• Thursday, 05 December 2024
logo

ماسيو كراين المختص في مسألة الأبادة الجماعية لـ ( كولان):كارثة الأزديين في جبال سنجار كانت بمثابة جرس انذار نبّه اركان الأدارة الأمريكية

ماسيو كراين المختص في مسألة الأبادة الجماعية لـ ( كولان):كارثة الأزديين في جبال سنجار كانت بمثابة جرس انذار نبّه اركان الأدارة الأمريكية
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور ماسيو كراين استاذ العلوم السياسية في جامعة ووستر المختصة بالعنف السياسي و الأزمات و هو مختص ايضاً في مسألة الأبادة الجماعية، لمتابعة الكارثة التي حلت بالأيزديين في جبال سنجار و التعامل اللآانساني ضد الأيزديين، اجرينا اللقاء الاتي مع البروفيسور ماسيو كراين :
* بعد كارثة الأبادة الجماعية في مناطق البلقان، تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية و المجتمع الدولي للأنسانية بأنّهم لايسمحون لمثل هذه الجرائم ان تتكرر مرة اخرى، ولكن نرى الان أنّ الأبادة الجماعية حدثت بحق الأيزديين، اذاً لماذا لم يمنع تكرارها مرة أخرى؟
- أنا مع تحليلكم بأن المجتمع الدولي ملتزم بمعيار( مسؤولية الحماية) وهو ان ّ الدولة مسؤولة عن حماية الشعب ضمن حدودها، أي حماية المدنيين من الأبادة الجماعية وكل الأشكال الأخرى لهذه الجريمة، سواء على الاساس المكوني أو على الأساس السياسي، إنّ الدعم لمبدأ مسوولية الحماية يشغل مساحة كبيرة داخل الأمم المتحدة حيث أيدته امريكا و غالبية الدول الأخرى في العالم، وهذا تطور جديد يعود الى عام 2005 و يظهر ان هذا غير مقبول بالنسبة للمجتمع الدولي في القرن الحادي و العشرين، اعتقد انّ ماحدث في الأسبوع الماضي بجبال سنجار من ابادة جماعية للأزديين اقلق الولايات المتحدة شيئاً، وكانت بمثابة شرارة ايقظت ضمير السياسيين الأميركان، اعلم جيداً أنّ الرئيس الأمريكي قال: ان بعض هذه الأجراءات يدخل ضمن حماية المواطنين الأميركان هناك، ولكن في الوقت ذاته يعد اجراء انساني لأيصال المساعدات، وسؤالكم يتعلق بجانب مهم وهو هل أنّ هذا يكفي أم لا، ولكن بالتأكيد هناك تهيدات اكثر بالقتل كما أشرتم اليها، قتل منظم، أي هناك مجموعة تستهدف الناس على أساس الدين أو الهوية انها مصدر قلق للمجتمع الدول ي و بالنسبة لي شخصياً كوني اهتم حداَ بمسألة البدة الجماعية و الأغتيالات السياسية، المعلوم انّ اعتداءات من هذا القبيل قد وقعت، وخاصة من جهة غير دولية، وهذا عامل توتر آخر، لأن المجتمع الدولي يستطيع التعامل معها بأسلوب أحسن عندما تبدأ دولة بقتل شعبها و هي الآن بصدد كيفية التعامل مع جهات غير عراقية.
* ولكن الأحداث أثبتت انها هي نتيجة السياسة التي تنتهجها الدول الفاشلة مثل العراق و سوريا التي اوجدت ارضية مناسبة للأرهابيين حيث اعلنت منظمة داعش الأرهابية عن تشكيل الخلافة الأسلامية، وهل يمكن تحقيق السلام و التعايش في الدول الفاشلة؟
- انا اتفق معك ، ولكن لا اعلم كيف يمكن اجراء ذلك، و كما اوضحتم عن طريق بحوثكم و تجاربكم انّ أحد هذه الأمور الذي يؤدي الى الجرائم هو عدم الأستقرار السياسي و الحرب الأهلية، وهذا يؤدي بدوره الى القتل، سواء من قبل الحكومة أم من جانب الأطراف غير الدولية التي تريد اثبات وجودها و التعاطي مع المسائل التي توليها الأهتمام. لذا فإنّ تحقيق نوع من السلام و انهاء النزاعات، لا يؤديان بشكل مباشر الى حل مشكلة الأبادة الجماعية، ولكن تقلل من وطأة المشكلة، لأنَه في غياب الحرب و النزاعات من الصعب جداً ان ترتكب هذه الجرائم.
