حتى لو تمكنت من أجبار داعش على الأنسحاب من العراق بالتعاون مع قوات البيشمه كة والجيش العراقي، فإنه ليس بمقدورها تحطيم وإزالة هذا التنظيم في فترة قصيرة بمنأى عن العمل مع نظام الأسد والتعاون معه.
* يعتمد المراقبون أن السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو ليس عن طريق القوة العسكرية بل يشمل الهدف التعامل مع المجموعات المختلفة في العراق وسوريا أيضا وبالأخص مع العرب السنة ونتساؤل مالذي يفترض تحقيقه أو العمل وفقة لضمان محاربتها لداعش أو الكف عن مساندتها على الأقل؟
- لقد توسعت أعداد وأمكانيات داعش بشكل كبير بحيث جعل مسألة أضعاف هذا التنظيم تحتاج الى محاربته دولياً وأضعاف قدراته في مدن الموصل والرقة وغيرها و مطاردته وبالتالي أنهائه مستقبلاً والأهم هو أن داعش ليس مجموعة مؤلفة من (100) ألف شخص إلا أن هناك مئات الألاف في الأخرين الخاضعين لسيطرته ويضمن مساندتهم بشتى الوسائل، فقد شاهدنا هذا في مسألة السيطرة على (الرقة) في شرق سوريا على سبيل المثال، لشعورهم بأنهم مهمشون في سوريا أو محرومون في العراق من مساواتهم في الحقوق والسلطة هذا مع كون السنة هم الأكثرية في سوريا إلا أنه ليست لديهم سلطات تذكر في نظام الأسد، وهم في العراق ليسوا أكثرية إلا أنهم أقلية مهمة وكانت تدير البلاد في زمن صِِِِدام بينما لم تكن لهم سلطات سياسية أو وزن أقتصادي في ظل حكم المالكي، وبالتالي تسبب ذلك في مساندتهم الناعمة لداعش أو عدم مقاومته بشكل جدي كل ذلك بسبب تهميشهم السياسي من قبل الحكومة، وقد أصبح خير طريق لمواجهتهم اليوم في العراق هو قيام حيدر العبادي بعمل جدي و دؤوب لجعل العرب السنة يشعرون بأنهم جزء من هذا البلد وليس بشكل صوري و يكونون جزءا رئيسياً في السلطة السياسية والأقتصادية في الحكومة العراقية، هذا التصور هو في الواقع مجهول التحقق زماناً وأسلوباً، إلا أنه عمل ممكن ويكون ذلك تنويها للعرب السنة بأنهم ليسوا مهمشين كما كانوا في زمن المالكي وأن لهم وزنهم وتتركز مصالحهم في تطور حكومتهم عندها يمكن ضمان عدم لجوئهم الى مجموعة مثل داعش ما يفرض أن يكن هناك بديل يعيد اليهم الأمل لتحقيق ما يصبون اليه، مثل تربية العائلة في أجواء أمنه ومتطورة و دون أن يشعرواً بأي تمييز ضدهم وأعتقد أن تحقيق ذلك ممكن في العراق مع صعوبة تحقيقه في سوريا، ولو أردنا أنها الحرب الداخلية في سوريا بشكل سلمي و حاول فإن ذلك يتطلب أحتضان حكومتها للعرب السنة أي أنه حل أو معالجة ثنائية وكذلك أختلاف التقدم في هذا المسار بين البلدين ووضوح عدم نية نظام الأسد في المساومة أو التنازل للعرب السنة..
* الحليف الأهم للولايات المتحدة في محاربة داعش هو قوات البيشمه ركة وقناعتها بإمكانية بيشمةركة كوردستان في تحطيم داعش أو هزيمة او ليست تلك مسألة تفرض تسليح اليشمه ركة بشكل واسع لمواجهة هذه الآفة؟
- إن تقدم داعش و تطور قدراته يحتاج الى مجموعات جنود مؤهلة و مدربة تتمكن من هزيمته مع أبتعاد دولي عن نشر أعداد كبيرة في القوات البرية لمحاربة داعش، والتركيز على أهمية توسيع الهجمات الجوية وقد يؤدي ذلك على مدى محدود الى أرسال قوات أمريكية للعمل المشترك:مع قوات البيشمه ركه والجيش العراقي ويبقى التساؤل هل أن البيشمه ركة مدربون كما ينبغي أم أنهم مستمرون في أساليبهم القتالية التي واجهوابها نظام صدام في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وقد يكون السبب الرئيسي لأخراج داعش تلك المناطق من سيطرة البيشمركة هذا الأسلوب الجديد الذي أتبعه نظام داعش بينما كان للبيشمه ركة أداؤهم الفعال عندما هاجمهم داعش لاحقاً والذي يمتلك أسلحة متطورة حصل عليها من الجيش العراقي المتراجع مثل الصواريخ والمدفعية والآليات المدرعة ووسط التقدم الذي حققه البيشمه ركة في الأسابيع الأخيرة وأجبارهم لداعش على التقهر في بعض المناطق، فإنني لن أفاجاً إذا ما أقدمت الولايات المتحدة والقوى الغربية على تسليح البيشمه ركة بصورة أكبر.
