الصحفي الأمريكي ديفيد ايكناشيوس لمجلة كولان : موقف البارزاني إزاء المالكي تنويه للولايات المتحدة و العالم بحلول موعد التغيير .
August 24, 2014
مقابلات خاصة
ديفيد ايكناشيوس هو أحد كتّاب الأعمدة الصحفية المعروفين على مستوى العالم في صحيفة واشنطن بوست و يعمل فيها منذ 25 عاماً، و يغطي المسائل ذات العلاقة بالشرق الأوسط ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية و مختص أيضاً في شؤون العراق و نشر آخر أعمدته الصحفية في الواشنطن بوست يوم 31 تموز الماضي بعنوان ( الدولة الإسلامية و تحدياتها للولايات المتحدة ).. و للحديث عن راهن الأوضاع في العراق و كوردستان فقد أجرينا معه هذا الحديث :ديفيد ايكناشيوس هو أحد كتّاب الأعمدة الصحفية المعروفين على مستوى العالم في صحيفة واشنطن بوست و يعمل فيها منذ 25 عاماً، و يغطي المسائل ذات العلاقة بالشرق الأوسط ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية و مختص أيضاً في شؤون العراق و نشر آخر أعمدته الصحفية في الواشنطن بوست يوم 31 تموز الماضي بعنوان ( الدولة الإسلامية و تحدياتها للولايات المتحدة ).. و للحديث عن راهن الأوضاع في العراق و كوردستان فقد أجرينا معه هذا الحديث :
• ماهي قراءتكم للوضع الراهن في العراق ؟
- الوضع الراهن في العر اق في غاية التدهور و التعقيد و الخطورة، ما يجعلني آمل أن يبقى بشكل موحد و يكون ذلك بتشكيل حكومة جديدة في بغداد و يقودها رئيس جديد و يحظى بقبول جميع المكونات العراقية، طريقاً لإدارة أسلم للبلاد في ظلها، و يضم مختلف أجزاء العراق و مكوناته مثل السنة و الكورد و الشيعة و آمل أن يتحقق ذلك في أقرب وقت .
• إلا أن الولايات المتحدة، و رغم التطورات أو الفشل الذي أصاب سياسة المالكي فإنها بقيت تسانده فهل تتوقعون أن تتبع الولايات المتحدة سياسة جديدة إزاء العراق ؟
- إنه من الخطأ بمكان القول أن الرئيس أوباما كان يسعى لإبقاء المالكي في الحكم بل هو راغب في أن يسعى مسعود بارزاني مع بقية الزعماء العراقيين لإنشاء فريق بإمكانه تشكيل الحكومة التي من الواجب أن تحظى بإجماع العراقيين و هو أن تعمل مع كل الأطراف التي تحارب ضد داعش الذي سيطر على جزء من العراق و أعلنوا فيه خلافاتهم، و هي المهم في المسألة، ما يعني بنظري أن من الخطأ القول بأن الرئيس أوباما كان يدعم المالكي و يعمل على إبقائه في منصبه و الأفضل أن يسير العراق الجديد و بشكل أكبر نحو الكونفدرالية و احترام الحقوق الاقتصادية و العامة للكورد .
• ماذا كان المستقبل المرتقب في حال فشل الشيعة في تغيير المالكي ؟
- لا أعتقد أن المجال و الوضع كانا يقبلان بأن يتولى المالكي منصب رئيس الوزراء لدورة جديدة أما إذا فشل الشيعة في ذلك فإن الولايات المتحدة تتوجه على الأرجح إلى أصدقائها الآخرين في العراق و بالأخص في إقليم كوردستان لأن الكورد في العراق هم من أهم حلفائها ما يدفعني لتوقع إيلاء اهتمام أكثر لإقليم كوردستان من قبل الولايات المتحدة مقارنة بالوقت الحالي .
• و كيف ترون خطوات الرئيس مسعود بارزاني في هذا الوقت الصعب لقد تصرف الرئيس البارزاني ليس في إطار الأحداث الأخيرة بل و منذ سنوات عديدة كزعيم حكيم و كفء و تمكن من حماية وحدة صفوف عموم الأطراف السياسية الكوردستانية و استخدام قوات البيشمركة لخدمة المصالح العليا لكوردستان العراق كما أن قرار البارزاني بشأن عدم توفر الوقت لإعادة تولي المالكي منصب رئيس الوزراء لهو تنويه حاسم للولايات المتحدة و العالم بأن موعد التغيير قد أزف و على الرئيس البارزاني أن يتبع منذ الآن طريقة في غاية الدقة و الحساسية و يسعى لإقامة أو حماية التوازن بين مصالح الشعبين الكوردي و العراقي و أتمنى له كل النجاح في هذه المهمة الصعبة و هو ما أشعر به بالفعل، لأنه صاحب تجربة وطنية و سبق أن نجح في مهماته الصعبة .