* لو كنتم على الأطلاع فإنّ 300 الف كوردي ايزدي واجهوا كارثة الأبادة الجماعية، وذلك بسبب انهم غير مسلمين ولقد اختطف داعشيون بنات ونساء الأزديين كعبيد ويتاجرون بها في الأسواق، السؤال هو: ماذا يجب ان يكون موقف المجتمع الدولي ازاء هذه الكارثة الأنسانية؟
- اعتقد في البداية يجب انْ تثار مثل هذه الجرائم و تدان بشكل مباشر، لأن كل الجرائم سواء القتل أو الأختطاف او تغيير المعتقد يجب أنْ تُدان من قبل منظمات حققوق الأنسان و الدول و المنظمات الدولية الأخرى. هذه هي الخطوة المهمة الأولى، وعلى المجتمع الدولي معرفة الخطوات اللاحقة، وكما اشرتم اليه-العمل من اجل حل سلمي، سواء عن طريق قوات حفظ السلام او الوساطة، او عن طريق العمل العسكري ، واعتقد انه لايوجد أي اجماع من قبل المجتمع الدولي حول التعاطي مع الحدث، ولكن هناك شعوراً بأعتبارها جرائم و يجب التعامل معها بكل جدية.
* هل ينبغي اتخاذ اجراءات اخرى؟
- في بعض الأحيان قد يكون هناك حل أمثل في وجود مثل هذه الجرائم المستمرة و هو تعاون الناس في التهرب من الوضع و العمل على جعل الأقليم او الدولة التي تدعم أو تستقبل النازحين انْ تتعامل معهم بصيغة انسانية، قد تحدث احياناً كارثة انسانية ومن ثم يهرب النازحون بسبب عدم وجود المستلزمات الحياتية من المواد الغذائية، ومن واجب المجتمع المدني أو المنظمات الدولية العمل من اجل ايصال المساعدات الأنسانية و التأكد من سلامة النازحين تجنباً لعدم وقوع المسؤولية على عاتق المسؤولين المحليين الذين قد لايملكون موارد ضرورية.
* اذا كانت للكورد دولته المستقلة، ألم يكن الوضع مختلفاً بدلاَ من انْ يكونوا مع العراق و يواجهون الأبادة الجماعية؟
- هذه خطوة جيدة للكورد الذي لم يصبح جزءاَ من الدولة العراقية الفاشلة حالياً، قد تكون هذه احدى الطرق التي يستطيع الكورد من خلالها المحافظة على كيانهم، المشكلة تكمن في ان الدول الحديثة تواجه الفشل بسرعة، بعد ان تفقد السيطرة على سيادتها، وهذاه تؤدي الى حدوث النزاع ومن ثم الأنفصال، و كانت جنوب السودان تعيش هذه الحالة قبل سنوات، احد اسباب انفصالها هو الأبتعاد عن وضع كانت تسوده الأبادة الجماعية، و لكنها الآن تعد من الدول الفاشلة، اذاً هناك وسائل جيدة تثبت انّ الكورد هم بحاجة الى الحماية حيث يواجهون الخطر فعلاً و للأسف قد يلاقون جرائم ترتكب بحقهم، وعلى أية حال انا لست متأكداً من حل المشكلة .
* بسبب انتشار الشبكات الأجتماعية في القرن الـ (21) فإن لجوء الأزديين الى جبال سنجار في الأيام الماضية اقلق العالم باسره، الى أي مدى يجب على المجتمع الدولي الأعتراف بهذه الكارثة و اعتبارها ابادة جماعية؟
- ان الأمم المتحدة عرّفتْ المسألة بأنها محاولة لأبادة مجموعة معينة، ولوكانت نية الدولة الأسلامية( داعش) هي ابادة جزء من مجموعة و تحطيمه سواءكان من الأزديين أو مواطنين من كوردستان بهدف ابادتهم أو تغيير معتقدهم، اعتقد انه من الأفضل ان يتساءل المجتمع الدولي هل ان هذه الكارثة هي حقاً ابادة جماعية أم لا؟ وانا سوف اترك ذلك للمحامين الدوليين و المجتمع الدولي، لكي اثبت لهم انه حقاً تم حدوث جريمة معينة.
Top