• وكيف السبيل لتمويل الحرب الداخلية غير المعلنة بين السنة والشيعة في باقي مناطق العراق الى تحالف فعال لمواجهة داعش؟
- هذا ممكن مع الأعتماد على أو تحقيق ثقة الناس وتعاونهم، كسباً لثقة المجموعات الأتنية الأخرى، ومن شأن مثل هذه الحرب الدائمة أحداث أبتعاد كبير بين الناس وبالتالي تعميق الخلافات القائمة نتيجة الممارسات الشرسة لبعض الراديكاليين المحاربين على أسس أتنية أو طائفية، فلو أمعنا النظر في خريطة بغداد لعام 2003 لوجدنا أن الشيعة والسنة كانوا يتعايشون معاً آنذاك وسط حالات واسعة من الزواج والعلاقات الأجتماعية مع وجود خلافات محدودة فيما تتلخص مجريات أحداث اليوم في أن داعش وعلى شاكلة سابقة القاعدة يشن الهجمات ضد الشيعة على الأكثر مع وجود مجموعات شيعة تهاجم السنة وتقوم بقصفهم ما يجعل الناس يلجأون الى مناطق أكثرية أو معظم سكانها من الشيعة أو السنة ويأتي ذلك بهدف الدفاع عن النفس وليس لضغائن متبادلة كون هناك آخرون يرتكبون أو يقاتلون وفق تلك الأسس وهي مسائل تؤدي الى وقوع العديد من الضحايا والمآسي وبالتالي تعميق تلك الأحقاد.
ولو أردنا بقاء العراق موحداً في المستقبل، لكان علينا ضمان تعايش الكورد والشيعة والسنة معاً وهو أمر صعب في الحقيقة وسط تلك الأحقاد والقتال والدماء وأخيراً يتوحب عليكم التخلص من مجموعة داعش الأرهابية فالعراق هو بأمس الحاجة الى بناء مستقبل سياسي وأستقراراً تتوافق فيه مصالح الناس وعندها فقط تتحقق مداواة الجراح والسلام والمصالحة بين المكونات تلك مع تسبب تلك الأحقاد الدافعة للقتال في صعوبة تحقيق ذلك.
• وما مدى أهمية ممارسة الضغط على رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لتلبية مطاليب الكورد والسنة؟
- نعم هي مسألة ضرورية ويفرضها الواقع وليس الأملاءات الأمريكية أو الخارجية، ويحدوني الأمل أن يشكل العبادي حكومته بمنأى عن أية ضغوطات خارجية تجاوزاً للأجواء التي شهدناها خلال السنوات أو الشهور الأخيرة والتي كادت تؤدي الى تقسيم العراق بسبب ممارسات سلفه، أي المالكي، وتتوافق في تلك الحكومة مصالح السنة والكورد أيضا مع علاقات جيدة في بغداد ومع مختلف المجموعات الأتنية هذا إن أراد إبقاء العراق موحداً وجعله بلداً مستقراً متطوراً ومزدهراً والأمل المرتجى هو عدم حاجته الى قوى خارجية تدله على الطريق فقد يكون بإمكان الولايات المتحدة والأمم المتحدة والقوى الأخرى بناء و دوافع جدية للعراق لتأمين موارد مالية لمساعدة اللأجئين في اقليم كوردستان وغيره والمساعدة في تدريب الجيش العراقي والقوات الخاصة ويكون ذلك الدافع له للسير في طريق قويم وبكعسه فإن الأوضاع لن تكون أحسن مما هي عليه اليوم.
ترجمة / دارا صديق نورجان