• منذ (8) أشهر و المالكي قطع موازنة إقليم كوردستان الذي يسعى جاهداً للتعويض عن ذلك ببيع نفطه، فهل طرأ مؤخراً أي تغيير على الموقف الأمريكي السلبي من ذلك ؟
- برأيي أن تغييراً فعلياً سوف يطرأ على جميع المسائل المتعلقة بالإقليم فهناك اليوم شركة أيكسن موبيل، و هي إحدى أكبر الشركات الأمريكية العاملة في مجال النفط في الإقليم، و
سيكون لذلك تأثيراته المهمة، غير أن بقاء الولايات المتحدة حتى الآن في موقف المدافع عن وحدة العراق، فإنها لا تحبذ أن تستقل كوردستان عن العراق اقتصادياً أو تنفصل عنه إلا أن ذلك مرتبط بالأوضاع التي يمر بها العراق حالياً، أما فيما يتعلق بمشكلة السفينة المحملة بنفط الإقليم فهي مسألة قانونية و تبت فيها محاكمنا من هذه الناحية و تحسمها، إلا أنني أكرر ثانية بأن لهذه المسألة وجهاً سياسياً و تتعلق ببقاء المالكي أو رحيله و في كلتا الحالتين سوف تتعزز العلاقة بين أربيل و واشنطن بأفضل صورها أو أن قيادة و زعامة البارزاني سوف تحدد مستقبلاً جيداً للعراق .
• و إلى أي مدى تبقى مسألة دولة الأمر الواقع في كوردستان موضع ترحيب العالم في هذه الظروف السائدة ؟
- نعم إذا كانت هناك مساحة مشرقة في العراق فهي كوردستان، فهي المنطقة الآمنة الوحيدة و تسير نحو التقدم و لأن لكوردستان قوات بيشمركة قوية بمقدورها مواجهة تهديدات الدولة الإسلامية لإرهابيي داعش، فإن الزعماء الكورد و العراقيين في تعاون بناء مع الولايات المتحدة و حلفائها في المنطقة لصياغة استراتيجية طويلة الأمد و السعي لإنهاء دولة داعش للخلافة الإسلامية، و هو في الواقع ليس مهمة سهلة و قد تستغرق فترة طويلة ما يفرض التعامل مع الأمر الواقع الموجود حاليا و قبوله .
• و بصدد ضرورة توفير الولايات المتحدة و العالم للأسلحة الثقيلة للبيشمركة في مواجهتها للإرهاب؟
- من الضروري،حسب قناعتي أن تكون قوات بيشمركة كوردستان من القوة بحيث تتمكن من الدفاع عن الشعب الكوردي ضد الدولة الإسلامية و ابعاد تهديدات الإرهابيين، ما يحتم حاجة البيشمركة للأسلحة الحديثة و يجب مراعاة هذا الجانب من قبل جميع الأطراف و المسألة الرئيسية باعتقادي هي أن تكون كوردستان قوية و مستقلة و لكن دون الانفصال عن العراق بصورة نهائية .
• و ما مدى ضرورة تسليح الولايات المتحدة و الدول الأوروبية لقوات البيشمركة ..
- من الضروري هنا أن تعمل الولايات المتحدة مع البيشمركة و مع رؤساء العشائر السنية و غيرهم في محاربة الدولة الإسلامية و بقناعتي يجب اعتبار كل من يشترك في محاربة هذا الخطر حليفا للولايات المتحدة و قد اعتبرت كوردستان في عمودي الصحفي الذي كتبته هذا اليوم في صحيفة واشنطن بوست إحدى المناطق التي يجب على الولايات المتحدة دعمها و مساندتها . و رسالتي لشعب كوردستان هي الأمل في أن يكون لأصدقائنا في كوردستان جيش قوي و حكومة جيدة و اقتصاد ناجح فهناك اليوم في العراق أوضاع صعبة و أملي أن تتمكن البيشمركة من حماية كوردستان و أن تكونوا فيها مستقلين و أقوياء، و لكن لا تنفصلوا عن العراق و هو أمر ممكن ما دفعني للقول، كونوا أقوياء ولكن لا تجزؤوا بلادكم .
نبذة عن حياة ديفيد ايكناشيوس :
- هو من مواليد 1950 و صحفي و روائي أميركي .
-كاتب عمود صحفي في الواشنطن بوست .
-يدير مع فريد زكريا موقعاً في واشنطن حول المسائل الدولية عن طريق شبكة الانترنيت .
- ألف لحد الآن (9) روايات .
- يعمل في صحيفة واشنطن بوست منذ (25) عاماً و يغطي سياسة الشرق الأوسط و وكالة المخابرات المركزية .
- سبق أن كان مساعد أستاذ (بروفيسور) في جامعة هارفرد
- منح ميدالية الشرف في الجمهورية الفرنسية .
- منح في ايطاليا ميدالية الصحافة العالمية .
-و أخيراً ميدالية المكاسب مدى الحياة من قبل لجنة صحافة تغطية السياسة الخارجية .
ترجمة : دارا صديق نور جان